محمد سحويل .. خاطر بحياته لينقذ ابراهيم

محمد سحويل .. خاطر بحياته لينقذ ابراهيم
رفح – خاص دنيا الوطن – محمد جربوع
كان لي الشرف بأن أخرجته من بين الركام وقدمت له الإسعافات الأولية اللازمة وهو بين الحياة أو الموت، ولكن بعناية الله عز وجل ومثابرتي علي العمل نجا إبراهيم من الموت بأعجوبة، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل المواطن إسماعيل الغول غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

بهذه الكلمات بدأ الطبيب في الخدمات العسكرية محمد سحويل (29عاما) حديثه لـ مراسل "دنيا الوطن" عن الواقعة يقول :"إنقاذ حياة الآخرين واجب وطني يلبي احتياجات المواطن الغزي الذي يعاني الويلات، فما يسعدني في هذا العمل هو روح الأمل التي أستمدها من عزيمة وقوة المواطنين، والإصرار على مواصلة الطريق مهما كانت الصعاب"

وأضاف بأن إنقاذه لإبراهيم شكل منعطف مختلف في حياته وسط زوبعة من شتى أشكال الظلم التي رافقته طيلة فترة الحرب وكانت أثارها جلية على المواطنين صغارا وكبارا، فنقطة التحول جاءت من وازع داخلي يضفى بداخله بارقة حياة جديدة تضاف لحياة طفل بصرخة يريد أراد خلالها الحياة ليكتب له عمر جديد لن يستذكر ماضيه إلا ذويه ومن عاصروه.

وأدي انهيار المنزل إلي استشهاد 9 مواطنين والشهداء هم إسماعيل محمد الغول وزوجته خضرة خالد الغول و ابنه محمد إسماعيل الغول وأسماء إسماعيل الغول وهنادي إسماعيل الغول و وائل إسماعيل الغول وابنته ملك وائل الغول وابنه مصطفي وائل الغول، ويكون الناجي إبراهيم، وتعتبر هذه الجريمة ضمن الجرائم الوحشية التي ترتكب بحق المواطنين في قطاع غزة.

محمد الذي فقد رونق حياته الزوجية التي حضي بها منذ فترة ليست ببعيدة أعطته دروس وعبر لمعنى الأبوة  ووقع ألم فقد الأعز عليك ممن سواه هو ابنك، ليزرع بذلك البسمة على وجوه محبي إبراهيم متمنيا من الله أن يرزقه بذرية صالحة يستطيع أن يوفر لها الأمن والحماية ليشقوا طريقهم نحو النجاح.

" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً " من منطلق هذه الآية استمد محمد حب التضحية فداء الوطن والسعي من أجل إنقاذ الآخرين وإسعافهم من وسط الدمار الهائل الذي لحق بمنازل المواطنين خلال العدوان الذي استمر 51 علي قطاع غزة.

ولم تستثن آلة الحرب الإسرائيلية طواقم الإسعاف في قطاع غزة التي كانت تعمل بلا كلل من أجل إنقاذ أرواح المواطنين أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فتعرضت الطواقم الطبية للقصف في عدة مرات وقدموا العديد من الشهداء، ولكن ذلك لم يمنعهم مواصلة عملهم والتضحية من أجل أبناء شعبهم.

يضيف سحويل :"كنت أشعر بألم شديد عندما أشاهد الاطفال بمناظر بشعة تحت الركام وكنت اخاطر بنفسي من اجل تقديم المساعدة للمواطنين لان هذا واجبي تجاه ابناء شعبي"، مشيرا إلى أن أكثر المشاهد التي تؤلمه أثناء القيام بعمله هي مشاهد الاطفال لانه يشعر وكأنه طفله.

ووفق إحصائية وزارة الصحة فإن إسرائيل استهدفت منذ بداية الحرب على غزة 13 سيارة إسعاف و27 مستشفى ومركزا طبيا  واستشهد علي أثرها 4 شهداء وأصيب 20 من أفراد الإسعاف والطوارئ.

 وقد أدت هذه الحرب الإسرائيلية الشرسة لاستشهاد نحو 2163 فلسطينياً معظمهم من المدنيين، كما أصيب 10 آلاف و890 آخرين بجراح خلال العملية العسكرية علي القطاع.


التعليقات