مواقف في مكّة .. وفندق المصالحة

مواقف في مكّة .. وفندق المصالحة
كتب غازي مرتجى
لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد , والنعمة , لك والملك .. لا شريك لك

(1)
ان تكون ممن يناديك الله لزيارة بيته العتيق فهذا بحد ذاته تشريف وفرصة ربما لن تتكرر , فكانت النية خالصة لله تعالى .. توجهنا يوم الخميس عبر معبر رفح الى مطار القاهرة , ووجدنا تعاملاً رائعاً من الاخوة المصريين حيث سهّلوا دخول كافة الحجاج الى المطار عبر معبر رفح وكان الجيش المصري مسانداً لنا في البعثة التي خرجت عبر معبر رفح حيث سهّلوا مسيرنا وصولا الى المطار دون اي معيقات تُذكر .. رغم التعب الشديد الذي واجهناه خلال يومين من المكوث في مطار القاهرة بسبب تأخر موعد رحلات الطيران , وصلنا الى مطار الملك في جدّة فوجدنا الابتسامة والاستقبال غير المسبوق , راحة ما بعدها راحة ان تكون بقرب الحرم المكّي وتتلهف للوصول للطواف حوله .

بقي جميع الحجاج دون نوم لفترة يومين كاملين , وعلى الرغم من ذلك وفور وصولنا الى مكّة توجهنا فورا الى الحرم المكي لأداء العمرة فعلمنا معنى الخضوع لله والتذلل له ومعنى ان تكون مُسلّما أمرك لله .

(2)
البعثات الادارية التابعة لوزارة الاوقاف والبعثة الاعلامية حلّت على احد فنادق مكّة برفقة وزير الاوقاف الشيخ يوسف ادعيس , الذي التقى بالاعلاميين في اليوم الثاني لاكتمال وصولهم وكان لقاء من القلب إلى العقل ..
"وحدة الحال" لا تعني فقط ابتسامة السياسيين بوجه بعضهم , لكنها وحدة تفكير وترابط بين المواطنين في شطري الوطن أولاً ثم بعد ذلك يأتي دور السياسيين , بدأ وزير الأوقاف حديثه عن ضرورة وحدة الحال فالمصير واحد .. وبدا الوزير أكثر إصراراً على البدء بخطوات عملية لا اعلامية نظرية لتوحيد حال البعثتين من غزة والضفة .

(3)
الزميل عميد دويكات من نابلس , تحدثنا سوياً لأشهر عبر وسائل الاتصال المختلفة دون ان نلتقي سابقاً .. وصل الى مكّة قادماً من المدينة فالتقيت به في فندق "المصالحة" وكان لقاءً رائعاً تجسّد من عالم الخيال الى عالم الواقع .. 

(4)
الكمال لله وحده , فلا بدّ أن تجد تقصيراً في جانب وشبه كمال في جانب آخر .. هكذا هو حال البعثة الفلسطينية وحجاج فلسطين , لكن بالإمكان وصف موسم الحج لهذا العام بأنه "ناجح" مع بعض المعيقات الناتجة عن تداخل السلطات فمُحصّلة سنوات سبع سابقة لا يُمكّن أن تُحّل بليلة وضحاها أو فندق "المصالحة" ..!؟

(5)
أسعى بين الصفا والمروة فإذا بشخص يطلب مني الوقوف , فسألني بلغة "شبه عربية" إن كنت من فلسطين , فأجبته أنّي من فلسطين فأخذ بالبكاء والتمتمة بكلمات لم أفهمها وأكمل سعيه وصولاً إلى المروة وأكملت "الشوط" وأنا أفكّر بأمر واحد .. لماذا لا نكون على قدر حب مواطني العالم لنا !؟

(6)
في العمرة الأولى .. لم يكن معنا واعظ أو مرشد واكتفينا بما قرأناه عبر الانترنت لكيفية الطواف والسعي .. علمت معنى "التسليم لله" فطُفت حول البيت العتيق ودعونا وصلينا .. ولم نشعر بتعب أو ارهاق رغم عدم النوم لأيام متتالية ..كما يقول الغزيّون .."كنت فوق" 

التعليقات