النص الكامل خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مهرجان إنتصار ثورة الشعب

النص الكامل خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في مهرجان إنتصار ثورة الشعب
نص خطاب السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي

في مهرجان إنتصار ثورة الشعب

الثلاثاء 28 ذي القعدة 1435هـ  الموافق  23 / 9 / 2014م  + صوت

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أيها الإخوة والأخوات ؛؛ يا جماهير شعبنا اليمني العظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛

نتوجه في هذا اليوم المجيد والمشهود أولاً بالشكر لله العلي العظيم الذي له المنّة  والفضل، والذي جل شأنه بكرمه وقوته أمدّ هذا الشعب بعونه ونصره وتأييده، وكانت إرادته جل شأنه إلى جانب إرادة هذا الشعب بالرغم من وقوف بعض الدول والقوى الإقليمية والدولية ضد إرادة هذا الشعب، وضد مطالبه المحقة والمشروعة والعادلة ، لكن الله سبحانه وتعالى وهو أحكم الحاكمين والعدل - كان إلى جانب هذا الشعب المظلوم فانتصر هذا الشعب لأن الله كان معه, ولأنه ثار ضمن ثورةٍ لها مطالب مشروعة ومحقة وعادلة، لا ظالماً ولا متكبراً ولا مفسداً .

الرحمة والمجد والخلود للشهداء، وعزائنا ومواساتنا لأسرهم، وتحيتنا مع ابتهالنا إلى الله بالشفاء للجرحى. العزة والشموخ والتسامي للثوار ولكل أبناء شعبنا اليمني العظيم . في هذا المقام نبارك لشعبنا كل شعبنا انتصار ثورته الشعبية، هذا الإنتصار هو لكل يمنيٍ ولكل يمنية، هذه الثورة التي أرست أسس العدالة والشراكة، وأسست لمرحلةٍ جديدةٍ قائمةٍ على التعاون والتسامح والتكاتف لبناء يمنٍ حرٍ آمنٍ مزدهرٍ بإذن الله تعالى .

 يحتفل شعبنا اليمني العظيم في هذا اليوم المشهود تتويجاً لثورته المباركة التي عبّرت في مطالبها وفي أهدافها عن الإرادة الشعبية لكل اليمنيين في معاناتهم ، وفي مظالمهم ، وفي آلامهم ، وفي آمالهم وفي حقوقهم، وهكذا هي الثورات الحقيقية.

 هذه الثورة العظيمة والمباركة والمنتصرة التي عبّرت عن الشعب كل الشعب ، في مطالبه وحقوقه وتجلّت فيها أصالة وقيم شعبنا اليمني العظيم في إرادته الحديدية وعزمه الذي لا يلين، وعطائه المتدفق من خيريّته، ومن سخائه ومن كرمه وإيمانه. وبرز في هذه الثورة الشعبية، الدور المتميز والجهود المتظافرة لكل أبناء شعبنا اليمني العظيم بدءاً من سكان صنعاء ومحيطها الشرفاء الذين كانوا في طليعة المظاهرات والإعتصامات، والذين استضافوا بكل كرمٍ وسخاء مخيمات الإعتصام، والوفود القادمة من سائر المحافظات، والذين بذلوا المال وتقدموا في الموقف ، ورفضوا الضغوط ولم يتأثروا بالإغراءات. أيضاً تميز دور المحافظات في الوفود إلى مخيمات الإعتصام في صنعاء ومحيطها جنباً إلى جنب مع السكان هناك، وفي المسيرات والمظاهرات التي شهدتها المحافظات بشكلٍ مستمر حتى انتصار هذه الثورة المباركة .

وأيضاً في قوافل الدعم الشعبي التي تعبّر عن كرم اليمنيين وعن عطائهم، وتقدم الصورة الحقيقية عن هذه الثورة التي هي ثورةٌ شعبيةٌ بامتياز تحرك فيها الشعب بوعي، وبقناعة، وبإرادة، وبعطاء، وبصبر، وبتضحية، لم تأتي الأموال إلى الثائرين من دولةٍ هنا أو من دولةٍ هناك، بل كان المجهود الشعبي في ما يقدم وفي ما يعمل هو الذي قامت عليه هذه الثورة المباركة .

