حياة محمد الضيف لأول مرة..خطب وتزوج خلال ثلاثة أيام.. وحماته لم تشاهده سوى يوم الخطوبة

حياة محمد الضيف لأول مرة..خطب وتزوج خلال ثلاثة أيام.. وحماته لم تشاهده سوى يوم الخطوبة
غزة - خاص دنيا الوطن - أسامة الكحلوت
"محمد الضيف" رأس المقاومة في قطاع غزة و المطلوب الأول للاحتلال الاسرائيلى بعد اتهامه منذ بداية الانتفاضة الثانية  بالوقوف وراء الكثير من العمليات الاستشهادية وتطوير المقاومة وإطلاق الصواريخ على البلدات الاسرائيلية. 

الضيف نجا من عدة محاولات اغتيال ،لكن حياته ليست سهلة ولا يعرف اى شخص داخل قطاع غزة اى معلومة عنه سوى الدائرة المحيطة به ، وانعكس ذلك أيضا على أنسابه في عائلة عصفورة ، التي تزوج ابنتهم قبل سبع سنوات ، لتنضم زوجته للدائرة الأمنية المغلقة الخاصة به .

دنيا الوطن التقت بحماة محمد الضيف المسنة أم إبراهيم عصفورة ،  داخل منزلها وسط مخيم جباليا بالقرب من مسجد الخلفاء الذي تم استهدافه عدة مرات سابقا ، حيث سردت بعض المعلومات التي تدلل على الظروف الامنية المشددة التي اتخذها الضيف حتى مع أنسابه بعد زواج ابنتهم .

 أم إبراهيم تحدثت في البداية عن حياة ابنتها الشهيدة وداد عصفورة " 27 عاما " زوجة محمد الضيف ،وتقول:"كانت بداية حياتها تتميز بالهدوء وتربت على موائد القرآن الكريم بعد حفظ أجزاء منه في المرحلة الابتدائية وحفظ الأحكام المبتدئة والعليا في المرحلة الإعدادية ، وتابعت حفظه بعد ذلك وأتمت تسعة أجزاء قبل الزواج ".

وداد استشهد زوجها الأول منتصف عام 2007 وقد أنجبت منه 3 أطفال ، ورفضت بعدها فكرة الزواج نهائيا وتفرغت لرعاية أطفالها من زوجها الشهيد ، وأقامت في منزل أسرتها ، ورفضت الكثير من العرسان الذين تقدموا لها ، وقامت أسرتها ببناء جناح خاص لها ولأبنائها  داخل المنزل .

وتقول أم إبراهيم عن بداية زواجها من الضيف " تقدم محمد الضيف لابنتي ولم ترفضه بل قبلت على الفور ، وكنا نعرف أن العريس هو رأس المقاومة في قطاع غزة والمطلوب الأول للاحتلال الاسرائيلى ، وكانت ابنتي متعلقة بالجهاد والمجاهدين ، وتقدم لها لأنها زوجة شهيد " .

وتمت الخطوبة بظروف طبيعية كاى إنسان أخر ، ولم يكن يعرف اى شخص من أقارب العروس انه زوجها الجديد هو محمد الضيف ، حتى أخوالها وخالاتها وعماتها وعمها الذي يسكن في الطابق الارضى من نفس بيتهم  لم يعرف من هو زوج ابنة أخيه ، وحينما كان الأقارب يسألون عن العريس ، تجيبهم أم إبراهيم " رجل كبير غريب من المنطقة الوسطى " .

لدرجة أن الخطوبة تمت بدون علم قائد المنطقة الشهيد الشيخ نزار ريان على الرغم انه من انساب عائلة عصفورة أيضا ، إلا أن الصلة القوية التي كانت تربطهم يبعضهم البعض ، جعلت الضيف يقوم باصطحاب الشيخ نزار ريان خلال حفل الزفاف المغلق بالذهاب لمنزل عروسته وإبلاغه .

وأضافت أم إبراهيم :" بحكم وضع محمد الضيف الامنى تم الزواج بسرية تامة ، وتمت الخطوبة والزواج خلال ثلاثة أيام ، ولم أشاهده منذ يوم الخطوبة بعد قدومه الأول لمنزلنا ، وقدمت ابنتي هدية له بدون مهر ، إلا انه رفض وأصر على دفع المهر تنفيذا للسنة النبوية " .

وكانت زوجة الضيف كتومة جدا ولم تفصح لأسرتها أو اى شخص أخر عن تفاصيل حياتها حتى لوالدتها ، وكانت تشعر والدتها من حديثها أنها سعيدة مع زوجها رغم الظروف الأمنية المشددة .

وكانت تلتقي مع أقاربها وأخوالها في منزل أسرتها بعد زيارتهم ، ومن ثم عرف الأقارب عن زوجها من الناس ، ولم تكن تعرف والدتها وأسرتها مكان سكنها بالتحديد ، ولم يطلبوا منها تحديد وجهتها وطريقتها ، وخلال الحرب طلبت والدتها منها أن تعرف مكان سكنها حتى تطمئن على أخبارها ، فأجابتها ابنتها " بتسمعي اخبارى من الناس لو صار إلنا حاجة "،"حسب حديث أم إبراهيم".

ولم تفرض المقاومة اى إجراءات خاصة على عائلة الشهيدة ، وتقوم أجهزة المقاومة حتى الآن بالتحقيق في محاولة للوصول للعملاء الذين أشاروا للاحتلال على منزل الضيف .

وقالت أم إبراهيم أن ضباط الاحتلال قالوا قبل أيام أن محمد الضيف قد يحل رئيسا خلفا لابو مازن ، وردت على ذلك قائلة " الضيف لن يقبل بهذه المناصب ، وهو متفرغ كليا للمقاومة ولا تعنيه المناصب ، وقد يفكر بهذا المنصب ولكن بعد تحرير كل فلسطين " .

وحينما قصفت طائرات الاحتلال الاسرائيلى منزل عائلة الدلو الذي تسكن فيه زوجة محمد الضيف لم تعرف الأم أم إبراهيم أن ابنتها استشهدت إلا من الجيران ، حيث جاءها اتصال ابلغها أن ابنتها  استشهدت ، وتوجهت على الفور لمستشفى الشفاء لتجد ابنتها شهيدة برفقة ابنها  وابنتها التي استشهدت بعد أيام ، فيما أصيب طفل وطفلة آخرين بكسور .

وما زال الطفلين المصابين يقيمان لدى أم إبراهيم ، وقالت أن والدهم يطمئن عليهم بطريقته الخاصة .

"أم ابراهيم" توقعت استشهاد ابنتها في اى لحظة نظرا لحياتها الأمنية وظروفها الخاصة ، حيث شاهدت رؤيا تنبئها بقرب الحرب على قطاع غزة ولم تكن تعلم أن الشهيدة التي ستتوقف بعدها الحرب هي ابنتها ، وتأكدت من هذه الرؤيا بعد استشهاد ابنتها وعرفت أن الحرب ستتوقف بعد أيام  .

وأشارت أم إبراهيم أن بقاء محمد الضيف على قيد الحياة خفف مصابها الجلل ، قائلة " الضيف اغلي منى ومن بنتي وبقائه اسعدنى جدا وهو بخير ، وما زال أبنائه عمر وحلا يعيشون برفقتي " .

وتعتبر أم إبراهيم الوحيدة في قطاع غزة التي تحدثت على العلن عن حياة الضيف ، بصفتها أول شخص من الأسرة المقربة منه من خلال ابنتها ، وما زال الضيف بخير رغم محاولات اغتياله عشرات المرات منذ مطلع الانتفاضة الثانية .

  





التعليقات