ذكرى رحيل القائد محمد علي أحمد الأعرج (أبو الرائد)

ذكرى رحيل القائد محمد علي أحمد الأعرج (أبو الرائد)
ذكرى مرور أسبوع على رحيل القائد
محمد علي أحمد الأعرج (أبو الرائد)
بقلم لواء ركن / عرابي كلوب 
عندما انطلقت الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح في الأول من يناير عام 1965م،انطلقت هذه الثورة بفئة مؤمنة بربها، انطلقت برجال ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، هؤلاء الرجال الرواد الأوائل عملوا بدون ضجيج إعلامي فمنهم من سقط شهيداً في بداية الثورة ومنهم من استمر إلى أن توفاه الله بعد رحلة طويلة ومسيرة نضالية ناصعة.
فقد غيب الموت القائد الوطني الكبير والمناضل الفتحاوي الأصيل ورجل من رجالات فلسطين وعلم من أعلامها ورائد من رواد حركة فتح الأوائل المغفور له/ محمد علي الأعرج (أبو الرائد) الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الخميس الموافق 18/9/2014م في عمان بعد معاناة طويلة مع المرض.
أبو الرائد الأعرج من مواليد مجدل الصادق عام 1935م نزحت عائلته إلى قرية سرطة قضاء نابلس عام 1948م حيث أن والدته من قرية سرطة، أنهى دراسته الثانوية وتحصل بعد ذلك على دبلوم دار المعلمين.
سافر إلى العربية السعودية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي وعمل في شركة أرامكو للبترول.
التحق أبو الرائد الأعرج بحركة فتح في بداية الستينات أثناء عمله في السعودية بعدها ترك السعودية وسافر إلى الكويت حيث عمل هناك حتى تفرغه بالحركة عام 1967م.
أبو الرائد الأعرج كان من الروائد الأوائل الذين التحقوا بالحركة في السعودية حيث ساهم في التأسيس في بداية الستينات ونظم مئات الشباب في الحركة.
شغل أبو الرائد الأعرج أول أمين سر للمجلس الثوري لحركة فتح بعد المؤتمر الثاني للحركة الذي عقد في صيف عام 1968م في الزبداني بسوريا.
كما شغل في الستينيات عضو لجنة إقليم تنظيم حركة فتح بالأردن، وكان سفيراً لفلسطين في بكين.
في سبعينيات القرن الماضي وعند تشكيل هيئة مكتب التعبئة والتنظيم لحركة فتح كان عضواً في الهيئة ومشرف على تنظيم الحركة في كل من العراق والجزيرة العربية.
بعد الخروج من بيروت عام 1982م أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان وانتقال قيادة الثورة إلى تونس عمل أبو الرائد الأعرج في التعبئة والتنظيم/ قسم التعبئة الفكرية وحتى العودة إلى أرض الوطن، وكذلك شغل في الثمانينات والتسعينات عضوية اللجنة العليا للانتفاضة الفلسطينية، وكان يشغل في أيامه الأخيرة عضوية المجلس الوطني الفلسطيني.
شارك أبو الرائد الأعرج في العمل الوطني منذ نعومة أظفاره وشارك في كافة محطات الثورة الفلسطينية.
عرف عن أبو الرائد بصدقه وتفانيه ودفاعه عما يؤمن به من مواقف وأفكار ورؤى وتقبله للرأي الآخر، لقد كان أبو الرائد يحظى بمحبة الجميع من يختلف معهم، كما من يتفق معهم، لقد كان الرجل الأمين الصلب الشجاع.
كان أبو الرائد الأعرج نموذجاً يحتذى به في العطاء والمسؤولية التنظيمية حيث كان مثالاً للالتزام التنظيمي واستطاع بحنكته ودرايته ووعيه تنفيذ كافة المهام التنظيمية التي كلف بها طول عمله في الحركة.
هؤلاء الرعيل الأول من القادة والمؤسسين ومنهم فقيدنا الراحل/ أبو الرائد الأعرج ساهموا مساهمة فعالة في انبلاج فجر جديد وصنعوا تاريخاً مجيداً لهذا الشعب.
هؤلاء الرواد مشاعل على الدرب سنظل أوفياء لدورهم الطليعي قولاً وفعلاً، حيث حفظنا دورهم الطليعي عن ظهر قلب لما بذلوه طوال هذه المسيرة الطويلة فانطبعت هذه الرموز في الوجدان والقلب والعقل.
