مركز ابو جهاد يسلط الضوء على معاناة الاسير المريض معتصم رداد

رام الله - دنيا الوطن
الاسير معتصم طالب داود رداد من مواليد 11 تشرين الثاني من العام 1982، في قرية صيدا من محافظة طولكرم ، نشا في عائلة بسيطه ، وكان يتميز بالاخلاق العظيمة وكان شخص محبوب لدى ابناء القرية ، وهو اعزب  وقد اعتقل من قبل قوا ت الاحتلال  بتاريخ 12 كانون الاول من العام 2006 ،  وحكم عليه بالسجن لمدة عشرين عاما ، وتهمة معتصم رداد لدى قوات الاحتلال هي الانتماء الى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ، وهو مازال في معتقلات الاحتلال .

وكانت تعتبره قوات الاحتلال من المطلوبين للاغتيال حيث نجا من ثلاثة محالاوت اغتيال ، وأعتقل بعد عملية إشتباك خاضها مع رفاقه في ضاحية صباح الخير بمدينة جنين إستشهد خلالها رفاقه معتز أبو خليل وعلي أبو خزنه ،ولكن بعد عدة ساعات من الاشتباك نفذت ذخيرة معتصم واصيب بجسده برصاصات جيش الاحتلال ، فتمكن جيش الاحتلال من اعتقاله، ومنذ اليوم الأول لاعتقاله بدأ المعتقل معتصم رحلة طويلة صعبة وشاقة من المرض والمعاناة، وهو الأسير المصاب بشظايا كثيرة في مختلف أنحاء جسمه، تعاملت معها مصلحة معتقلات الإحتلال بكثير من الإهمال واللامبالاة، وقد تلكأت في تقديم العلاج المناسب والفعال وفي إجراء فحوصات ضرورية ولازمة تساعد في التشخيص المبكر لحالته.

 فمع بداية اعتقاله عاني من أوجاع كبيرة ومتواصلة في بطنه التي رافقته لأشهر طويلة، وكان يُعتقد أنها نتيجة الشظايا المنتشرة في أنحاء جسده، وكلما خرج لعيادة المعتقل في معتقلي جلبوع وريمون واشتكى للطبيب، كان الرد بأنها عوارض بسيطة، وكانت العيادة تقدم له المسكنات التي مع الوقت لم تُجدِّ نفعاً، وكل ذلك قبل أن يكون هناك تشخيص أولي بأن معتصم يعاني من التهاب بسيط في الأمعاء، ومع مرور الوقت ولعدم تقديم العلاجات الفعالة والناجعة لهذه الإلتهابات، تضاعف المرض مع معتصم وتحول إلى التهاب حاد وتفاقم الأمر أكثر وأكثر مع حصول نزيف داخلي بكميات كبيرة، ومع مرور عامين كان وضعه الصحي قد تدهور كثيراً وخسر أكثر من خمسة عشر كيلوا من وزنه، كما ووصلت نسبة الدم إلى حوالي 5 فقط، يومها ومتأخراً جداً .

 وإعترفت مصلحة السجون بخطورة مرضه ونقلته إلى مستشفى سيروكا في بئر السبع، ومن ثمَّ إلى عيادة معتقل الرملة وكان ذلك في العام  2010، حيث تقدم المعتقل معتصم رداد الى المحكمة وهو يمر بحالة صحية صعبة للغايه ، وتقدمت محكمة الاحتلال لائحة اتهام طويله بحق المعتقل معتصم رداد،  و طالبت محكمة الاحتلال بأن يكون الحكم على معتصم بالسجن لمدة خمسة وعشرون عاما ، حيث كانت تطالب المحكمة بأن يكون حكمة ثلاثين مؤبدا  مدى الحياة  ومن ثم تم تخفيف الحكم علية ليكون سبعة عشر مؤبدا قبل أن يصدر الحكم النهائي بخمسة وعشرون عاما .

