القيم في فلسطين جلسة ثقافية اعدها المنتدى التنويري في نابلس

القيم في فلسطين جلسة ثقافية اعدها المنتدى التنويري في نابلس
رام الله - دنيا الوطن -  أبو زيد حموضة
نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " جلسة ثقافية بعنوان : " القيم في فلسطين الى أين ؟ القيم السائدة .. القيم الغائبة / الثقافة الوطنية هي البديل "

تحدث فيها الكاتب التربوي المربي علي خليل حمد،
وأدارها أمين سر المنتدى ماجد دغلس، الذي طالب بالافراج الفوري عن المنسق الثقافي د. يوسف عبد الحق بعد أن حكم عليه اربعة شهور اداريا لآرائه الاجتماعية والسياسية، كما طالب دغلس بطي صفحة الاعتقال الاداري والافراج عن كافة المعتقلين الاداريين.

المربي علي حمد عرّف كلمة القيمة عند علماء الاجتماع بأنها خاصية لأي شيئ، تجعله ضروريا أو مرغوبا عند فرد أو مجموعة من الناس. وأن للقيم خصائص نسبية، وتتمتع بالثبات لمدد زمنية طويلة، لكنها تختلف من فرد لآخر، ومن جماعة الى آخرى.مستشهدا بشعر المتنبي" مصائب قوم عند قوم فوائد ".

واعتبر المربي حمد أن القيم عند الفرد عادة ما تتكون من ثقافة المجتمع، محددا مصادر القيم؛ بالاسرة، والمدرسة، ووسائل الاعلام،ودور العبادة، والمنتديات، والخبرات الخاصة للفرد، وكلها مجتمعة تصنع القيم عند الناس، معتبرا أخطرها وسائل الاعلام .

وذكر التربوي حمد خمسا من أنظمة القيم في فلسطين؛ نظام القيم العربية، والاسلامية، والوافدة الغربية، والقيم النفعية / العملية، والقيم الوطنية. واعتبر المتحدث المروءة قمة القيم العربية وهي صنو الانسانية، والشاعر المتنبي خير من تجسد فيه قيم الامة العربية. ثم توقف مطولا أمام القيم التربوية الوطنية باعتبارها قيم التحدي التي يحاول بها الشعب الفلسطيني الحفاظ على هويته وأرضه، وبخاصة بعد النكبة، وخلص الى أن أعلى القيم التربوية الوطنية هي الحوار وتحمل المسؤلية، وضرب مثلا في احترام الآخر، والتنمية، والصالح العام، والمواطنة والوطنية، معتبرا أمير الشعراء أحمد شوقي رائد القيم الوطنية في الوطن العربي.

ولفت المحاضر أن الصالح العام أحد القيم التربوية العليا الغائبة في مجتمعنا الفلسطيني لعلاقته الوثيقة بالتنمية والمواطنة والمال العام، لافتا الى أن القيم التقليدية تحجب قيم الصالح العام عندما يتعلق الامر بشرف العائلة وارتباطه بالسلوك الجنسي.

ثم اعتبر حمد التهرب الضريبي، وعدم تسديد الفواتير لخدمات البلديات، أو التأخر المقصود في تسديدها، وبيع السلع والبضائع الفاسدة أو نافدة المفعول، والمحسوبية والفئوية في إشغال الوظائف العامة والخاص، واستغلال المال العام: المركبات الحكومية على سبيل المثال،

والاعتداء على المرافق العامة بالتخريب، والإساءة للبيئة بالتلويث وغيره، واستهلاك السلع الأجنبية أو الترويج لها مع توافر المنتج الوطني البديل، وكل ما ذكر من القيم السيئة التي تسئ للصالح العام سواء في فلسطين أو العالم العربي.

وتساءل المتحدث حمد ما العمل لانتصار القيم الايجابية مستقبلا في فلسطين؟ محددا ذلك برؤية واضحة للمجتمع الفلسطيني في المستقبل، ورسم الخطوط العامة للمشروع المؤدي إلى تحقيق هذه الرؤية. وينبغي أن تكون الرؤية المنشودة رؤية شاملة، تتمثل فيها علاقة الشعب بارضه، وبذاته، وبالآخر؛ ثم أوصى في الرؤية الآتية: " مجتمع فلسطيني حر وموحد، يقوم العلم والتعليم فيه
بدور مركزي في صنع التنمية المستدامة على ترابه الوطني، وغرس روح المواطنة في نفوس أبنائه، وتحقيق التفاعل الحضاري مع سائر شعوب العالم."

وركز حمد على إعادة بناء القيم في إطار واحد ووحيد وهو الثقافة الوطنية. كونها صانعة الهوية وحاضنة القيم، وتتضمن المعرفة بالواقع الحاضر للمجتمع وتطلعاته المستقبلية، وكذلك كل ما يمت بصلة للبلد من معارف وبخاصة تاريخه وجغرافيته وحضارته.

ثم أنهى المحاضر مداخلته قائلا : قد يسأل أحدنا: من أين نبدأ؟
والجواب هو: ابدأ من حيث شئت، ولكن لا تنس أن تقرأ صناع الثقافة الوطنية في فلسطين: اقرأ محمود درويش، وفدوى طوقان، وأبو سلمى، وغسان كنفاني، وأسمى طوبي، وخليل السكاكيني، وهشام شرابي، وإدوارد سعيد، ومصطفى الدباغ، وقدري طوقان، وسلمى الجيوسي، ومحمد عزة دروزة، ورفاقهم من صناع الثقافة الوطنية التنويرية في فلسطين.







التعليقات