شاهد: فيديو لتكبيراتهم واستغاثاتهم .. الكشف عن تفاصيل إغراق المهاجرين الفلسطينيين قبالة ايطاليا

شاهد: فيديو لتكبيراتهم واستغاثاتهم ..  الكشف عن تفاصيل إغراق المهاجرين الفلسطينيين قبالة ايطاليا
رام الله - دنيا الوطن
كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان الأحد تفاصيل إغراق قارب يحمل مئات المهاجرين الفلسطينيين والعرب قبالة السواحل الايطالية في العاشر من سبتمبر الجاري، مؤكدًا أن ذلك جريمة متعمدة هدفت إلى التخلص من المهاجرين في عرض البحر.

وتناول المرصد خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة كافة الانتهاكات التي تخللت رحلة المهاجرين بدءًا من الانطلاق من شاطئي مدينتي دمياط والإسكندرية مرورًا بعملية الإغراق وانتهاءً بتباطؤ السلطات في إنقاذ الناجين.

وقالت المتحدثة باسم المرصد مها الحسيني إن فكرة الرحلة بدأت عبر وكالات ومكاتب سياحية في أماكن مختلفة، من ضمنها مكاتب في مصر، ووسطاء في غزة، مع وعودات للمهاجرين بالوصول إلى أوروبا بسفن آمنة ومريحة، مقابل مبالغ مختلفة تراوحت بين ألفين إلى أربعة آلاف دولار.

وأشارت إلى أن المهاجرين من أصول غزية وبينهم عدد من العوائل، كان عدد كبير منهم متواجدا بشكل مسبق في العريش أو محافظات مصرية أخرى، فيما وصل عدد آخر عبر معبر رفح، إما تحت بند العلاج، أو إكمال الدراسة، أو حصل على تأشيرة إلى دولة ما، مشيرة إلى أن منهم من دفع 1500$ دولار للخروج من المعبر، بينما وصل عشرات آخرون عبر أنفاق بين الحدود المصرية وحدود قطاع غزة.

وأضافت "بحسب ما أفاد ناجون، فإن المهربين يأخذون المال ويختفون، ثم يتصلون بعد أيام ويبلغون طالب الهجرة أن يلتقيهم في وقت ومكان محددين، وعند اقتراب موعد الرحلة تم تجميع معظم الضحايا في مدينة دمياط، في شقق مفروشة، وساعة الانطلاق نقلتهم باصات كبيرة إلى شاطئ دمياط وشاطئ الإسكندرية، وهناك كانت مراكب صغيرة بمحرك في انتظارهم على الشاطئ لتقلهم إلى قارب آخر في عرض البحر".

وذكرت الحسيني أن القوارب الصغيرة انطلقت في الساعة العاشرة من مساء يوم السبت 6 أيلول (سبتمبر) 2014، واحداً تلو الآخر باتجاه القارب الكبير، وقد استغرقت الطريق معهم إلى القارب الكبير قرابة ساعة، موضحة أن عدد المهاجرين عند الاجتماع في هذا القارب، كان ما بين 400 إلى 450 شخصاً، منهم نحو مئة طفل.

حادثة الإغراق


وبحسب شهادة أحد الناجين فإن المهاجرين انتقلوا من القارب الكبير إلى قارب آخر بعد ساعتين من انطلاق رحلتهم، ثم بعد يوم ونصف (مساء الاثنين 8 سبتمبر)، انتقل الركاب مرة ثالثة إلى قارب آخر، ليكمل طريقه بهم نحو إيطاليا.

"وفي عصر الأربعاء، طَلبَ المهربون من الركاب الانتقال إلى مركب آخر، للمرة الرابعة، وبدا للركاب أن المركب الجديد صغير ومتهالك، فرفضوا الانتقال إليه، وحدثت آنذاك مشادة عنيفة بين المهربين والمهاجرين، ثم ما لبث المهربون إلا أن وافقوا لهم على أن يكملوا المسير دون الانتقال إلى القارب المتهالك"، بحسب الناجي.

