دعوات لتدريب النساء وتمكينهن من اختراق المشهد الإعلامي

رام الله - دنيا الوطن
ناقشت مجموعة من النخب النسوية وعدد من الصحفيات والصحفيين إشكالية غياب النساء عن المشهد السياسي الإعلامي وتداعياتها، وذلك من خلال طاولة مستديرة عقدتها مؤسسة فلسطينيات بالشراكة مع مؤسسة هينرش بول الالمانية، في مقر
فلسطينيات وسط مدينة غزه صباح امس.

ورأت حنين رزق ناشطة نسوية ومناصرة لقضايا ذوي الإعاقة، أن السبب في غياب الوجوه النسوية عن المشهد الإعلامي، يكمن في وجود نساء معينات يتم التعامل معهن دون إجراء بحث عن أخريات جدد.

ولفتت إلى غياب التخصص في عمل بعض المؤسسات، والتي من خلالها يغيب الوضوح في عمل المؤسسة سواء كانت إغاثية أو صحافية تسجل الأحداث وتدون القصص المختلفة عنها.

من جانبها قالت الإعلامية سالي عابد أن الإشكالية في غياب المرأة تكمن في وجود أزمة ثقة في عنصر المرأة ذاته، وقالت "يتساءل القائمون على العمل، هل بإمكانية المرأة خوض العمل في أحلك الظروف خاصة الحرب، وهل ستكون كفاءتها وقدرتها كما الرجل".

وأضافت "لدينا أزمة قيادات سياسية، حيث لا يوجد تمثيل للمرأة في الأحزاب، ويتم حصرها في شخصيات معينة"، وأشارت إلى أن المرأة تفتقد أحيانًا الثقة بنفسها وقدرتها على الخروج على الشاشة، موضحةً "قد تشعر بعضهن بالخوف والرهبة وتترد
في الظهور إعلاميًا، لذا يجب تدريبهن على الظهور والحديث لتزيد ثقتهن بأنفسهن".

بدورها أكدت صبحية جمعة المحامية في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان على ما قالته عابد بخصوص تسييس الإعلام، مبينة أن المرأة لا يوجد لديها فرصة جيدة لتمثيل دور قيادي في الأحزاب والمؤسسات السياسية صانعة القرار، بالإضافة إلى أن المرأة لا تتحدث بشكل كبير وفاعل عن قضاياها وكثيرات غيرها في البرلمان.

من جهتها قالت فاتن البيومي وهي ممثلة عن مركز شؤون المرأة "نمتلك بيئة خصبة من الفنانين والصحفيين والمسرحيين، لكن الإعلام عند استضافته لشخصية تتحدث في هذه الأمور أو غيرها، ينظر دومًا إلى من هم في الصف الأول، ويتجاهل ما دون ذلك
رغم امتلاكهم للمؤهلات الكافية".

ونبهت إلى أن غالبية البرامج النسوية والتي تقدمها نساء إعلاميات تدور مواضيعها حول الأسرة والمطبخ والأزياء والتربية، في حين من أنه من الممكن طرق مواضيع أكثر أهمية تخص النساء، مؤكدًة على أن المرأة باستطاعتها خوض غمار المعترك السياسي إن أعطيت لها الفرصة.

وفي ذات السياق دعا المحلل السياسي هاني حبيب النساء الإعلاميات إلى عدم جلد أنفسهن، مبينًا أنه يلاحظ دورًا جيدًا لها في الإعلام، وقال "في حين وجود غياب أو تغييب للمرأة، فهي ليست المسئولة، وذلك لأن الأحزاب نفسها هي من تتعامل
وتنظر للمرأة التي يوجد بجانبها رجل، كأن تكون زوجة لمسئول أو أم لشهيد، بغض النظر عن كينونتها وما تمثله بعلمها وخبرتها".

وفيما يخص التحليل السياسي يرى بأنه ليس بالضرورة أن تكون النساء محللات لأنهن خضن تجربة الإعلام الجديد بشكل جيد، وفي حال التركيز الفعلي على غيابهن في هذا المضمار عزى السبب إلى كونهن أقل متابعة للأخبار وما يدور فيها، وبالتالي فإن
النساء عندما يقررن في وقت معين خوض تجربة التحليل تنقصهن الخبرة والقدرة، وتصبح مشاركتهن مجرد ترديد للأخبار.

لافتًا إلى أن غياب النساء عن المشهد الإعلامي ليس بالضرورة أن يكون وليد العادات والتقاليد التي تقيد المجتمع الغزي، مستشهدًا بأن "القنوات العالمية كذلك تغيب عن شاشاتها وجوه المحللات السياسيات وتكاد تقتصر على الرجال، وهذا ما يؤكده حديثي عن طبيعة المرأة الغير متابعة للأخبار".

وشدد حبيب على أهمية تدريب النساء على متابعة الأخبار وامتلاك المعلومة، بالإضافة إلى التدريب على الحديث أمام الهواء وليس وضعها بشكل مفاجئ ومن ثم اتهامها بضعف القدرات.

بدورها أكدت الإعلامية وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات على ضرورة عقد لقاءات بين النساء والمؤسسات النسوية والإعلامية للخروج بتوصيات قادرة على مساعدة النساء لاختراق المشهد الإعلامي.

التعليقات