السؤال: ما حكم تجميد المريض الميئوس من برئه حتى يتم التوصل إلى علاج له في المستقبل؟

رام الله - دنيا الوطن
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 بالإشارة إلى سؤالك المثبت نصه أعلاه؛ فإن عملية تجميد البشر من العمليات المستحدثة، وهي مكلفة للغاية، ولها تصوران، أولهما التجميد ما قبل الوفاة، وهو حرام؛ لأنه من قبيل الانتحار إن كان بطلب من الشخص نفسه، أو قتل نفس بغير حق إن كان من قبل غيره، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الإسراء: 33]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «مَنَ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ، يَتَوَجَّأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ شَرِبَ سَمًّا، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا» [صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه وإن من قتل نفسه بشيء عذب به في النار...].

وثانيهما التجميد بعد الوفاة، ولا يجوز أيضاً، إلا في حالات الضرورة القصوى لغايات علمية، أو قضائية، أو من أجل التبرع ببعض أعضاء المتوفى بعد وصية منه، وتجميد جثمان المتوفى دون سبب شرعي معتبر، يتنافى مع سنة الإسراع بالدفن، فمن السنة التعجيل بدفن الميت، لقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ، فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا، وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ، فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ» [صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب السرعة بالجنازة]، والله تعالى أعلم.

 

 

التعليقات