الجامعات المصرية تمنح الباحث الفلسطيني بسام فضل مطاوع درجة الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى

غزة / جهاد أحمد
منح معهد البحوث والدراسات العربية من خلال جامعة الدول العربية درجة الدكتوراة في الأدب والنقد الأدبي الحديث الباحث: بسام فضل مطاوع من قطاع غزة عن رسالته بعنوان " التقنِّيَّاتُ الفنِّيَّةُ لمسرحةِ المَنَاهجِ الدِّراسيَّة في فلسطين " مادَّة اللُّغةِ العربيَّةِ للصَّفِ الثَّالثِ الابتدائي نموذجاً " من قسم الدراسات الأدبية واللغوية بتقدير مرتبة الشرف الأولى .
وقد أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور : عبد الناصر حسن : أستاذ الأدب والنقد الأدبي الحديث بجامعة عين شمس، وتكونت لجنة المناقشة من المشرف رئيساً، وعضوية الأستاذ الدكتور: محمد بريري أحمد : أستاذ الأدب والنقد الأدبي الحديث بجامعة بني سويف"عضواً " ، والأستاذ الدكتور : محمود الضبع : أستاذ الأدب والنقد الأدبي الحديث بجامعة قناة السويس "عضواً " .
وهدفت الدراسة إلى ما يلي :
1. الوقوف على المسرح المدرسي ومسرحة المناهج من حيث:" النَّشأة، المفهوم، الأهداف".
2. تعرُّف عناصر البناء الفنِّي الدِّرامي في نصوص التَّربية المسرحيَّة" .
3. الكشف عن آليات بناء نصوصِ التَّربيةِ المسرحيَّة .
4. بناء نصوص دراميَّة لموضوعات القراءة المقرَّرة ضمن منهاج اللُّغة الْعربيَّة لطلاب الصَّف الثَّالث الأساسيّ .
5. تقديم قراءة فنِّيَّة لمجموعة من النُّصوصِ المسرحيَّةِ المُعَدَّةِ .

وقد اقتضت طبيعة الموضوع أن يُقسَّم البحث إلى مقدمة وخمسة فصول وخاتمة .
المقدمة :
وقد تناولت : أهداف الدِّراسة، وأهميَّتها، ومبرِّراتها، والدِّراسات السَّابقة، ومنهج البحث المتَّبع، ثم عرضاً لأَقسام الدِّراسة .
الفصل الأوَّل:
وهو بعنوان : المسرحُ المدرسيُّ ومسرحةُ المناهج (النَّشأة ، المفهوم ، الأهداف)
قد اشتمل على استعراضٍ لنشأة مسرحِ الأطفال عموماً والمسرحِ المدرسيّ خصوصاً، ثم دراسة لمفهوم مسرحِ الطِّفل، ومفهوم المسرحِ المدرسيّ، والعلاقة بين مسرحِ الطفل والمسرحِ المدرسيّ، وأنواع مسرحِ الطفل والمسرحِ المدرسيّ ، والحديث عن أهم ملامح مسرحةِ المناهج، وخصوصاً مفهومُ مسرحةِ المناهج وطرقُ مسرحةِ المناهج وأهدافُ المسرحِ المدرسيِّ الفنِّيَّةِ الجماليّة والتربويَّة.
الفصل الثَّاني :
وهو بعنوان : عناصرُ البناءِ الفني الدِّرامي في نصوص التربية المسرحيَّة .
وقد تضمَّن دراسة معاييرِ اختيارِ النَّصِّ المسرحيِّ، كما تضمَّن عناصرَ البناءِ الدِّراميِّ لنصوصِ التَّربيةِ المسرحيَّةِ:(الفكرة، الموضوع، الشَّخصيَّات، اللُّغة والحوار، الحدث، الحبكة، العرض، العقدة، التَّشويق، الصِّراع، الزَّمان، المكان، النِّهاية)، وتقنيَّاتِ العملِ الدِّراميِّ المَسْرَحيِّ:(الدِّيكور، الملابس والأزياء، الإكسسوارات، الإضاءة، الموسيقى والمؤثِّرات الصَّوتيَّة، الماكياج، الصَّالة وخشبة المسرح، جمهور المسرحِ المَدْرَسِيِّ) .
