المحافظ اللواء إبراهيم رمضان يبحث ووفد مركز كارتر للسلام سبل التعاون المشترك

رام الله - دنيا الوطن
بحث اللواء إبراهيم رمضان محافظ محافظة جنين و ستول ممثل مركز كارتر للسلام  سبل التعاون المشترك ، اليوم في مكتبة ، وذلك خلال زيارة قام بها الوفد للمحافظة ، كما استعرضا الوضع السياسي على ضوء التحرك الدولي لإحلال السلام في المنطقة.   وركز ستوك من جهته على اهتمام خاص يوليه جيمس كارتر رئيس المركز بإحلال للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خاصة وان هنالك تواصل يجرى مع رئيس الوزراء الأمريكي جون كيري بهذا الخصوص وتنقل إليه تصورات حول الأحداث ، ولهذا هم هنا في محافظة جنين للتعرف من قرب على أوضاعها.

 في المقابل شكر اللواء رمضان، جهود المركز التي تعمل على تقريب لوجهات النظر،  وقال  لقد سمعت عن مؤسستكم كثيرا،وأعلم جيد أن لكل دولة مصالحها،وأنه هناك فرق بين الشخص وهو مسؤول وعلى رأس عمله وبين ما هو خارج مسؤولياته،والسيد كارتر أحد هؤلاء الأشخاص الذين نحترمهم ونقدر عملهم. وقال " إذا كان للدور الأمريكي الداعم لقضايا الشعب الفلسطيني و مساعدة الحكومة في تنمية الأوضاع الاقتصادية والأمنية فإن ذلك لا يغني عن ضرورة اتخاذ المواقف الأكثر قوة في الدعم السياسي الذي يحقق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني الذي يعاني ولا زال منذ عشرات السنين من ويلات الاحتلال الإسرائيلي " واعتبر اللواء رمضان أن محافظة كباقي محافظات الوطن تتوق للسلام والأمن وتفتقد البسمة بسبب ترد واضح في الحياة الاقتصادية و وذلك بسبب انعكاس للوضع السياسي الذي ما زال يشهد هبوطا ملموسا كان آخرها الحرب على قطاع غزة، مما أثر على تدني في المستوى الاجتماعي والثقافي والتنمية الاقتصادية .

لا يمكن أن يكون هناك استقرار اقتصادي من دون وجود استقرار سياسي ،عدم وجود استقرار سياسي يؤدي إلى هبوط في المستوى الاقتصادي والاجتماعي وارتفاع مستوى الجريمة والكثير الكثير من النتائج السلبية.

لقد كان هناك استقرار أمني في جنين أكثر من كل مناطق الضفة،وزارها العديد من وزراء ومن ضمنهم  كونداليزا رايس في أكثر المراحل أمنا،ولكن هذا الوضع تغير لأن الضغط السياسي ازداد على الشعب  وأصبح الشعب بحاجة لمتنفس،لقد أصبحت الحكومة محرجة أمام الشعب.

الوضع الأمني الآن مميز ،لكنه لا يمكن أن يستمر على هذه الوتيرة في ظل عدم وجود أي تحرك على الصعيد المفاوضات.

لقد جلبت الحرب على غزة وضعا متوترا و في تصاعد ،وعدم ملاحقة ومتابعة هذا الموضوع من قبل الأمم المتحدة زاد مستوى التطرف في إسرائيل.وطبعا وجود مثل هذا التطرف في إسرائيل سيغير الحال في الضفة الغربية.

وما قاله فخامة الرئيس محمود عباس وهو ما يقوله كافة الشعب الفلسطيني هو في الواقع حقيقة ،حيث أننا نخوض مفاوضات منذ 20 عاما على أساس أننا ستكون لنا دولة على حدود ال67 ،ولكن لم يتحقق شيء من ذلك حتى هذه اللحظة.