تميز أيضاً دور الجيش والأمن أولاً: في المشاركة الفعلية الفاعلة في الإعتصامات حيث تواجد الشرفاء والأحرار من أبناء جيشنا اليمني البطل والحر ، توافدوا أيضاً كسائر أبناء الشعب إلى مخيمات الإعتصامات وكان لهم حضورهم الواضح والبارز والمتميز، وأيضاً كانوا في مقدمة الصفوف في المسيرات بكلها في العاصمة صنعاء وفي سائر المحافظات،  وبرز أيضاً دور الجيش والأمن الإيجابي والمتميز جداً، والوطني - حينما رفض الجيش أن يتولى تنفيذ الجرائم البشعة بحق الثائرين سواءً في المظاهرات والمسيرات أو في مخيمات الإعتصام ، لقد أثبت الجيش وطنيّته والتحامه بالشعب، وأنه واعٍ لطبيعة مهمته ودوره الحقيقي ومسئوليته المقدسة ، حينما رفض أن يكون أداةً قذرة بيد قوى الإجرام التي أرادت له أن يتورط في قمع الشعب فلم يذعِن لها، ولم يخضع لها، ولم يتورط كما أرادت له أن يتورط - بل اتخذ الموقف السليم والطبيعي والمسئول والمشرّف، فكان إلى جانب الشعب، ومن الشعب، وإلى الشعب، ووقف في هذه المظاهرات في مقدمة الصفوف وأيضاً داخل المعسكرات لم يقبل أبداً بأن يذعن للقرارات الخاطئة التي أرادت له أن يُمارس الظلم بحق نفسه وبحق شعبه .

لقد أدرك جيشنا اليمني العظيم مسئوليته الحقيقية أن يساهم إيجابياً وبشكلٍ فعالٍ ومؤثرٍ حقيقةً لأن تنتصر هذه الثورة - وفعلاً انتصرت - رفض جيشنا العظيم أن يكون درعاً للفاسدين، وحامياً للظالمين، وأداةً بيد المتجبرين، وأعلن موقفه، الصائب وأوضح موقفه المسئول . لا يمكن أيضاً أن ننسى دور القبائل والوجاهات الإجتماعية من كثيرٍ من المشائخ وغيرهم . القبائل كان لها أيضاً دوراً متميزاً - جنباً إلى جنب مع كل فئات الشعب مع المكونات من مختلف المؤسسات الحكومية وكل الفئات الشعبية. لا يمكن أن ننسى أيضاً الدور العظيم للّجان الشعبية التي قامت هي: بتنفيذ الخطوة الأخيرة من المرحلة التصعيدية الثالثة وتوّجت كل الجهود التي قام بها أبناء شعبنا اليمني العظيم - توّجتها بخطوةٍ فاعلةٍ ومؤثرةٍ وحاسمة، أزالت بقوة الله وبإذن الله وبجهد الشعب عقبةً كبيرةً أمام هذه الثورة وأمام القرار السياسي .

هذه الجهود المتظافرة لكل أبناء شعبنا برجالهم ونسائهم أيضاً - وكبارهم وصغارهم - بمختلف فئاتهم وشرائحهم - هذه الجهود العظيمة صنعت هذا الإنجاز العظيم ، إنجاز الإنتصار ، والإنتصار لكل الشعب ولكل مكوناته - الإنتصار بفرض الإستجابة للمطالب الشعبية التي هي شعبيةٌ بامتياز ، وهكذا هي الثورات الناجحة، هي ثوراتٌ تصنع إنجازاً لكل شعبها وليس لبعض شعبها، وتمثل في ما تحققه خيراً لكل شعبها ولا تمثل إقصاءً ولا استئثاراً، ولا استبداداً لبعضٍ من شعبها على البعض الأخر .

هذا الإنجاز - هو إنجاز لكل يمنيٍ ولكل يمنيةٍ أيضاً ، هذا الإنجاز هو مكسب للشعب اليمني بأجمعه. هذا الإنجاز المتمثل أيضاً في صيغة الإتفاق الذي يعتبر عقداً وصيغةً سياسيةً جديدةً وطنيةً يمنية تلبي مطالب الشعب الرئيسية :

أولاً :في إسقاط الجرعة على مرحلتين - المرحلة الأولى بالتخفيض والمرحلة الثانية باتخاذ خطوات إقتصادية متعددة وإجراء إصلاحات إقتصادية مهمةً جداً تضمن إصلاح الإقتصاد الوطني بما يغيّر الواقع البئيس للشعب فيما إذا تنفذت، وبما يحسّن الوضع المعيشي للإنسان اليمني - هذا فيما إذا تنفذت .

