الفضائيات الدينية وأثرها محاضرة للدكتور محمد ابو الرب في هيئة التوجيه السياسي والوطني

الفضائيات الدينية وأثرها محاضرة للدكتور محمد ابو الرب في هيئة التوجيه السياسي والوطني
رام الله - دنيا الوطن
- القى اليوم الدكتور محمد ابو الرب استاذ الاعلام في جامعة بيرزيت ومؤلف كتابي "الجزيرة وقطر خطابات السياسة وسياسات الخطاب" و "الفضائيات الدينية دعوة ام تسويق" محاضرة في هيئة التوجيه السياسي والوطني حول  الفضائيات الدينية وأثرها، بحضور اللواء عدنان ضميري المفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الامنية وعشرات المفوضين السياسيين ومدراء الادارات في الهيئة.

وأوضح الدكتور ابو الرب ان هناك 1320 محطة فضائية عربية منها 125 فضائية دينية تبث من مختلف الدول العربية والأوروبية من بينها 32 محطة شيعية والباقي سنية، بالإضافة الى 25 محطة مسيحية تبشيرية تم اطلاق بثها بعد ما سمي بـ "الربيع العربي" ساهمت في تغذية الصراع الديني مستخدمة الدين لترويج افكار سياسية وحزبية وتنفيذ مخططات سياسية وعسكرية واقتصادية.

وقال ان تسليع الدين اصبح رائجا عبر الفضائيات التي حولت الدين الحنيف الى سلعة تجارية وسياسية واستغلت الواعز الديني للمجتمعات العربية والإسلامية وحاجات المجتمعات الفقيرة والأمية والتي تتعرض الى ازمات لترويج الشعارات مثل "شاشة تأخذك الى الجنة" والمواقف المتناقضة بين فترة وأخرى كما حدث في الحرب على العراق عندما حاولت احدى الفضائيات تضليل الرأي العام وإيهام المواطن العربي بأنها ضد التدخل الامريكي فيه، لكنها دعت الامريكان بعد سنوات قليلة للتدخل عسكريا ضد النظام الليبي وشرعت التعاون معه عبر احد علماء الدين الكبار وصولا الى دعوة حلف الناتو "لتقديم شيء لله" لإسقاط نظام الاسد في سوريا، وتحريم خوض الانتخابات وبعد سنوات تحليل المشاركة فيها.

وأضاف ان الفضائيات الدينية تستخدم فرضية "البلاء والابتلاء" في تسويق مواقفها وإيهام الناس بان ما يصيبهم من اذى هو ابتلاء من الله لإبعاد المسؤولية عن المسبيين له، وفي نفس الوقت تسويق انتصاراتها من منطلق سياسي ووطني، واستخدام سيميائية قصص الاستعارة في خطابها وتوظيفها في الخطاب الديني.

وقال د. ابو الرب ان اخطر ما يمارسه الاعلام الديني استخدام الفضائيات للثنائية "مسلم وكافر" "حق وباطل" "خير وشر" وتوظيف تقنية التذكير والتعريف والتنكير للتأثير على المتلقي لحصر تفكير المتلقي في خيار وحيد لا يمكن معارضته او مناقشة بديل له.

وكان اللواء عدنان ضميري قد افتتح المحاضرة التي نظمتها الادارة العامة للتخطيط في التوجيه السياسي بكلمة اكد فيها ان الاسلام دين وسطي ينبذ التطرف، وليس سلعة للربح او وسيلة لترويج مواقف سياسية، مضيفا ان الاحزاب السياسية الدينية وظفت مختلف وسائل الاعلام المرئي والمسموع والالكتروني لترويج افكارها باسم الدين وتنفق اموال طائلة تمولها جهات ذات اجندات سياسية.

وتم في نهاية المحاضرة التي تولى ادارتها معين كوع مدير عام التخطيط طرح عدد من المداخلات والأسئلة من قبل الحضور. 


التعليقات