تفاصيل جديدة قبل لقاء الموت:ثلاثة توائم ينتظرون مصير والدهم "فواز"بعد أن مات شقيقهم في عرض البحر.صور

تفاصيل جديدة قبل لقاء الموت:ثلاثة توائم ينتظرون مصير والدهم "فواز"بعد أن مات شقيقهم في عرض البحر.صور
رام الله - دنيا الوطن-محـمد الخالدي
 18 يوم لم يكشف فيه عن مصيرهم حتى هذه اللحظة، الأنباء ما زالت متضاربة والقلق ما زال يأسر قلوب ذويهم , عائلاتهم لا تتقبل خبر فقدانهم إلى الأبد منادين بصوت عالي" إما أن نراهم أحياء أو يكونوا بين أيدينا جثث ".

هم المفقودون في حادثة غرق سفينة السادس من سبتمبر والتي غرقت في العاشر من سبتمبر الماضي , هم لم يتركوا غزة هرباً من بطش الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه  بآلته العسكرية،  بل صمدوا و عاشوا 3 حروب عدوانية لم يفكروا فيها من قبل ولا من بعد أن يعيدوا تجربة عام 48, فالشهداء خير دليل وشاهد على صمود الشعب الفلسطيني وثباته في وطنه، إنما الذي دعاهم إلى ترك غزة هو البحث عن الأحلام و تحقيق الذات والعيش بحياة كريمة واستبصار العالم الخارجي الذي طالما حرم منه حتى لو كان عبر "سفن الموت".

أحياناً نتساءل كيف كانت لحظاتهم الأخيرة وهم في عرض البحر ؟! ماذا كانوا يفكرون بين لطمات أمواج البحر؟!

فواز النحال (35 عاما) أحد المهاجرين من قطاع غزة عبر السفينة المنكوبة  بصحبة طفله "عدي" الذي لم يتجاوز السبع سنوات من عمره، تاركاً غزة بعد أن ضاقت به السبل وتصلبت في وجهه الحياة.

لفواز ثلاثة توائم، كل توأم بطفلين رُزق بهم، ما جعل عملية تربيتهم وتلبية احتياجاتهم صعبة للغاية خصوصا أنه لم يتجاوز الـ 35 من عمره، اختار من بينهم طفله "عدي" الأكبر كي يشاركه الرحلة الصعبة ومهمة البحث عن جنة على الأرض في أصقاع أوروبا.

يقول عيسى النحال (33 عاماً) شقيق المفقود فواز في حديث له مع مراسل دنيا الوطن : "أخي عمل في كثير من المجالات لكنه لم يفلح في شيء , فكانت لديه قطعة أرض هي كل ما يملك , قرر أن يقوم ببيعها وفتح مزرعة للدواجن لعله يفلح في تلك التجارة، لكنه للأسف خسر في تلك التجارة أكثر من 20 ألف دولار بسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة "

وتابع, " خسارة أخي جعلته يشعر بنكسة كبيرة فكل ما يملكه في غزة قد خسره, فلم يعد يرى في غزة شيء يبقى من أجله, وبقرار مفاجئ من أخي بعد انتهاء العدوان بأسبوع, أخبرنا أنه سوف يهاجر بصحبة ابنه الأكبر عدي لكننا لم نقبل بذلك وحاولنا منعه لكن إصراره كان أكبر منا جميعاً".

وعن اللحظات الأخيرة وهو على متن السفينة, تلقى عيسى اتصالاً من أخيه فواز كي يُطمئن أسرته بأنه على ما يرام, وفي أثناء الحوار حاول عيسى أن يعرف تفاصيل تلك الرحلة بمعرفة من عليها ومن هم المهربين، لكن سرعان ما انقطع الاتصال بسبب خروج فواز عن مجال الشبكة الخلوية.

وفي تاريخ 10/9 /2014 م بدأت تتوالى الأخبار عن معلومات تفيد بغرق عدد من المهاجرين الفلسطينيين في مياه البحر المتوسط ثم توالت الأنباء عن إغراق متعمد لتلك السفينة مما دفع عيسى للبحث والاستقصاء عن خبر يكشف مصير أخيه ومصير طفله عدي.

يقول عيسى "  وصلتني معلومات أن شخصاً يدعى عبد المجيد الحيلة وهو من سكان قطاع غزة , كان قد نجا من حادثة غرق السفينة و يتلقى العلاج في إيطاليا, فقمت على الفور بالاتصال به كي أعرف مصير أخي وطفله , وبالفعل تواصلت معه وأخبرني أنه يعرف أخي وطفله, وأن عدي قد مات على الفور  بعد سقوطه في البحر نتيجة الارتطام المتعمد ورمي الألواح من قبل سفينة المجهولين التي كانت تحمل 7 أشخاص هاجموا فيها قارب المهاجرين ليفروا بعدها هاربين" .

وأوضح، أن بعد غرق الجميع بدأ الناس يشعرون بالخوف ويتشاجرون فيما بينهم في عرض البحر كي يتقاسموا سترات النجاة ، إلا أن أخيه كانت يحاول رفع معنوياتهم ويخفف من حدة المشاكل قائلاً " يا ناس ما تخافوا حيجي مين ينقذا مع انه ابني مات بس والله متفائل انه كلنا حننجو".

وأضاف،"  قال لي عبد المجيد الحيلة أنه لا يعرف شيء عن مصير أخي بعد أن استمر برفقته ليوم ونصف  في عرض البحر ويقررا أن يسبحا كلُ في اتجاه مختلف كي يبحثوا عن سفينة تنقذهم, وبالفعل استطاع عبد المجيد أن يجد سفينة أنقذته دون أن يجدوا أخي".      

  لم يجد أحد فواز، ولم يعلن عن مؤتمر فلسطيني رسمي ولم يخرج مسؤول في حديث تلفزيوني يشفي غليل المكلومين حتى الآن، بالرغم أن عدد من كانوا على متن السفينة يتراوح ما بين 400 – 450 مهاجر جلهم فلسطينيين، فما سر الصمت الفلسطيني الرسمي ؟!  




التعليقات