لقد دخل المعتقل المريض معتصم رداد عامه التاسع على التوالي في سجون الاحتلال، وسط معاناة وتدهور كبير في وضعه الصحي ، إن المعتقل معتصم رداد (31 عامًا، ويتواجد حاليًّا في معتقل  مشفى الرملة وسط تدهور خطير في وضعه الصحي، وافاد عمرو رداد شقيق المعتقل  معتصم أن المعتقل  معتصم رداد تعرض من قِبل إدارة مصلحة المعتقلات الصهيونية منذ بداية عام 2008 لسياسة إهمال طبي متعمد، تهدف للنيل منه، ولتصفيته ببطء، وسط تجاهل لكل الأعراف والمواثيق الدولية، .

واشارايضا  شقيق المعتقل معتصم رداد أدت هذه السياسة الممنهجة إلى إصابته بمرض السرطان في الأمعاء، تلاها إصابته بمرض ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب والكولسترول، نتيجة إعطائه أدوية مختلفة .

ويشير شقيقه عمرو  حول العلاج الذي يتلقاه معتصم، بأنه يتم إعطاؤه علاجا كيميائيا إبرة بمعدل كل أسبوع بالبداية ثم كل أسبوعين ثم كل شهر، والآن كل ثمانية أسابيع ويبقى بالعيادة حوالي أربع ساعات من أجل تناولها لأنها تحوي على مواد كيماوية ويجب أن تعطى بواسطة الوريد ، ويضيف قائلا ً تحدث له أثار جانبية نتيجة العلاج وهو ارتفاع بضغط الدم وسرعة دقات القلب وحرارة مرتفعة ومن ثم علاجه بالكورتيزون من أجل وقف النزيف ، وهذا المرض هو دائم ولا يمكن الشفاء منه نتيجة الالتهابات التي سببها له داخل الأمعاء هذا بالإضافة إلى الألم المتواصل الذي يعاني منه المعتقل.

ويرفض عمرو اتهامات دولة الاحتلال بأن سبب المرض المصاب به معتصم هو مشاركته في صناعة المتفجرات واستخدام المواد الكيماوية التي كانت سببا ً لدخولها إلى جسم معتصم.

وكما افادت اكثر من جهة حقوقية ومحامي الحركة الاسيرة ، فإن الوضع الصحي للمعتقل معتصم يتدهور من سيئ إلى أسوا، بسبب معاناته من نزيف دائم في الأمعاء منذ عدة سنوات، حيث زاد النزيف والألم بشكل كبير ووضعه الصحي بدأ يتراجع بشكل مقلق.

ومن خلال الرسالة التي بعثها المعتقل  معتصم رداد الى اهله أنه يعاني من ضغط مزمن مع عدم انتظام دقات القلب، ويعاني من ربو مزمن ويعطونه في المعتقل  بخاخ يومياً، وكذلك يعاني من قصر في النظر ومن آلام شديدة في البطن والمفاصل ولا يستطيع أن يبذل أي جهد قليل. كما ولفت النظر إلى أنه في الفترة الأخيرة عانى كثيراً في رحلة البوسطة التي تتحول إلى رحلة عذاب له حيث نقلته إدارة مصلحة السجون الصهيونية من معتقل هداريم إلى معتقل الرملة ثم إلى مشفى مائير ثم تم إرجاعه إلى معتقل الرملة الذي يقبع فيه حالياً. وقد تحدث معتصم رداد من خلال رساله قام بعثها الى اهله، أنه تعرض لمعاناة كبيرة أثناء نقله إلى المحكمة المنعقدة في الشارون لنظر طلب الإفراج المبكر عنه .

وأوضح المعتقل المريض رداد بأنه تم اقتياده مقيداً في الكلبشات إلى منطقة الشارون حيث عقدت المحكمة التي نظرت طلب الإفراج المبكر للمعتقل معتصم رداد، والتي أجلت الفصل في الطلب للنطق بالحكم في الجلسة القادمة، وقد طالب الأسير المريض رداد بضرورة تحديد موعد قريب لنطق الحكم، وكذلك عقد المحكمة في مكان قريب وليس الشارون نظرا للمعاناة التي يتعرض لها أثناء نقله لمقر انعقاد الجلسة.

