تيسير خالد : يدعو الى استثمار التضامن الدولي غير المسبوق مع الشعب الفلسطيني

رام الله - دنيا الوطن
دعا تيسير خالد ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في حديث مع وسائل الاعلام اليوم الخميس إلى استثمار التضامن الدولي الواسع ، الذي صاحب العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة والعمل على عزل سياسة حكومة اسرائيل على الصعيد الدولي مع بدء الدورة الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة ، وأضاف أن هناك تضامنا دوليا غير مسبوق مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يتعرض له من اعتداءات ومن انتهاكات لحقوق الانسان على يد الاحتلال، مفسراً  اتساع هذا التضامن بأنه نابع من ادراك الرأي العام العالمي أن آفاق التسوية السياسية مع إسرائيل المدعومة من الإدارة الأمريكية وصلت بفعل سياسة اسرائيل الى طريق مسدود.

 

وذكر خالد أن الرأي العام في العديد من دول العالم وخاصة الأوروبية وكذلك في الولايات المتحدة الاميركية ينظر إلى ممارسات إسرائيل التي تسجل في تقارير حقوقية دولية ومؤثرة على أنه عنف ممنهج يقوده جيش الاحتلال والمستوطنون ضد الفلسطينيين الأمر الذي أثار موجة التضامن مع الفلسطينيين ، وأشاد في هذا السياق بالتقارير التي تصدرها منظمات دولية حول حالة حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 ، مثل منظمات هيومان رايتس ووتش ، ومنظمة العفو الدولية والصليب الأحمر الدولي ، فضلا عن منظمات الامم المتحدة العاملة في فلسطين ، والتي توثق على نحو جيد جرائم الاحتلال وانتهاكاته لحقوق الانسان الانسان الفلسطيني

 

وأوضح أن العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وما صاحبه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، كان ينقل أولا بأول ولحظة بلحظة من خلال وسائل الاعلام الى الرأي العام الدولي ، ما أدى لإثارة موجة من الغضب والإدانة الواسعة لإسرائيل. مبيناً أن دول أمريكا اللاتينية عبرت عن تلك الإدانة بشكل واضح من خلال السياسية الرسمية لهذه الدول. وأشار إلى أن أوروبا شهدت على امتداد أسابيع العدوان وما زالت تشهد حركة تضامن واسعة مع الفلسطينيين، حيث أخذ الاوروبيون يتخلصون من تلك النظرة التقليدية لإسرائيل ويشاهدون أفعالها وجرائم جيشها

 

وقال خالد: ما لفت الانتباه هو ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية من تضامن من خلال التظاهرات والاعتصامات ، التي عمت جميع الولايات والمدن الاميركية الرئيسية والتي وصلت الى أمام البيت الأبيض خلال العدوان بمشاركة 60 ألف مواطن أمريكي يحتجون على العدوان والدعم الأمريكي ما دفع الرئيس الأمريكي للإعلان عن ربط تزويد الأسلحة لإسرائيل بموافقة مباشرة من البيت الأبيض بعد ان كان الامر سابقا يمر من خلال القنوات الامنية والعسكرية ولا يحتاج الى موافقة مسبقة من البيت الابيض

 

وذكر أن الجاليات الفلسطينية ساهمت بشكل فعال في توسيع دائرة التضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة سياسة حكام اسرائيل وخاصة خلال العدوان الاخير على قطاع غزة وأنها من خلال تعاونها مع منظمات المجتمع المدني ، بما فيها الاحزاب والمنظمات العمالية والمؤسسات الدولية ومفكرين وتحالفات المقاطعة قد ساهمت في اتساع دائرة التضامن وأبدعت في أشكال النضال والتحركات التي كانت مؤثرة في مجتمعات اقامتها، مطالب هذه الجاليات بالإستمرار في ذات الطريق لأنها تشكل وسيلة ضغط فاعلة في السياسة الرسمية في الدول التي تقيم فيها هذه الجاليات .

 

ويري خالد أن ما يتسرب من معلومات وأخبار من داخل المؤسسة الحاكمة في إسرائيل حول الممارسات المنحطة وغير إلانسانية ضد الفلسطينيين ساعد في اتساع دائرة التضامن. ونبه إلى الرسالة التي ارسلها ضباط الوحدة الاستخباراتية الإسرائيلية 8200 إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي يفضحون فيها الأساليب غير ألأخلاقية التي تمارسها وحدة استخباترات جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين.

 

ولفت إلى أن مكانة إسرائيل سياسياً حالياً تتدهور جراء الموجة غير المسبوقة في التضامن مع الشعب الفلسطيني، داعيا القيادة الفلسطينية أن تدرك ذلك وأن تتصرف بناء على هذا الأساس، قائلاً: لم نعد وحدنا ،  العالم أصبح معنا وعلينا أن نرسم خطواتنا باتجاه عزل إسرائيل على الصعيد الدولي  كدولة احتلال  كولونيالي استيطاني ودولة يستسهل جيشها الضغط على الزناد ويرتكب جرائم حرب وكدولة أبارتهايد وتمييز عنصري

 

وفي سياق حديثه عن تنامي حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني أشار تيسير خالد إلى المؤتمر ، الذي تعد له خمس وسبعين منظمة ومؤسسة وكنيسة اميركية مؤيدة للحق الفلسطيني والذي يبدأ الجمعة وينتهي الأحد في مدينة "سان دياغو" تحت مظلة "الحملة الأميركية لإنهاء الاحتلال"، وذلك تزامناً مع الكلمة التي سيلقيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الأسبوع القادم ليطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. ويحضر المؤتمر نحو 350 عضوا يمثلون منظمات طلابية, ومؤسسات وكنائس ونقابات ومعابد ومنظمات يهودية ونقابات، إضافة لليسار الأميركي

 

وسيبحث المؤتمر التعامل مع التحديات التي تواجه النشاط من اجل انهاء احتلال فلسطين في الولايات المتحدة على ضوء الهجمة القانونية التي يتعرض لها الناشطون المؤيدون للحق الفلسطيني وكذلك سيسعون إلى توسيع التحالف وربط النضال من أجل الحرية والعدالة والمساواة.

 

 

التعليقات