عاجل

  • ‏(بلومبرغ) عن بايدن: يتعين بذل مزيد من الجهود لإيصال الغذاء والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة

  • (بلومبرغ) عن بايدن خلال حفل لجمع تبرعات لحملته الانتخابية: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي

  • ‏(بلومبرغ) عن بايدن: يجب أن تكون هناك خطة لليوم التالي في غزة ومقايضة من أجل تحقيق حل الدولتين

  • ‏(يديعوت أحرونوت): واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو على قيادة عملية معقدة برفح تبدأ بإجلاء مئات آلاف اللاجئين

  • ‏(يديعوت أحرونوت): إدارة بايدن خلصت إلى أن نتنياهو مكبل إدارياً أو لا يريد القيام بما هو مطلوب

  • (يديعوت أحرونوت): وزير الجيش غالانت تلقى خلال اجتماعاته في واشنطن عبارات قاسية تجاه إسرائيل

  • شهداء وجرحى إثر استهداف قوات الاحتلال تجمعاً لمواطنين في منطقة معبر كارني شرق مدينة غزة

من قصص الإعمار في غزة

من قصص الإعمار في غزة
 بقلم/ توفيق أبو شومر

يتداول الغزيون قصصا عن منكوبي العدوان الأخير على غزة، وأبرزها قصص من هُدمت بيوتهم جزئيا، وقام أصحابها بهدمها كليا، حتى يستفيدوا من إعادة الإعمار، ويُعيدوا بناءها من جديد ، على نفقة المحسنين المُنتظرين.

 ويُردد كثيرون قصة تجار المآسي والكوارث، ممن يستولون على المساعدات ويبيعونها لتجارِ الحروب. وعن سارقي المساعدات، ومزيفي التوقيعات، ومستخدمي أسماء المحتاجين، وعن سماسرة الدعم الخارجي.

 ويسرد آخرون قصص أفرادٍ اغتَنَوْا من مآسينا، وضاعفوا أرصدتهم المالية باستخدام الرسائل الإلكترونية، والاتصالات الهاتفية، فهم يرسلون الرسائل،ويهاتفون الآخرين في البلدان العربية والخارج ويدعون بأنهم من متضرري العدوان الإسرائيلي!

 ويَقصُّ آخرون قصصا أخرى عن أموالهم المفقودة في الركام، وعن مدخرات نسائهم من الذهب، المخزون في تلك البيوت،حيثُ لم يتمكن أصحابها من أخذها معهم أثناء فرارهم منها!

كل تلك الأقاصيص تُسمع بوضوحٍ في غزة، ويُضفي كلُّ قاصٍ على قصته لونا من التجديد والطرافة!

                                                                                  أما أنا فقد كنتُ شاهدا على قصتين:

الأولى في مستشفى الشفاء:

 كنت أزور قريبة لي أصيبت بكسور وجروح، جراء هدم بيت جيرانها الملاصق، دخلتْ عاملةٌ ترتدي زي المستشفى مصطحبة معها أحد (المحسنين) ممن كانوا يتبرعون بالنقود للجرحى والمصابين، وقام هذا المحسن بإعطاء المصابة مائة دولار أمريكي، لم تنتهِ القصةُ بعد، بل بدأتْ، حين عادتْ الموظفةُ نفسُها إلى المصابة، وطلبت أجرا لخدماتها، أو مبلغا من المال، بادعاء أنها هي التي جلبتْ المُحسن، بعد أن تعهدتْ بإحضار محسنين آخرين ممن يزورون المستشفى!!!!

إذن هي ألوانٌ مبتكرة من السمسرة، تجري في وضح النهار، وسط الدمار !!

أما القصةُ الثانية، فهي قصةٌ أخرى سردها قريبٌ لي، يعمل في رصد وتسجيل وتقدير أضرار المساكن المهدومة، قال:

ما أكثرَ الجشعين، ممن يحاولون إعطاء معلومات مُضللة عن واقع الدمار في بيوتهم، يُضخمون الخسائر، ويبالغون في وصف ممتلكاتهم المهدومة ليحصلوا على تعويضاتٍ كبيرة، ولكن في الوقت نفسه ما أكثر الصادقين الأوفياء، وهم في الغالب من الطبقة الفقيرة، طبقة العاملين الكادحين:

فقد دخلتُ بيتٍ فقيرٍ معدم، هُدمت معظمُ جدرانه الداخلية والخارجية، وبقيتُ فيه بعض الزوايا، يستعملها ساكنوه كغرف لعائلة مكونة من أحد عشر فردا، كان أفرادُ الأسرة كلُّهم يجلسون في زواياه المهدومة، فوق فرشاتٍ قديمة، وتتناثر فوق الركام أدوات الغسيل وأواني الطعام القديمة ودلاء الماء المهترئة ، وعلى غير العادة، لم يكترثوا لوجودي إلى جوارهم، لأنه اعتادوا أن يروا عشرات الزائرين، يتفقدون منزلهم كل يوم،  شرعت في تسجيل الأضرار وملء الاستمارة، وفي الحقيقة لم يبق من البيت سوى بقايا الجدران وفتحات الشبابيك الإسمنتية، أما الشبابيك فلا وجود لها!

فسألتهم، وأنا أريد مساعدتهم:

 أكانتْ شبابيكُ بيتكم من الأباجور الرخيص، أم من الألمونيوم؟

فردّ الأب الذي يلبس بقايا ثياب:

 أصدقك القول: لقد بنينا البيت، منذ خمس سنوات ولم نتمكن من إكمال البناء، ولم نستطع شراء شبابيك، لا، أبجاور، ولا ألمنيوم، فقد كنا نضع ستائر قماشية، نحن لا نكذب!!

قال المهندس:

دمعتْ عيناي، لأنني شاهدتُ صورة أخرى، صورة الفلاح الفلسطيني الكادح،عزيز النفس، الأبيّ الصابر. وهذا خفَّف من وطأة غضبي وحنقي على الذين يكذبون ويُبالغون!

 فما زال في الوطن مَن يستحقون أن نفخر بهم!!

التعليقات