هذه الصيغة أيضاً تغير الحكومة ..الحكومة التي نادى الشعب بإسقاطها لفشلها، ولأنها كانت قائمةً على صيغةٍ غير سليمة ولا موفقة - صيغة المحاصصة والإقصاء أيضاً، وصيغة تلبي فقط مصالح محدودة لفئات محدودة. اليوم هناك صيغة لحكومة تجسد الشراكة الوطنية والكفاءة والنزاهة، وبهكذا حكومة يمكن أن تخدم بلدنا وشعبنا ويتغير واقعه نحو الأفضل.

الصيغة السياسية التي أيضاً تضمنت حزمةً مهمةً من الإجراءات على المستوى السياسي والإقتصادي والأمني والعسكري، وبما أيضاً يضمن تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي نادى الشعب وطالب بتنفيذها.

هذه الجهود المتظافرة صنعت هذا الانجاز - إتفاقاً وطنياًَ، وصيغةً سياسيةً، وعقداً جديداً يُبْنَى عليه بناءٌ حكيمٌ، وبنيانٌ يمنيٌ أصيل تدار به شئون هذا البلد إن شاء الله .

أيضاً من الإنجازات المهمة لهذه الثورة: أنها أزالت عقبةً كبيرةً وعائقاً من أخطر العوائق التي كانت تحول دون بناء دولةٍ عادلة، ذلك العائق كان متمثلاً في أكبر وأخطر قوى النفوذ المتغلغلة في المؤسسات والنافذة في البلد بقيادة (علي محسن الأحمر) الذي كان يسعى لفرض إرادته فوق إرادة الشعب، ويتحالف مع بعض القوى الخارجية بُغية الإخضاع لهذا الشعب ، والهيمنة على قراره .

واليوم وبعد هذا الإنجاز المهم بات الطريق معبّداً، والباب مفتوحاً أمام شعبنا كل شعبنا - بكل مكوناته لرسم مستقبله وفق تلك الأسس الصحيحة القائمة على أساس الشراكة - هذا يتطلب إرادةً، وتصميماً، واستمراريةً، وصدقاً، وإحساساً مستمراً بالمسئولية، وعزماً وصبراً وجديةً من جميع المكونات .

اليوم بات بالإمكان أن تتحول الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة مع استرضاء الملاّك للأرض وتعويضهم - والاسم اللائق هو "حديقة الحادي والعشرين من سبتمبر " ومع ما تحقق من انجازات مهمة فإن شعبنا اليمني العظيم هو اليوم في بداية الطريق الصحيح، لا يزال هناك تحديات قائمة، والمعركة مستمرةٌ مع الفساد والفاسدين والمشوار أيضاً مستمر - لكنه يمكننا القول أن شعبنا اليمني إلى الآن قد تجاوز وتخطى العائق الأكبر - ما بعد اليوم لن يكون أصعب مما قد مضى إنما تتطلب المسألة جداً وإرادةً صادقةً من الجميع، وحرصاً صادقاً على مصلحة هذا البلد . يبقى هناك البعض من التحديات لكنها أمام إرادة شعبنا وصمود شعبنا وعزيمة شعبنا، أمام الإحساس بالمسئولية، أمام الإعتماد على الله - ستهون - ويمكن أن يتغلب عليها شعبنا. التحدي الأول هو مع الفساد ومن يسعى لإعاقة المرحلة القادمة فيما تضمنته من أسس لمعالجة الوضع الإقتصادي، والسياسي، والعسكري هم فعلاً - سيكونون جبهة الفساد ..الفاسدون بالتحديد، من يمكن أن يعتبروا أنفسهم متضررين من هذه الثورة ومتضررين أيضاً من الإتفاق الذي أرسى مبادئ الشراكة، وتضمن الحلول والمعالجات وحزمةً من الإجراءات الفاعلة - حال تنفيذها - في معالجة الوضع بكله. الفاسدون من يمكن أن يعتبروا أنفسهم متضررين من إنجازات هذه الثورة أمّا غير الفاسدين فلا ضرر - لا غالب ولا مغلوب، الشعب اليمني بكله انتصر ، والمطالب هي مصلحةٌ لكل الشعب اليمني "المطالب الثلاثة" .

