السعودية تحذر: لا سياسة في الحج ولا تهاون مع مهدديه

السعودية تحذر: لا سياسة في الحج ولا تهاون مع مهدديه
رام الله - دنيا الوطن
تأمين موسم الحجّ لهذا العام، اعتبارا لما يحف به من ظروف إقليمية معقّدة، يحمل لدى سلطات المملكة العربية السعودية معنى التحدي الذي سخّرت لمواجهته مقدرات لوجستية وبشرية هامة مستندة لما تراكم لديها من خبرات في تأمين مواسم حجّ سابقة تمت في ظروف مشابهة.جدّدت المملكة العربية السعودية تأكيدها عدم السماح بإقحام السياسة بالحج، موجّهة إنذاراتها لكل من يحاول تعكير صفو المناسبة، واستعدادها للتصدي لأي محاولة في هذا الاتجاه.

وقبل أيام قليلة من بدء الحجاج المتوافدين من كل أصقاع الأرض أداء مناسكهم، ضاعفت المملكة العربية السعودية التي تضم أراضيها أقدس المقدّسات الإسلامية، إشاراتها إلى اكتمال استعداداتها لتأمين موسم الحجّ الذي قال مراقبون إنّ تنظيمه هذا العام يحمل معنى رفع التحدّي اعتبارا لتعقّد الظروف السياسية والأمنية التي تحفّ بالمنطقة والتي تطلّبت من السعودية، على غرار جاراتها الخليجيات وسائر بلدان المنطقة، مضاعفة جهودها الأمنية للتصدي لمخاطر الإرهاب ومنع انتقال شرارته المتقدة في بعض البلدان، وخصوصا سوريا والعراق واليمن.

غير أنّ المراقبين لفتوا إلى أنّ السعودية راكمت على مدى السنوات خبرات هامة في مجال تأمين الحج في ظروف صعبة، لافتين إلى أنّ المملكة سبق وأن نجحت خلال العشريات الماضية في تأمين المناسبة في ظروف إقليمية لا تقل تعقيدا عن الظروف الراهنة.

ولكسب رهان تأمين الحجّ سخّرت السعودية مقدّرات لوجستية ضخمة وقررت الاستفادة من جهود 85 ألف رجل أمن لضمان حسن سير موسم هذا العام.

وعبّر وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف عن ارتياحه إزاء التحضيرات الأمنية للموسم مؤكدا قدرة بلاده على تأمين سلامة الحج، ومشددا على عزم السلطات التعامل بحزم مع التهديدات. كما طلب من الحجاج الابتعاد عن الشعارات السياسية والعقائدية خلال أداء المناسك.

وقال الأمير محمد بن نايف لدى تفقده الوحدات الأمنية المشاركة في تأمين موسم الحج، معلّقا على الظروف الأمنية التي تزامنت مع موسم هذا العام، إنّ أجهزة الأمن استطاعت “في ظل ظروف واجهت فيها المملكة هجمات إرهابية شرسة لم تستثن جزءا من هذا الوطن حتى الأماكن المقدسة دون اعتبار من الجماعات الإرهابية لحرمتها، تأمين أداء ملايين الحجاج لنسكهم بأمن واطمئنان والمحافظة في نفس الوقت على أمن واستقرار المملكة ودرء مخاطر الإرهاب عنها وإحباط مخططات الإرهابيين وتفكيك خلاياهم وضربهم قبل بلوغ أهدافهم الشريرة”.

وأضاف مؤكدا أن بلاده تعمل جاهدة «على توفير كل ما يعين ضيوف الرحمن على أداء نسكهم بأمن وطمأنينة وأمان، وهي في سبيل تحقيق هذه الغاية السامية تمنع منعا باتا كل تصرف يعكر صفو الحجاج ويعرض حياتهم للخطر أو يصرف الحج عن غايته الأساسية وهي عبادة الله وحده لا شريك له بعيدا عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية التي لا مجال لها في الحج وأجهزة الأمن بجميع إمكانياتها وتجهيزاتها تعمل على منع وقوع أي تصرف يتعارض مع شعائر الحج وضبط من يقوم بذلك".

ولجهة الحفاظ على سلامة الحجيج، أكد مسؤول أمني سعودي أمس جاهزية قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ بالحج بنسبة 100 بالمئة لأداء مهامها في الحفاظ على سلامة الحجاج بمكة المكرمة والمدينة المنورة وبقية المشاعر، والتصدي لكافة المخاطر المحتملة في جميع أعمال الحج.

وقال مدير عام الدفاع المدني السعودي اللواء سليمان بن عبدالله العمرو، خلال اللقاء السنوي مع منسوبي الدفاع المدني المشاركين في أعمال الحج هذا العام والذي عقد بمقر المديرية بمكة المكرمة صباح أمس، إنّ عدد قوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة تأمين الحج كاف تماما لتنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ فضلا عن وجود خطط لإسناد قوات الحج من منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمناطق الأخرى متى كانت هناك حاجة إلى ذلك.

وكانت السلطات السعودية أعلنت الأسبوع الماضي مشاركة وسائل البحث “كي 9” التي تعتمد على استخدام الكلاب البوليسية لأول مرة في موسم الحج هذا العام. وأوضح اللواء محمد بن مطلق المثال قائد قوات الطوارئ الخاصة للدفاع المدني أن هذا النظام يعتمد على استخدام الكلاب البوليسية المدربة في عمليات البحث والإنقاذ، والإفادة من قدرتها التامة في البحث عن المحاصرين والمحتجزين والمطمورين أسفل المباني المنهارة أو الأتربة أو الصخور. وتدربت القوات السعودية في منطقة الجمرات في منى بالقرب من مكة المكرمة على تسرب غاز “كي 5” السام من خلال اسطوانات غاز وضعت في أحد مداخل المنشآت الخاصة بالحجاج.

وكان أعلن الأحد أن الدفاع المدني السعودي المشارك في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ بالحج خصص تسع وحدات أمنية للتعامل مع حوادث القطارات في منى ومزدلفة وعرفات لتجنب المخاطر التي تهدد سلامة الحجاج مستخدمي القطار.

وأعلنت السلطات السعودية الجمعة وصول حوالي 1.2 مليون حاج إلى المملكة من جميع أنحاء العالم لأداء الركن الخامس في الإسلام والذي من المقرر أن تبدأ مناسكه بعد غد الخميس أي يوم التروية والمبيت في منى بالقرب من مكة المكرمة.

ومن المتوقع أن يزيد عن الحجاج هذا العام، رغم أن السلطات السعودية قامت بتخفيض عدد الحجاج من الخارج بنسبة 20 بالمئة والداخل 50 بالمئة، على 3 مليون حاج خاصة وأن الوقوف بعرفة سيكون يوم الجمعة وهذه المصادفة لا تتكرر إلاّ بعد عدة سنوات. كما اتخذت المملكة إجراءات صحية مشددة لحماية الحج من تسرب الأوبئة وامتنعت عن منح تأشيرات الدخول للقادمين من ثلاث دول إفريقية هي ليبيريا وغينيا وسيراليون بسبب تفشي وباء ايبولا فيها.

التعليقات