نقول ذلك ونحن نودع واحداً من اولئك الرعيل الأول المؤسس، ذلك الرجل الذي غادرنا قبل اسبوع دون دعاء ودون عزاء دون أن يعرف أحداً عن دوره في عملية التأسيس والبناء..
كان ابو الرائد الأعرج فلسطينياً حتى النخاع وصادقاً في انتمائه الوطني وحبه لعمل الخير.
سيرة ابو الرائد الاعرج سيرة نضالية طويلة حيث بقيّ وفياً للقضية والحركة، مناضلاً من أجل شعبه ووطنه رغم تقدمه في السن ورغم مرضه الطويل.
في هذا اليوم ونحن نستذكر السيرة النضالية العطرة لهذا القائد رفيق درب القادة الشهداء الأكرم منا جميعاً,, حيث أن سيرته كانت حافلة قبل انطلاقة الثورة وفي مرحلة التأسيس والإعداد وبعد الإنطلاقة الأولى والثانية للحركة، كانت مليئة بالعمل والنضال والتنظيم المستمر.
كان أبو الرائد الأعرج حريصاً على الوحدة الوطنية ومتمسكاً بها إلى أقصى درجاته وضد أي انقسام في الساحة الفلسطينية.
وفي وداع ابو الرائد الأعرج المليء بالمعلومات الذي عايش الحدث الوطني في أضيق حلقاته منذ البدء والنشأة، عميق الأفكار والمعلومات، نقول ونحن في وقت قل فيه الوفاء وأنقطع حبل الود لمن كانوا سباقون في مسيرة الرفاق الطويلة ولم يعد أحداً يذكرهم ولا يكرمهم، او يذكر من كانوا من الرواد الأوائل لحركة فتح هؤلاء كثير من أمثاله في كافة الساحات والذين عملوا في كل الميادين من أجل القضية والشعب، وبعد أن يغيبهم الموت لا أحد يتذكر سيرتهم، أن اقل حق لهم علينا هؤلاء الرواد الأوائل أن ندون أسماؤهم البارزة الكبيرة ونحفرها في ذاكرة أبناء شعبنا الفلسطيني حتى لا ينسوا الهدف الكبير الذي ساروا من أجله هؤلاء الرواد ودفعوا جل حياتهم من أجل ذلك.
طوبى لك أيها القائد الباقي حياً في عقولنا وقلوبنا لأن ما أمنت به لا نزال نسعى إلى تحقيقه.
ومن المؤكد أن الوطن يتذكر أبناءه باستمرار، فأبناء الوطن قد يهرمون ويشيخون ويفقدون الذاكرة، اما الوطن لا يهرم ولا يفقد الذاكرة ويبقى هؤلاء القادة الرواد نبراساً في تاريخ هذا الوطن.
ابو الرائد الأعرج أيها القائد ستظل في قلب كل محبيك ومن عرفك فقد كنت مخلصاً على الدوم للقضية والوطن وأفنيت جل حياتك في خدمتها
سلام عليك يا أبا الرائد وعلى صحبك الأولين وعلى كل الشهداء الأبرار.
هذا وقد نعت اللجنة المركزية لحركة فتح القائد الكبير/ محمد علي الأعرج (أبو الرائد)
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعى اللجنة المركزية لحركة فتح اليوم الخميس الموافق 18/9/2014م إلى جماهير الشعب الفلسطيني والأمة العربية المناضل/ محمد علي الأعرج (أبو الرائد) الذي وافته المنية في العاصمة الأردنية عمان اليوم.
وقالت اللجنة المركزية في بيان لها: أنها بوفاة هذا المناضل خسرت أحد الرواد الأوائل الذين التحقوا بالحركة والثورة الفلسطينية مبكراً في منتصف الستينات من القرن الماضي، وأنتخب كأول أمين سر للمجلس الثوري لحركة فتح في المؤتمر الحركي الثاني الذي عقد في الزبداني عام 1968م، وأضاف البيان للقائد الراحل مسيرة نضالية طويلة تنتقل خلالها في مواقع الثورة الفلسطينية وبقى حتى النفس الأخير يواصل نضاله من أجل شعبه ووطنه فلسطين.
رحم الله فقيد حركة فتح فقيد الشعب الفلسطيني وأمتنا العربية وأسكنه فسيح جنانه.

التعليقات