الفصل الثالث :
وعنوانه : آليات بناءِ نصوصِ التَّربيةِ المسرحيَّة، وجاء في ثلاثة محاور :
الأوَّل : اشتمل على مقدِّمة حول الكتابةِ والتَّأليف في المسرحِ المدرسيِّ، وأهمّ خصائص كاتبِ المسرحيَّة التَّعليميَّةِ، ثم دراسة مرحلة ما قبل كتابةِ النَّصِ، من حيث: البحث عن منهجٍ للكتابةِ.
الثَّاني : تضمَّن دراسة أهم ملامح مرحلةِ كتابةِ النَّصِ، من حيث: خطوات مسرحة موضوعات المناهج، وأهم محاور كتابة النَّصِّ الدراميِّ المسرحيِّ التَّعليميِّ.
الثَّالث : تناول موضوع الإخراج المسرحيّ للمسرحيَّةِ التعليميَّةِ، من خلال: مقدِّمة حولَ الإخراجِ المسرحيِّ، ومعايير اختيارِ إطارِ العرضِ المسرحيِّ، والدَّور التَّربويِّ للمشرفِ على النَّشاطِ المسرحيِّ، وأساليب إخراجِ المسرحيَّة التعليميَّةِ، ثم الاطلاع على واقع مسرحةِ المناهجِ ( المسرحيَّة التعليميَّة ) في فلسطين .
الفصل الرابع :
وعنوانه : بناء نصوص دراميَّة لمنهاج اللُّغة الْعربيَّة لطلاب الصَّف الثَّالث الأساسيّ .
وقد تضمَّن حصر النُّصوص ( الموضوعات الدِّراسيَّة المقرَّرة ) المنوي تحويلها إلى نصوص دراميَّة، ثم النُّصوص الدِّراميَّة، وفنِّيَّات العروض المسرحيَّة لها .
الفصل الخامس :
وعنوانه : قراءةٌ فنِّيَّةٌ في تصميمِ النُّصوصِ المسرحيَّةِ المُعَدَّةِ .
وقد تضمَّن قراءة فنِّيَّة لخمسة من النُّصوص المسرحيَّة المُعَدَّة، وهي: مسرحيَّة " عمِّي يجمعُ العسلَ"، ومسرحيَّة" الإنسان والضَّوْء"، ومسرحيَّة" اختيار الصَّديق"، ومسرحيَّة"عمر يتفقَّد الرعيَّة "، ومسرحيَّة " وفاء كلب ".
الخاتمة :
وقد عرض الباحث فيها أهمَّ النتائج التي توصَّل إليها البحث .
وقد توصلت الدراسة إلى النتائج التالية :
1 _ تعاظم مكانة المسرح في مجـال الأدب والثقافة خلال كل العصــور الأدبية السابقة والحالية، حيث استطاع الإنسان من خلاله تجسيد طموحاته وآماله وأحلامه بمجتمع أفضل، ومن ثم تحقيق التقدم الحضاري الذي يُعتبر أداة تنوير وطريق لنقل الفكر والوعي والتقدم الاجتماعي والسياسي والفكري من عصر إلى عصر آخر أكثر تطوراً وحضارةً .
2 _ المسرح هو أنسب الأشكال الفنية للتواصل مع الطفل والطالب للتعبير عن عالمه الخصوصي، وإظهار أوجه الالتقاء المشتركة بين الطفل والمسرح كالتقليد والمحاكاة والطابع الاندماجي، حيث يميل الطفل إلى الاندماج مع أقرانه، كما يندمج مع المجموعة أو الفريق الذي يمثل معه، وهناك عناصر مشتركة أخرى، كالخيال والدهشة والتداعيات اللفظية والحوار المنبعث عن مواقف اللعب الانفرادي والجماعي، وهذه العناصر وغيرها ينبغي أن تكون نصب عيني من يتصدَّى للكتابة المسرحية للطفل .
3 _ اتَّسم المسرح المدرسي بدلالات خصوصيَّة كنموذج أدبي فني يستخدم فيه التمثيل داخل المؤسسة التربوية، ويستهدف الجوانب الفكرية والوجدانية والحسِّية الحركية لدى الطلبة، وذلك بتنشيط التمثيل داخل الفصل الدراسي عند ترجمة الموضوعات الدراسية إلى مواقف درامية، وكذلك عندما يتم إحياء المناسبات الدينية والوطنية في المدرسة.
