جامعة حيفا تعاقب طالبيْن بـ"تهمة" إحياء النكبة

جامعة حيفا تعاقب طالبيْن بـ"تهمة" إحياء النكبة
رام الله - دنيا الوطن
فرضت محكمة الطاعة في جامعة حيفا في مطلع الاسبوع عقوبة مع وقف التنفيذ  على  الطالب طارق ياسين سكرتير "الجبهة الطلابية" والطالب أحمد مصالحة سكرتير "أبناء البلد الطلابية" بسبب تنظيم "نشاط غير قانوني" لإحياء الذكرى الـ66 لنكبة الشعب العربي الفلسطيني، في شهر أيار 2014 الفائت.

كما قرّرت محكمة الطاعة تبرئة الطلاب أمير عيساوي وسامر عساقلة ومحمد طه من نفس التهمة. وفرضت الجامعة على ياسين عقوبة 150 ساعة خدمة (مع وقف التنفيذ) وعلى مصالحة الإبعاد لفصل دراسي واحد (مع وقف التنفيذ)، في حال إقدامهما مرة أخرى على خرق دستور الجامعة.

 

·        تحدّي كم الأفواه

وكانت إدارة الجامعة قد ألغت ترخيص تنظيم ندوة سياسية في ذكرى النكبة في إحدى قاعات الحرم الجامعي، مما اضطر كتلتي "الجبهة" و"أبناء البلد" إلى تنظيم فعالية في باحة الجامعة رغم الحظر وفي مواجهة عشرات رجال "الأمن" الجامعي وقوة كبيرة من قوات "الياسام" الخاصة.

وانتقدت محكمة الطاعة في قرارها قرار عميد الطلبة إلغاء فعالية إحياء ذكرى النكبة، وألقت باللائمة على الطلاب الذين قرروا أقامة النشاط بدل الاستئناف الرسمي على القرار أمام هيئات الجامعة.

وكانت جامعة حيفا قرّرت إبعاد الطالبين ياسين ومصالحة عن الدراسة بعيد النشاط مباشرة، واضطرت للتراجع عنه هذا القرار بعد تدخل المحكمة المركزية في حيفا. كما تراجعت اللجنة عن قرار حظر نشاطات كتل "الجبهة الطلابية" و"أبناء البلد" بعد التماس قدّمته المحامية سوسن زهر من مركز "عدالة" إلى محكمة العدل العليا.

 

·        تمييز بنيوي

ومثل الطلاب الخمسة أمام محكمة الطاعة المحاضر الحقوقي د. يوسف جبارين، رئيس مركز "دراسات"، والذي عقب على القرار بقوله: "رغم  النتيجة الفورية الجيدة - تبرئة ثلاثة طلاب وفرض أحكام مع وقف التنفيذ على اثنين – فما زلنا نرى أنّه لم يكن أساس لتقديم الطلاب للمحكمة وأن قرار إدارة الجامعة أصلا بحظر النشاط لم يكن عادلاً وكانت له أبعاد ومعايير سياسية منحازة وليس قانونية أو أكاديمية صرف.

"ومن الناحية المبدئية فإنّ القرار يدين عمليًا استدعاء قوات الشرطة إلى الحرم الجامعي، وهذا يؤكد ادعاءنا بأنّ سياسة إدارة الجامعة تتعامل بشكل تمييزي مع ممثلي الطلاب العرب ونشاطهم السياسي والاجتماعي، خاصة قياسًا بنشاطات حركات اليمين".

وأضاف د. جبارين: إنّ الأجواء العامة في البلاد وخصوصًا بعد الحرب على غزة تنذر بتقليص خطير في الحريات السياسية وبأجواء عنصرية شوفينية معادية للعرب وللمبادئ الأساسية للديمقراطية، وباستسهال قمع أي تعبير أو نشاط سياسي خارج عن الإجماع العام. لذلك ورغم سلبيات القرار  نرى أنّ فيه نقاطًا هامة تؤسس لمواصلة النضال من أجل حق طلابنا في النشاط السياسي المشروع دون قمع ودون ترهيب.

 المعركة متواصلة

من جانبه قال فادي أبو يونس، مركّز الدائرة الطلابية في الحزب الشيوعي والجبهة: "هذه القضية جزء من معركة شرسة ومتواصلة في مواجهة سياسة التمييز العنصري وكمّ الأفواه وفي مواجهة وتغلغل الأجواء الفاشية والعنصرية إلى الأكاديميا الإسرائيلية.

"لقد فشلت إدارة الجامعة في ثني الحركة الطلابية عن إحياء ذكرى النكبة، وفشلت في إرهابهم بواسطة قوات الشرطة وقرارات الإبعاد وتجميد نشاط الكتل، وبواسطة محاكم الطاعة التي شكّلت أيضًا منبرًا لفضح هذه السياسة. ونحيّي الطلاب الخمسة والجمهور الطلابي الذي ساند نضالهم".

وأكد أبو يونس: "إنّ التحدي ما زال قائمًا وخاصة في ظل التطوّرات السياسية الأخيرة، حيث الطلاب الجامعيون هم صف المواجهة الأول واليومي مع التصعيد الفاشي. وسنواصل نضالنا بثبات ومسؤولية وشجاعة وبأوسع وحدة صف كفاحية بين الطلاب العرب ومع الطلاب والمحاضرين التقدميين اليهود".

التعليقات