ولذلك فإن المرحلة القادمة لا يمكن أن يقف فيها ضد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه إلا الفاسدون أولاً لأنهم يعتبرون أنفسهم متضررين من حزمة الاجراءات الاقتصادية ، أيضا أصحاب منهج الاقصاء والاستبداد من لا يقبلون بالشراكة ، من يعتبرون أنفسهم متضررين من الشراكة ، لا شك أن المرحلة وهي مرحلة انتقالية يجب أن تبنى وتقوم على مبدأ الشراكة ، والمرحلة هي مرحلة بناء دولة بناء دولة عادلة ، هذا يتطلب تظافر الجميع تظافر الجهود من الجميع وتعاون الجميع وتكاتف الجميع ، أصحاب منهج الاقصاء هم أيضاً مستبدون ، هم من يحرصون على الاستبداد ومصادرة حقوق الآخرين والاستئثار بكل شيء .

أيضاً يبقى أمام شعبنا التحدي الأمني ، والتحدي الأمني المتمثل في خطر القاعدة التي هي صنيعة للاستخبارات الأجنبية ، والتي تلعب دوراً سلبياً تدميرياً هداماً في شعوبنا العربية والاسلامية ، التحدي الأمني المتمثل في القاعدة وأخواتها ، ومن يمكن أن يكونوا أذيالاً لبعض القوى المتسلطة التي أسقطتها الثورة وأزاحتها عن التأثير في واقع البلد والواقع السياسي ، ولذلك يمكن التغلب على هذا التحدي حينما يكون هناك إرادة سياسية جادة لمواجهة هذا الخطر ، وحينما يتم البناء الصحيح للجيش والأمن وفي نفس الوقت تفعيل الجيش والأمن للقيام بالمهمة والمسؤولية الرئيسية في حماية الشعب والدفاع عن البلد ، إضافةً إلى تظافر الجهود الشعبية ، ومن المهم ايضاً ألا يكون هناك أي غطاء سياسي يخدم أولئك أو يستفيد منه أولئك .

وفي سياق الواقع الأمني يمكن للناس للشعب للجان الشعبية أن تكون جنباً إلى جنب مع الجيش والأمن للإسهام بشكل كبير في إرساء الأمن والاستقرار حتى تتعافى المؤسسة الأمنية من الوضعية السيئة التي هي فيها نتيجةً للماضي .

في هذا السياق أيضاً هناك جملة من العوامل المهمة المساعدة على التغلب على التحديات أولها الإيمان بالشراكة والإيمان أيضاً بالعدالة ، حينما تؤمن المكونات والقوى السياسية بمبدأ الشراكة وأنه بات ضرورةً إلى هذا المستوى بات ضرورةً لإصلاح الوضع في بلدنا ، وبات أساساً متفقاً عليه ، بات أساساً مقراً من الجميع لإدارة شؤون هذا البلد ، الإيمان بالشراكة وأنها هي التي تجسد العدالة ، ويمكن أن تكون هي قواعد للعدالة ، لأنه لا يمكن في مثل هذه الظروف وهذه المرحلة أن يأتي طرف ما ليفرض نفسه على كل الشعب اليمني في مرحلة هي مرحلة بناء دولة ، فالإيمان بالشراكة والتجسيد لقيم العدالة يمكن أن يسهم إلى حد كبير في تحقيق الانجازات الكبرى .

ثانياً : الاهتمام والعناية بتعزيز الروابط الأخوية والوطنية على أساس العيش المشترك وعلى أساس حل أي مشكلات عبر الحوار والتفاهمات ، وفي هذا المقام أوجه دعوة أخويةً إلى حزب الاصلاح أن أيدينا ممدودةٌ للسلام والاخاء والتفاهم ، وأنه كحزب يمكن له أن يعيد لٌحمته مع الشعب ومع هذه الثورة المباركة من خلال ما تم الاتفاق عليه في اتفاق الشراكة الوطنية .

أيضاً من أهم العوامل المساعدة على التغلب على التحديات إعادة الُلحمة الوطنية بحل القضية الجنوبية وإنصاف الجنوبيين ، إخوتنا في الجنوب متضررين ومظلومين والكل مؤمن بمظلوميتهم ، وإلى حد الآن لم يلقوا الانصاف ولم تتحقق لهم العدالة ، هنا نلح ونؤكد ونصر على ضرورة المبادرة بخطوات جادة وفاعلة في اتجاه تحقيق العدالة تجاه مظلوميتهم ، ونؤكد أننا سنكون جنباً إلى جنب مع إخوتنا في الجنوب لحين إنصافهم ولحين حل قضيتهم ولحين إقامة العدل الذي يتوقون إليه .