4 _ يتميَّز مسرح الطفل بأنَّه أعم من المسرح المدرسي؛ لأنَّه يتجاوز فضاء المؤسسة التربوية التعليمية إلى فضاءات خارجية أكثر اتساعاً، يتم فيها تقديم العروض الدرامية، وليس من الضروري أن يكون الساهرون على تدريب الأطفال من قطاع التربية التعليمية فقط .
5 _ تنوع أهداف المسرح المدرسي التعليمي بما يشمله من أهداف في المجال التربوي والتعليمي، وفي المجال الفني والجمالي، ومساعدة الأطفال على رسم صورة واضحة ومشرقة لمستقبلهم ومستقبل أوطانهم، وهذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال عملية مسرحة المناهج .
6 _ استخدم الكتَّاب المسرحيون عملية مسرحة المناهج لتقديم محتوى المنهج الدراسي باستخدام العروض الدرامية المسرحية للدروس التعليمية حيث يتمّ إشراك المتعلم بصورة مباشرة في تقديم موضوع الدرس بلغة مسرحية تتوافر فيها عناصر العرض المسرحي، فتتحول المادة التعليمية الجافة من خلالها إلى مادة مشوقة تجذب انتباه المتعلمين، بحيث تحقق لهم المتعة والتعليم في آن واحد، مما يثير لديهم التفكير والخيال وتذوق الجمال، وتأكيد روح العمل الجماعي، ويزيد من قوة الشخصية لديهم، ويعودهم على الجرأة والانضباط .
7 _ يمكن من خلال مسرحة المناهج تنمية المواهب الإبداعية لدى الطلبة، وهكذا نستطيع أن ننشئ جيلاً ذا حسٍّ فنِّي مرهف .
8 _ اهتم الكتَّاب المسرحيون بتوافر مجموعة من المعايير للنص المسرحي منها :
المعيار الفكري: اختيار الموضوعات والمضامين التي تتلاءم مع احتياجات التلاميذ .
معيار الملاءمة: ضرورة ملاءمة النص لمرحلة الطفولة التي يقدم فيها مضموناً وشكلاً .
المعيار القومي السياسي: حيث تُحبب الأوطان إلى التلاميذ، وتُوقظ بداخلهم قضايا أمَّتهم، ويتمّ توجيههم توجيهاً عربياً سليماً، يهدف إلى تكوين الطفل والشاب العربي المؤمن بقضايا أمته.
المعيار الأخلاقي: أن تتضمن المسرحية الكثير من القيم والمعايير الأخلاقية.
المعيار التعليمي: تحويل الموضوعات الدراسية الصامتة الجافة إلى مادة دراميَّة بالغة التأثير.
المعايير الجمالية: تتضمن كل ما يتعلق بالإبداع المسرحي الخصوصي للطفل، وتنمية الحسّ الجمالي لديه .
معيار لغة الحوار: للحوار ولغته أهمية كبيرة في مسرحية الأطفال؛ حيث يجب أن يراعى أن يكون النص المسرحي سهلاً ومعداً بأسلوب واضح وشيِّق وبنَّاء، بحيث تؤدِّي كل جملة أو حركة إلى تطور الأحداث، ويجب أن تكون اللغة سليمة ومبسطة، ومتوافقة مع الحركة التي يؤدِّيها التلاميذ.
معيار البناء الدرامي: يجب أن يتجنب الكاتب المسرحيات التي تحتوي على حكايات معقدة وشخصيات كثيرة، أو توجد بها حبكات ثانوية غير تلك الحبكة الرئيسة للمسرحية؛ حتى لا يُصاب الأطفال بالحيرة والارتباك، كما يجب أن تكون المسرحية مناسبة الطول"من حيث المدة الزمنية"؛ لأنَّ الزمن إذا طال فإنَّه يولد الملل الذي يتسلل إلى الطفل مما يفقده التركيز، وإعداد المكان المناسب والاهتمام بالديكور والإضاءة والمؤثرات الصوتية قدر الإمكان، وتحريك مشاعر الطفل؛ كالجد والفرح، والحزن والشفقة، والصراع، والتوتر، والصدام وغيرها.
