مسرح الحرية يستعد لإطلاق عمل فني جديد بعنوان سلطة / سم ... مسرحية للأطفال تعطي مساحة للتفكير وتبادل الاراء

مسرح الحرية يستعد لإطلاق عمل فني جديد بعنوان سلطة / سم ... مسرحية للأطفال تعطي مساحة للتفكير وتبادل الاراء
رام الله - دنيا الوطن
غطى اللون الأبيض خشبة مسرح الحرية في مخيم جنين، وتوسطها مكتب بسيط ومجموعة من الكراسي ودرج بيتي صغير على الجانب، تحرك مبعثر لثلاثة أخوة، يرسلهم خيالهم
إلى أماكن بعيدة لتحليل رسالة والدهم بعد أن تركهم قائلا فيها بأنه سيعود قريبا، وبانتظار عودته يتنازعون، يتخاصمون، يتشاجرون، يضحكون ويلهون، هذه المشاهد التي يمكنك رؤيتها للوهلة الأولى من بروفات مسرحية (سلطة/سم) للمخرج الفلسطيني نبيل الراعي.

(سلطة/سم) مسرحية أطفال يؤديها ثلاثة ممثلين؛ علاء شحادة ومعتز ملحيس خريجو مدرسة المسرح إلى جانب الممثل المقدسي ميلاد غالب، في أدوار ثلاثة أخوة صغار تركهم والدهم لوحدهم في المنزل، ومع مرور الوقت بدأوا بالتساؤل عما إذا كان
سيعود والدهم، وماذا بإمكانهم أن يفعلوا لوحدهم. يواجه الأخوة مشاكلا حول اختيار المسؤول منهم بعد غياب والدهم وأسئلة أخرى محيرة تهدد استقرارهم.

ستظهر المسرحية للنور بداية الشهر المقبل لتسلط الضوء على علاقات الأخوة خاصة الأطفال منهم في عالم غير مضمون يسوده الغموض، وستتحدث عن مفهوم القوة والسيطرة والسلطة عندما يُساء استخدامها وفهمها، وعندما يؤثر سلوك الكبار على حياة الأطفال.

جاءت المسرحية بعنوان (سلطة/سم) لأن السلطة هي القوة، والقوة قد تسمم عقول الناس أحيانا، ويرى مسرح الحرية أن هذا العمل الفني فرصة للانخراط المباشر مع الأطفال، حيث سيتم إعطاؤهم مساحة للتفكير وتبادل الأفكار في بيئة آمنة، نظرا
لكون المسرحية تعالج قضايا الخوف من الهجر والفراق، خاصة في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من بطش الاحتلال وجرائمه المتواصلة من قتل واعتقالات تعسفية، ما من شأنه أن يؤثر على كيفية تصور الأطفال لمستقبلهم انطلاقا من الواقع الأليم الذي
يعيشونه. 

نبيل الراعي مخرج المسرحية يقول: "ركز العمل على ثلاث شخصيات مختلفة، أكبرهم 17 عاماً يسعى لأن يجد هدفا لحياته، والأوسط صاحب الـ 14 عاما يعاني من انفصام في الشخصية دفعه لتقليد الواقع وحمل سلاح دون مبرر، اما الأخير في العاشرة من عمره يحب القراءة ويحث الآخرين للمطالعة".

ويكمل الراعي أن الصراع يبرز بين الأخوة حال نقاشهم حول مفهوم المسؤولية وماهيتها، في حوار يمتاز بحرية الاختيار بينهم بعيدا عن واقع لا خيار فيه سوا الألم والعشوائية، وذلك في رسالة لضرورة تثقيف الأطفال إلى طرق أفضل في التفكير والعمل بتوجيه من الأهل.

ويختم الراعي قائلا أن المسرحية تسلط الضوء على مفاهيم السلطة والتحكم والقمع، التي تستغل باختلاف طابعها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتردية لتمارس القمع بمختلف أشكاله، مشيراً إلى ضرورة خلق نماذج ايجابية بدل النموذج التقليدي السيء للسلطات التي تحد من حرية الرأي والتعبير.

فيما يعتقد مسرح الحرية أن الفنون المسرحية والفنون بشكل عام أدوات هامة تعكس لنا ديناميكيات حياتنا تحت الاحتلال، وتعطينا فرصة للتعامل معها بطريقة صحية، يتم من خلالها توضيح أن الطفل الفلسطيني يحرم من طفولة سعيدة كغيره من أطفال العالم.

ويأتي هذا الإنتاج بدعم من وكالة سيدا والمفوضية الاوربية كجزء من برنامج شبكة الفنون الأدائية، حيث سيتم عرض مسرحية (سلطة/سم) لجمهور المدعوين في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر 2014 الساعة الرابعة عصراً على خشبة مسرح الحرية، وسيكون الافتتاح الرسمي في كانون الثاني/ يناير عام 2015، وستنتقل بعد ذلك في جولة بمختلف أنحاء الضفة الغربية.





التعليقات