 إن من أهم العوامل التي تساعد على التغلب على كل التحديات ، وعلى ان يواصل شعبنا اليمني العظيم مشواره في التقدم إلى الأمام وإنجاز مطالبه وتحقيق حلمه ببناء دولة عادلة ، هي الروح الثورية والتحرك الشعبي المقوِّم دوماً لأي انحراف ، هذه من أهم المسائل التي ينبغي أن نحرص عليها ، حينما نحقق الخطوة الأولى وهي إعلان الاستجابة لمطالب الشعب ، ونحقق الاتفاق الذي أقر وأرسى جملة من المعالجات والحلول والمبادئ ، هذه هي خطوة في الطريق ، ولا بد أن يواصل شعبنا اليمني وبعزمه وإرادته وبروحيته الثورية أن يواصل مشواره حتى يتم له ما يريد من بناء دولة عادلة ، ممكن فيما إذا تنفذ الاتفاق التخفيف من حالة التصعيد ولكن يبقى الشعب اليمني راصداً ومراقباً لسير الوضع السياسي ، لأداء الحكومة حينما تتشكل ، لمدى تنفيذ الاتفاق ، لا يجوز ولا ينبغي نهائياً أن يغفل الشعب بعد الآن عن الواقع السياسي ، يجب دائماً أن نحرص على رصد وضعنا السياسي ، أن ندرك أننا كشعب يمني في حالة تساهلنا أو غفلنا أو فقدنا الاهتمام بشأننا وواقعنا السياسي فإن المتربصون كثر ، والانتهازيين أكثر ، ويمكن في أي لحظة من لحظات الغفلة أو اللامبالة أو انخماد الروحية الثورية يمكن أن يحاولوا أن يقفزوا من جديد ويحاولوا أن يتغلبوا على آمال هذا الشعب وأن يحققوا طموحاتهم الاقصائية والاستبدادية والاستئثارية ، ولكن من الآن وقدماً قدماً ليبقى شعبنا اليمني مدركاً لمسئوليته تجاه نفسه وأنه لا يمكن أن يراهن على أحد ، كما حدث حينما تحرك بمطالبه ، لم تستطع الارادة الخارجية ان تتغلب على إرادته ، وفشل المراهنون على الخارج في مواجهة الشعب .

اليوم ثبت لشعبنا اليمني العظيم أنه حينما ينهض بمسئوليته معتمداً على الله وعلى نفسه أن بإمكانه أن ينتصر ، والانتصار الذي تحقق إلى الآن هو خطوة أولى في الطريق ولكن بقيت خطوات كثيرة ، إن تحقق الانتصار بشكل كامل هو حينما نرى في بلدنا اليمني العظيم دولةً عادلةً تجسد مبادئ العدل وتحقق لشعبنا اليمني العظيم الاستقلال والحرية والكرامة والرفاه الاقتصادي والأمن ، وتحقق لشعبنا اليمني العظيم ما يتوق إليه من حياة كريمة ، هنا يمكن أن نفترض أننا فعلاً أكملنا المشوار ووصلنا إلى حيث نريد أن نصل ، ولكن حتى نصل إلى هناك وحتى يتحقق هذا الأمل وهو سيتحقق بإذن الله ليبقى لدينا دائماً الحس الثوري والانتباه المستمر ، ومواصلة أي خطوة لازمة في مواجهة أي حالة انحراف ، من اليوم وصاعداً لا ينبغي أبداً أن نسكت حينما نشاهد أي محاولات للانحراف أو محاولات الانقلاب على ما تم الاتفاق عليه ، نؤكد نحن أننا سنكون دوماً جزءاً من شعبنا اليمني العظيم نحمل همه لأنا منه ، ولأنها مسؤولية علينا جميعاً وأننا لن نقبل أبداً بعودة الاستبداد ولا عودة الاستئثار ولا هيمنة الفساد من جديد ، وفي نفس الوقت نؤمن بأن بلدنا يتسع للجميع ، لن نكون أبداً في أي حال من الأحوال إقصائيين تجاه أي طرف وتجاه أي مكون .