9 _ اتَّسمت عناصر البناء الدرامي لنصوص التربية المسرحية المتمثلة في الفكرة والموضوع والشخصيات واللغة والحوار والحبكة والحدث والعرض والعقدة والصراع والزمان والمكان والنهاية بدلالات خصوصية، فهي عبارة عن مجموعة من التقنيات المسرحية التي تُشَكِّل مسرح الطفل أو المسرح المدرسي تشكيلاً فنياً وجمالياً، وتحضره ليصبح عرضاً درامياً مقبولاً عن طريق بناء عوالمه الداخلية، وتشييد تصوراته الخارجية، وتشكيل خياله الحسِّي والتجريدي، وهذه التقنيات مهمة لإرساء مسرح الطفل إرساء صحيحاً، وتنويع أشكاله وتجسيد ضروبه .
10 _ اتَّسمت تقنيات العمل الدرامي المسرحي التي تضم: الديكور والملابس والأزياء والإكسسوارات والإضاءة والموسيقا والمؤثرات الصوتية والماكياج والأقنعة, بأنَّها عناصر مهمة وخصوصاً في حالة عرض المسرحية التعليمية على مسرح كبير ومجهز أمام جمهور من التلاميذ, وأولياء الأمور, ومن المهتمين بشئون المسرح, وهي تساعد على أن يصبح العرض المسرحي من القصة المكتوبة دراما لها كل مقومات العامل الواقعي, والمواقف التي نواجهها في الحياة، وتعتبر هذه العناصر بمثابة عناصر تكميلية للنص المسرحي، وقد تكون سبباً في رفع القيمة الدرامية للمسرحية وتقويتها إذا ما تآلفت مع فكرة النص, وقد تكون سبباً في إعاقتها والقضاء عليها إذا كانت لا تخدم النص.
11 _ يُفضل أن تكونَ معاييرُ إطارِ العرضِ المسرحيِّ سريعةَ الإيقاعِ وسهلةً ومرنةً ذاتَ حواراتٍ بسيطةٍ وواضحةٍ، وينبغي أن تكونَ المشاهدُ قليلةً، وألا تتعدى المسرحيَّة فصلينِ، حيث تُعرضُ المشكلةُ في الفصلِ الأوَّلِ، ويُحدَّدُ الحلُّ مع النِّهايةِ في الفصلِ الثَّاني، ويمكن الاستغناءُ عن كثيرٍ من الآلياتِ السَّمعيةِ والبصريَّةِ غاليةِ الثَّمنِ، ونعوضُ ذلك بإمكانياتِ الممثِّلِ الصوتيَّةِ والتنغيميَّةِ والجسديَّةِ، ويستحبُ أن تُثيرَ الجمهورَ بغرابةِ المشاهدِ واستعمال أقنعةِ الحيوانِ وتشغيل الرمزيَّةِ وتشويقهم عبرَ خطابِ السُّخريةِ والنَّقدِ البنَّاءِ من أجلِ كسبِ رضاهم الذي غالباً ما يظهرُ بكلِّ جلاءٍ في تصفيقاتِهم وضحكاتِهم المتتابعةِ وتشجيعاتِهم وصفيرِهم المتقطِّعِ داخل قاعةِ الأنشطةِ أو ساحةِ المدرسةِ .
12 _ إنَّ كتابةَ مسرحيَّةٍ مدرسيَّةٍ أمر يختلفُ اختلافاً واضحاً عن مسرحيَّةِ للأطفالِ يؤديها ممثلون محترفونَ؛ لأنَّ المواد التي يتمحور حولها المسرحُ المدرسيُّ محددةٌ ومرتبطةٌ بطبيعةِ المناهجِ الدراسيَّةِ مع أنَّ مضامينَ هذه المسرحيَّاتِ ومصادرَها تأتى من دروسِ الموادِ الدراسيَّةِ المختلفةِ، ويشترطُ في أيِّة مسرحيةٍ مدرسيَّةٍ أن تشتملَ على شرطين: أوَّلهما مضمونٌ يَستمدُّ وجودَه من المناهجِ الدراسيَّةِ المتاحةِ، وثانيهما الشَّكلُ؛ أي البنيةُ التَّركيبيَّةُ، والأطرُ الصياغيَّةُ التي تتشكَّلُ منها المادَّةُ المرادُ طرحُها.