وفي الرسالة أضاف الأسير معتصم  رداد بأنه إذا ما قررت المحكمة أي قرار غير الإفراج بحسب ما تم تقديمه من قبل إدارة مصلحة المعتقلات بألا خطورة على وضعه الصحي، فإن ذلك من شأنه أن يدفع الأسير رداد لرفض الخضوع للعملية الجراحية موضحًا أنه في أي لحظة قد يخسر حياته إما بسبب المشاكل التي يعاني منها في القلب أو بسبب مشاكل الأمعاء وانسدادها، مضيفًا أنه يعانى منذ  سنوات من نزيف حاد وآلام مستمرة، ولكنه لن يحتمل سماع أي قرار يصدر عن المحكمة إلا بالإفراج الفوري عنه، متمنيا فشل جهود إدارة مصلحة السجون التي تحاول أن تثبت للمحكمة باستقرار الحالة الصحية .

وفي الرسالة استعرض رداد وقائع الجلسة، حيث بين القاضي بأن ما يريده هو استكمال للأوراق التي بين يديه لإصدار حكم إما بقبول طلب الإفراج المبكر أو رفضه، بينما ممثل أطباء مصلحة السجون تحدث باختصار عن آلام الكتف التي يعاني منها رداد وقال بأنه الأخير خضع لفحوصات وتبين عدم وجود شيء، رغم أنه معاناة الأسير من آلام كتفه تتضاعف يوما بعد يوم وذلك من شدة احتكاك العظام ببعضها.

كذلك تحدث ممثل أطباء مصلحة المعتقلات عن آلام العينين التي يعاني منها المعتقل  معتصم رداد مبسطا الأمر بأنها مجرد التهابات، مضيفا بأن فحص القلب أشار لإمكانية خضوع المعتقل لعملية جراحية بدون أية مضاعفات، كذلك أشار إلى أن المعتقل رداد خضع لصورة للظهر لوصف حالته الصحية جاء هذا كله في إطار الرد على تقرير الدكتور هاني عابدين.


وفي الرسالة أشار إلى أنه بعد إصراره الشديد على الحديث سمح له القاضي ببضع كلمات وهي كالتالي: "أنا أطلب منكم كقضاة أن تأتوا بلجنة أطباء من عندكم أنتم؛ وترون الدم بأعينكم عند خروجه من داخل أمعائي بشكل كبير، كذلك أطالب بأن يأتوا أيضا بلجنة أطباء، وأنا أتكلم معهم يقوموا بفحص الضغط وارتفاع عدد دقات القلب لكي يروا ما يروا، أيضا قلت لهم بأنني متفاجئ من كلامكم هنا؛ فأنتم تقولون لي أن لا تبذل جهد وأن  تستحم على الكرسي وغير ذلك، والآن تقولون عكس هذا الكلام، هذا كل شيء سمح لي الكلام به ولكن كان عندي الكثير الكثير".

كما وأشار بأنه يفضل أن يبقى يتألم وينزف ولا ينام لا في الليل ولا النهار على أن لا يرى من سوء المعاملة ومن الكلبشات ومما لا عين رأت ولا أذن سمعت، مطالبا المؤسسات الحقوقية والجمعيات التي تعنى بشئون الأسرى بضرورة التدخل والضغط على الاحتلال للإفراج الفوري عنه

ومن هنا فان حالة المعتقل معتصم رداد التي تزداد سوء كل يوم وبسبب تراجع حالته الصحيه بشكل كبير، ناشد اهل المعتقل معتصم من خلال مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيره المؤسسات الدوليه القانونية والحقوقيه من اجل التدخل السريع لانقاذ حياة ابنهم الذي يموت باليوم الف مره بسبب الامه.

 

التعليقات