"مجموعة العمل تصدر تقريراً توثيقاً بعنوان "ضحايا التعذيب والاختفاء القسري

"مجموعة العمل تصدر تقريراً توثيقاً بعنوان "ضحايا التعذيب والاختفاء القسري
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا تقريراً توثيقياً حول "ضحايا التعذيب والإختفاء القسري من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تحت عنوان "ضحايا التعذيب والاختفاء القسري 2"، يعتبر هذا التقرير استمرارية لما بدأ به التقرير الأول الذي صدر بالتعاون ما بين مجموعة العمل والشبكة الأوربية للدفاع عن حقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، حيث يوثق الضحايا الذين سقطوا نتيجة التعذيب، سواء أكانوا داخل سجون النظام السوري أم لدى المعارضة السورية خلال الفترة الممتدة ما بين آب/ أغسطس 2012 وأيلول/ سبتمبر 2013، وقد بلغ عدد ضحايا التعذيب حتى الموت حينها (105) ضحايا، وليقدم اضافات جديدة الجديد في هذا الملف، حيث تضاعف أعداد الضحايا داخل السجون ومراكز الاحتجاز ليصل إلى 252 ضحية خلال الفترة التي رصدها التقرير.

تتركز أهمية هذا التقرير بأنه جاء نتيجة جهد ميداني يومي لفريق التوثيق في مجموعة العمل، هذا إضافة لكونه يرصد حالات الاعتقال والاختفاء القسري وما يتبعهما من نتائج تصل إلى فقدان الحياة.

وتتحدث المعلومات التي وثقها تقرير مجموعة العمل عن عشرات المدنيين الفلسطينيين الذين قضوا في السجون السورية نتيجة التصفية المباشرة أو تحت التعذيب بعد تعرضهم لأقسى عمليات التعذيب والإذلال والتحقير التي غالباً ما ينجم عنها آثار نفسية وجسدية قد تصل إلى الموت أحياناً، وقد وثقت مجموعة العمل سقوط 147 لاجئاً فلسطينياً في سورية داخل سجون النظام السوري خلال الفترة الممتدة بين تشرين الأول/ أكتوبر 2013 ونهاية آب/ أغسطس 2014، أي بزيادة نحو 40 ضحية على الفترة ذاتها من آب/ أغسطس 2012 وأيلول/ سبتمبر 2013.
ويوثق التقرير حالات اختطاف للاجئين فلسطينيين مصابين وجرحى من داخل المستشفيات والمراكز الصحية، واعتقالات على حواجز التفتيش التابعة للنظام السوري، كما تطرق التقرير إلى الإعتقال أثناء محاولات الخروج من المناطق المحاصرة، وحالات تعذيب وتصفية جماعية عقب الاحتجاز لفترات قصيرة خلال الاقتحامات التي ينفذها الجيش والقوى الأمنية للمخيمات والتجمعات الفلسطينية، وكذلك حالات إعدام أو قتل تحت التعذيب لعدد من المعتقلين الذين رفضت الأجهزة الأمنية تسليم الجثة أو الإفصاح عن مكان وجودها أو دفنها.

كما سلط التقرير الضوء على التوزع المكاني والزماني لضحايا التعذيب حيث بلغ عدد الذين قضوا من أبناء المخيمات والتجمعات الفلسطينية في سورية تحت التعذيب (164) لاجئاً، احتل مخيم اليرموك المكانة الأولى بين المخيمات من حيث عدد من قضى من أبنائه في سجون النظام السوري، فقد وثقت مجموعة العمل سقوط 86 لاجئاً فلسطينياً تحت التعذيب، بعد اعتقال دام لفترات متباينة، أي بمعدل 52.44% من إجمالي من أُوقف من أبناء المخيمات، و34.14% من الإجمالي العام، جاء في المرتبة الثانية مخيم العائدين في حمص، حيث سجل سقوط 21 لاجئاً، ثم مخيم خان الشيح (11) لاجئاً.

أما من الناحية الزمانية فقد ذكر التقرير أن شهر آب/ أغسطس من عام 2014 سجل أكبر عدد من ضحايا التعذيب، فقد أُبلغ ذوو (31) لاجئاً فلسطينياً بضرورة مراجعة الفروع الأمنية لتسلّم المتعلقات الشخصية لأبنائهم، بعدما قضوا داخل السجون وبالمقارنة مع الشهر ذاته من عام 2013، فإن الإحصائيات تشير إلى تضاعف الأرقام لأكثر من خمس مرات.

وفي ختام تقريرها أكدت مجموعة العمل على أنه من الواجب على أطراف النزاع - وهي النظام السوري والمجموعات المسلحة المعارضة - الكشف عن مصير بقية المعتقلين الذين وثقتهم المجموعة والبالغة أعدادهم (624) معتقلاً، كما وطالبت بضرورة الإفصاح عن مصير جثث الذين تمت تصفيتهم، ودعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية إلى ضرورة التحرك وإلزام الحكومة السورية بالإعلان الفوري عن مصيرهم والسماح لهم  بمحاكمات عادلة ونزيهة، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين الفلسطينيين الموقوفين دون سند قانوني في السجون ومراكز التوقيف السورية، ومتابعة تلك الحالات بحق اللاجئين الفلسطينيين واحترام الحقوق الأساسية وحق الحياة والكرامة للفلسطينيين على الأراضي السورية.

التعليقات