13 _ تنقسمُ مراحلُ بناءِ نصوصِ التَّربيةِ المسرحيَّة المدرسيَّةِ - في الغالب - إلى مرحلتينِ هما :
الأولى : مرحلةُ ما قبلَ كتابةِ النَّصِّ :
وهي" المرحلةُ التي يحاولُ فيها الكاتبُ الإلمامَ بموضوعِهِ، والتَّعرفَ إلى أهمِّ جوانبِهِ، وتحديدَ مفاهيمِهِ، ولا بدَّ في هذه المرحلة من توافرِ معلوماتٍ حولَ الأمورِ المرتبطةِ بمعاييرِ اختيارِ النَّصِّ المسرحيِّ المدرسيِّ، وكذلك عناصر البناءِ الدراميِّ لنصوصِ التَّربيةِ المسرحيَّة، والقيم التي يهدف واضع المنهاج غرسها في نفوس الطلبة، كذلك لا بدَّ من الوقوفِ على تقنيَّاتِ العملِ الدراميِّ المسرحيِّ المدرسيِّ، كما لا بدَّ من تحديدِ سماتِ وخصائصِ الفئةِ العمريَّةِ للطُّلابِ الذين يمثلونَ جمهورَ المسرحِ المدرسيِّ .
الثانية : مرحلةُ كتابةِ النَّصِّ :
تبدأ هذه العملية باختيارِ موضوعِ المسرحيَّة، ثم إعدادِ النَّصِّ لكلِّ مسرحيَّةٍ على حدة، وتقسيم هذه المسرحيَّة إلى أقسامٍ صغيرةٍ، مع مراعاة المعايير المسرحيَّة المرتبطة بالحوار، واختيار الشخصيات، وتوزيع الأدوار؛ ليقومَ كلٌّ منهم بنقلِ الجملِ التي تخصُّه.
14 _ تعدَّدت أساليبُ إخراجِ المسرحيَّة التعليميَّةِ التي يمكنُ اختيارُ أسلوبِ العرضِ المناسبِ للنص الدرامي المسرحي ومنها :
الأسلوب التقليديّ للعرضِ المسرحيِّ، وهو أسلوب إخراجيّ يدورُ حولَ قضايا الإنسانِ في الواقعِ، وينادي بالإبداعِ مشابهاً للحياةِ من خلالِ مفرداتٍ بسيطةٍ ومباشرةٍ، والأسلوب الواقعيّ يتعاملُ مع ما هو واقع, ويَفسرُ الملموسُ للحياةِ بصياغةٌ جديدةٌ كما تبدو للعينِ والأذنِ، بينما يعتمد أسلوب التَّسجيلِ الوثائقيِّ، على استخدامِ الوثائقِ والمعلوماتِ المسجَّلةِ في بياناتٍ إحصائيَّةٍ أو رقميَّةٍ للمساعدةِ على الإيضاحِ ، بجانبِ التَّجسيدِ الدِّراميِّ لبعضِ المواقفِ، ويرفض الأسلوب الملحميّ استغلالَ المسرحِ لمخاطبةِ الانفعالِ والمشاعرِ, من خلالِ الإيهامِ الذي يخدِّرُ المشاهدَ, ويجعلُه راضياً بالواقعِ المعيشِ, وساعياً إلى إيجادِ مسرحٍ يخاطبُ العقلَ من أجلِ إثارةِ المشاهدِ؛ ليفكِّرَ ويعيَ فيغيِّرَ من واقعهِ، ويدعو المسرح الفقير"لجيرزى جروتوفسكي" إلى البساطةِ في استخدامِ التقنيَّات, والاعتمادِ على مواهبِ الممثلِ وقدراتِه، والابتعاد عن التعقيدِ، ورفضِ الإبهارِ الخادعِ, فالمسرحُ يعتمدُ في نظرِه على قدراتِ الممثِّلِ بدونِ ماكياج, أو أزياء, أو مناظرَ, أو مؤثراتٍ, ويمكن أن يوجدَ المسرحُ, إلا أنَّه لا يمكن -بأيِّ حالٍ من الأحوالِ- أن يوجدَ بدون علاقةٍ حيَّةٍ بين الممثِّلِ والمتفرِّجِ, تلك العلاقة التي لا غنى ولا بديل عنها.
