بيان حول الضربات العسكرية الدولية ضد داعش

رام الله - دنيا الوطن
لا جدوى من الضربات الجوية والصاروخية، التي قام بها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في القضاء على داعش. فمقابل العشرات من مقاتلي داعش وجبهة النصرة التي قتلتهم اليوم هذه الضربات، فلا شك أنه انضم إلى داعش اليوم المئات من المقاتلين الجدد.

فكما بات ثابتا فإن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يكون بضربات جوية ولا حتى بالمواجهات العسكرية، إذ لا بد من الاستقرار السياسي الذي يتولد من سلطة وطنية تشعر جميع مكونات الشعب السوري وقواه أنها مشاركة فيها.

فالنظام السوري غير قادر على مواجهة الإرهاب ومواجهة القوى التي تفتت البلاد وتمزقها،بل كان أحد الأسباب الرئيسية في ظهور مثل هذه المجموعات والقوى والتنظيمات.

كذلك ليس لدينا، في تيار بناء الدولة، أدنى ثقة بنوايا قوى التحالف الأميركي، إذ أنها نفسها (إضافة للنظام) من شجع السوريين على الاحتكام لقوة العنف واستخدام السلاح في صراعاتهم السياسية. الأمر الذي أدى إلى تهميش القوى السلمية المدنية ليحل محلها كل من يحمل السلاح.

بل إن لدينا الكثير من المخاوف أن تكون مآلات هذا التدخل العسكري الدولي في سوريا لمواجهة داعش هي إيجاد مناطق ومساحات تحت الوصاية العسكرية الدولية المباشرة. أي أن يكون الهدف شكلا من الاحتلال الدولي لمناطق سورية بحجة مواجهة داعش.

تثبت هذه الضربات، مرة أخرى، أن السلطة السورية غير مؤهلة إطلاقا لحماية البلاد وحماية حدودها، وليس لديها القدرة على المحافظة على السيادة الوطنية التي لطالما تمتعت بها سوريا لعقود مضت. وهذا يدفعنا على التأكيد، من جديد، بأن الخطوة الأولى في طريق حماية البلاد وحل الأزمة السورية هو تسوية سياسية سريعة ينجم عنها سلطة وطنية تشارك فيها جميع الأطراف والمكونات، ويكون لها كل الصلاحيات التنفيذية التي تمكّنها من قيادة الجيش والمجموعات الوطنية المسلحة لمواجهة هذه المخاطر المستجدة.

الوطن الآن في خطر لم يشهده سابقا، ولا بد لجميع الغيورين على سوريا من النهوض لمواجهة هذا الخطر عبر التعاون الشامل فيما بينهم.

التعليقات