وبعد أقل من ساعة- يضيف الناجي- ظهر فجأة قارب آخر صغير يحمل اسم "الحاج رزق - دمياط"، وكان على متنه ما بين 5-10 أشخاص، وعند اقترابهم من قارب الركاب أخذوا يصرخون عليهم بلهجة مصرية، ثم صدم قارب الركاب ثلاث مرات بشكل متعمد، ما أدى إلى فتح ثغرة فيه، وبدء تسرب المياه إلى داخله.

وبعد ذلك، طاف الأشخاص الذين يستقلون قارب "الحاج رزق" حول المركب المغرق ليتأكدوا من غرقه قبل أن يغادروا وهم يضحكون ساخرين.

ما بعد الغرق


وبحسب شهادة الناجي شكري العسولي فإن العشرات- غالبيتهم من النساء والأطفال- فقدوا حياتهم بعد غرق المركب مباشرة، فيما ظل من 100-150 شخصاً متمسكين بأطراف المركب وألواحه ينتظرون من ينقذهم لكن الرياح الشديدة والبرد والعطش تسببت في فقدان معظم هؤلاء لحياتهم غرقًا.

وأضاف "مع نهاية اليوم الرابع، مرت طائرة أطلقت قنابل دخانية سوداء، ثم غادرت دون أن تفعل شيئًا لهم. وبعد قرابة الساعة، مرت سفينة شحن، أنقذت اثنين من العائمين على سطح الماء، فطلبا من طاقم السفينة البحث عن آخرين"، مبينة أن السفينة نجحت في العثور على 5 أشخاص أحياء آخرين، ثم واصلت سيرها بعد أن أبلغت السلطات اليونانية بذلك.

وتابع "بعد قرابة 8-9 ساعات، قدمت طائرة مروحية حملت الأشخاص السبعة الذين تم إنقاذهم، ونقلتهم جواً إلى مستشفى في مدينة "لاكاني" في جزيرة "كريت" اليونانية، إلا أن طفلا منهم عمره 9 أشهر توفي لاحقا".

والتقطت سفينة شحن بنمية فلسطينيين اثنين على قيد الحياة، فيما أنقذت سفينة تجارية فرنسية ثلاثة آخرين ونقلوا بطائرة هليوكبتر إلى مالطة.

وأوضحت الحسيني أن الناجين هم: طفلة سورية عمرها عامان، وفتاة سورية (19 عامًا)، وشاب مصري، وثمانية فلسطينيين هم: عبد المجيد نايف الحيلة، ومحمد هشام راضي، وشكري العسولي (اليونان)، وخميس بربخ وشادي الجبري (إيطاليا)، ومأمون دغمش، والأخوان محمد وإبراهيم عوض الله (مالطا).

دعوة للتحقيق الشامل


بدوره، دعا رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان رامي عبده الدول ذات العلاقة للتعاون فيما بينها لكشف ملابسات انطلاق القارب ثم اغراقه، وتحديد المسئولين عن ذلك وتقديمهم للعدالة، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدات لانتشال الجثث وضمان احترام حق الأسر في معرفة مصير أبنائها.

وأكد عبده ضرورة قيام جميع بلدان البحر الأبض المتوسط بمجهود منسق من أجل التصدي لعمليات التهريب وتجارة الموت، وتطوير آليات لمعالجة الهجرة غير الشرعية.

وقال: "على الدول المحيطة بأماكن النزاعات خصوصا فلسطين وسوريا إلى أن تحسن من وضع اللاجئين لديها، والتعامل معهم وفق القانون الدولي وحقوق الإنسان، ومنحهم حق الاقامة الشرعية وعدم ابعادهم قسرا".

وأكد رئيس المرصد الأورومتوسطي أن هناك جهودا بذلتها السفارات الفلسطينية في ايطاليا ومالطا واليونان، لكن الضغط السياسي من أجل التحرك بشكل عاجل بفتح تحقيق وملاحقة الجناة كان غائبا إلى حد ما.
 

التعليقات