وفي هذا اليوم وهذه اللحظة التاريخية نؤكد على التالي :

أولاً : أن ثورة شعبنا اليمني العظيم هي بهدف تحقيق المطالب المشروعة المحددة ، وهدفها الأكبر هي إقامة العدل وإرساء مبدأ الشراكة ، والتخلص من الاستبداد والاستئثار والفساد ، وبالتالي لسنا في وارد تصفية الحسابات مع أي مكون سياسي ، ولسنا بصدد الثأر والانتقام من أي طرف ولا من أي مكون ، كما أن ثورتنا تعبر عن كل اليمنيين بكل مذاهبهم وفئاتهم ومكوناتهم ، واليوم فإني أدعوا جميع المكونات والقوى إلى تجسيد قيم التسامح والتعاون فمسؤوليتنا جميعاً واحدة وهي بناء دولة عادلة والبلد يتسع للجميع ، قلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة إلى كل المكونات بلا استثناء .

ثانياً : نؤكد على ضرورة التنفيذ لاتفاق الشراكة الوطنية الموقع الذي لبى المطالب الشعبية ، واسس لصيغة سياسية ووطنية جديدة قائمة على أساس الشراكة بدلا من الإقصاء ، وتضمن مضامين ذات أهمية كبيرة على المستوى السياسي والاقتصادي ، وفيما يتعلق بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، وتنفيذ هذا الاتفاق من الجميع بالتأكيد سيكفل بإذن الله تصحيح المرحلة الانتقالية وبناء الدولة العادلة المنشودة ، ويحقق الاستقرار السياسي في البلد ، كما أن هذا الاتفاق صار عقداً اجتماعياً وسياسياً ملزماً لكل الأطراف ، ولقي ترحيباً على المستوى الإقليمي والدولي .

ثالثاً : إن كل ما يريده شعبنا هو أن يعيش بحرية وكرامة وأمن واستقرار ، وأن ينعم بخيراته وثرواته ومقدراته ، وأن يتخلص من حالة البؤس والحرمان التي سببها إهدار ثرواته وموارده ، وهو على المستوى الخارجي ينشد أحسن وأطيب العلاقات مع كل محيطه العربي والاسلامي ، وهو يحترم بإعزاز كل الروابط التي تجمعه بكل الدولة العربية والاسلامية وفي مقدمتها دول الجوار ، وهو مستعدٌ في الاسهام إيجاباً في السياسة الخارجية فيما يعزز التفاهم والإخاء ، ويعزز الأمن والاستقرار ، وبلدنا لا يشكل تهديداً في إطاره العربي والاسلامي ، ولكنه كذلك يصر على أن تحترم إرادته وسيادته واستقلاله ، وهو على المستوى الدولي رسم سياسته الإيجابية في إطار مخرجات الحوار الوطني .

رابعاً : أتوجه إلى أبناء شعبنا اليمني العظيم أن يقيموا صلاة الجمعة بشكل عظيم ومشرف ، جمعة للنصر وتأكيد وإصرار على استكمال ما تم الاتفاق عليه حتى يصبح قيد التنفيذ ، ونؤكد أننا سنعمل على أن تكون المرحلة القادمة مرحلة مستقرة بإذن الله .

وأتوجه إلى أحبائنا وأعزاءنا من سكان صنعاء أن يكونوا مطمئنين إن شاء الله على الوضع الأمني وأن يساهم الجميع هناك في تعزيز الاستقرار الأمني ، كما أتوجه أيضاً إلى المؤسسة الأمنية والعسكرية أن تقوم بواجباتها جبناً إلى جنب مع السكان ومع اللجان الشعبية في إرساء الأمن والاستقرار لمواجهة أي مؤامرات تستهدف النيل من أمن واستقرار العاصمة أو البلد.

 أحذر أيضاً من أي مؤامرة تستهدف المؤسسة العسكرية في الألوية المتواجدة في سائر المحافظات ومنها مأرب ومنها أيضاً محافظة البيضاء ، حيث نشم هناك رائحة مؤامرة تستهدف النيل من الألوية العسكرية الموجدة هناك وتسليمها إلى قوى الإجرام من القاعدة وغيرها .

 وأتوجه إلى شعبنا اليمني العظيم مجدداً بالمباركة والتهنئة على ما منَّ الله به عليه من نصر، وأشد على أيدي شعبنا اليمني العظيم أن يستشعر دائماً مسؤوليته تجاه نفسه والعاقبة للمتقين .




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛

التعليقات