15 _ إنَّ المسرح المدرسي بحاجة إلى كثير من الدراسات التي تكشف عن جوانب الإِبداع الفني المتعددة فيه، وهو يحتاج إلى جهد كبير لتحويل المزيد من المقررات الدراسية إلى مسرحيات درامية؛ حتى يتيسر للباحثين استكمال دراسة جوانب أُخرى والوقوف على أهم مميزاته وخصائصه .

وأخيراً يوصي الباحث بما يلي في ضوء نتائج الدراسة :
1 _ ضرورة تقديم مصمِّمي المناهج الدراسية نماذج مسرحيَّة تعليميَّة ضمن المناهج الدراسية المقررة، ومراعاةُ قابلية المحتوى للمسرحةِ .
2 _ دعوة الكتَّابِ المهتمينَ بشؤونِ المسرحِ إلى كتابةِ نصوصٍ مسرحيَّةٍ تعليميةٍ تلائمُ المستوياتِ العمريَّةِ للأطفالِ، وتنمِّي الجوانبَ المتعدِّدةَ لشخصيَّاتِهم.
3 _ إعداد المختصينَ بالمسرحِ التَّربويِّ في المعاهدِ والمؤسساتِ التعليميَّةِ.
4 _ إقامة الندواتِ والمؤتمراتِ العلميَّةِ، والدَّوراتِ التَّدريبيةِ، والورشِ الفنيَّةِ التي تعنى بالمسرحِ التَّربويِّ (مسرحِ الأطفالِ والمسرحِ المدرسيِّ)، للمعلمين المشرفين على النَّشاطِ المسرحيِّ، وتعريفِهم إلى عناصر العملِ الفنيِّ المسرحيِّ وخصائصِه، وكيفيَّةِ إعدادِ المسرحيَّاتِ المنهجيَّةِ، وما يشهدُه المسرحُ من حركةٍ وتطورٍ على المستويين: المحلي والعالميِّ.
5 _ ضرورة تشكيلِ جماعةِ المسرحِ المدرسيِّ مع التَّركيز على اختيارِ أصحابِ المواهبِ المتميِّزةِ من بين التَّلاميذِ .
6 _ توظيف المسرحِ التَّربويِّ لتنميةِ الثَّروةِ اللُّغويةِ لدى الأطفالِ، وتحبيب اللُّغة العربيَّةِ إليهم، وغرسِ القيمِ العربيَّةِ الأصيلةِ في نفوسِهم.
7 _ الاستفادة من حصص التعبير في جميع السنوات الدراسيَّة؛ لتنمية موهبة الكتابة والتذوق الفني لعناصر العمل المسرحيّ.
8 _ تعويد التَّلاميذِ على مشاهدةِ المسرحيَّة التعليميَّةِ، وتحليلِها، ونقدِها، وتأليفِ مسرحيَّاتٍ وقصصٍ تعليميَّةٍ.
9 _ الاستفادة من المساحةِ الزَّمنيةِ الممنوحةِ للإذاعةِ المدرسيَّةِ صباحَ كلِّ يومٍ من أجلِ تقديمِ مشاهدَ مسرحيَّةٍ قصيرةٍ .
10 _ الاستفادة من الأيام الوطنيَّة والدينيَّة التي يخصص لها مجموعة من الحصص من أجل تقديم المسرحيَّات الطويلة نسبياً.
11 _ الاستفادة من جهود بعض الفرق المحليَّة التي تهتم بمسرح الأطفال، من خلال استضافتها في المدارس، أو تنظيم وفود التَّلاميذ لمشاهدة عروضها على خشبة المسرح خارج أسوار المدرسة.
12 _ إقامة المهرجاناتِ الفنية السَّنويةِ للمسرحِ التَّربويِّ على المستويينِ: المحليِّ والعربيِّ، وتقديمِ الحوافزِ للمتميزينَ.
13_ رفد المكتبة العربيَّة بكتبٍ تُعالج المسرح المدرسيّ ومسرح الطفل، ممَّا يُيَسِّر عملية مسرحة المناهج المدرسيَّة .

التعليقات