أذكر أنه حين توقيع اتفاق أوسلو خرج الشعب الفلسطيني للشوارع مبتهجا بالاتفاق لكنه أصيب بالصدمة لاحقا لعدم وجود نتائج فعلية على الأرض،وهذا طبعا يوقع السلطة في إحراج مع الشعب.

مرة أخرى نحن ندرك المصالح الدولية وندرك أن الدول تسعى لنيل مصالحها ،لكن الإنسان الفلسطيني المضطهد أصبح قادرا على التفكير السياسي بنضوج ،فبعد كل هذه الحرب على غزة وألفي شهيد و 10 آلاف جريح والأشلاء والتدمير تأتي أمريكا لتقول :من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ،هذا يجعل المواطن الفلسطيني يضع آلاف علامات الاستفهام،ويجعله يدرك أن الدم الفلسطيني دم رخيص بالنسبة للمجتمع الدولي.

لا يمكن أن تشن حربا على منطقة سكانية صغيرة ومكتظة وتنسف أحياء بأكملها ،من أجل ثلاثة مخطوفين لانعرف مدى صدق رواية خطفهم ،والعالم كله يتفرج وهيئة الأمم المتحدة تقول بعد كل ذلك وقف إطلاق النار،كان يجب على مجلس الأمن التدخل الفوري لإنهاء هذه المجزرة.

هناك انخفاض حاد لشعبية حماس في غزة،ولكن في المقابل هناك ارتفاع حاد لشعبيتها في الضفة.

ومن هنا نحن بحاجة ماسة لمؤسسة كارتر وللمؤسسات الشبيهة من أجل تكثيف الجهود لتغيير وجهة نظر الرأي العام الأمريكي حول قضيتنا.

يجب أن يكون هناك تأثير على الرأي العام الأمريكي حتى تتخذ الحكومة الأمريكية إجراءات أكثر حزما بشأن قضيتنا.

إسرائيل لم تعد مصلحة حقيقية لأمريكا في المنطقة لأن المنطقة كلها اليوم حلفاء لأميركا ،وبالتالي يجب أن يكون هناك تغيرا في سياسة الحكومة الأمريكية تجاه قضيتنا.

الشعب الفلسطيني لا يطلب الكثير،لقد تنازل عن أراضيه في ال48 ،وإسرائيل وافقت على دولة فلسطينية منذ 20 عاما والآن تقول دولتين لشعبين بينما تبني كل يوم مستوطنة جديدة على أراضينا ،على مرأى العالم أجمع.

 فعقب السيد ستول بأن السيد كارتر كتب كتابا عنوانه "السلام وليس الفصل العنصري"والذي تعرض بسببه لانتقادات إسرائيلية شديدة،وواجه المشاكل بسببه ،وهو على اتصال دائم مع الحكومة الأمريكية حول القضية الفلسطينية ،لكن المشكلة الواضحة أن الحكومة الأمريكية لم تعد تضغط بشكل جدي على الحكومة الإسرائيلية،لأن الإدارة الأمريكية لديها قائمة من المشاكل التي عليها حلها،والقضية الفلسطينية ليست أولوية بالنسبة إليها.

فأجاب عطوفته بأنه شخصيا ضد الإرهاب ويكره الإرهاب ويحاربه،لكن الإجراءات الإسرائيلية المجحفة ضد شعبنا،والصمت العالمي الكبير أما هذا العنف والاضطهاد الإسرائيلي هي أهم أسباب ازدياد عدد الإرهابيين حول العالم.

وأجاب مدير كارتر سائلا:هل ازدادت نسبة الاجتياحات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة؟

فأجاب عطوفته بأن إسرائيل لا يهدأ لها بال إذا شعرت بوجود هدوء في المنطقة،فهم بكل بساطة يجتاحون على سبيل المثال المخيم بأية لحظة ويقتلون شابا بدم بارد لكي يقلبوا الأمور رأسا على عقب.

سأل أيضا مدير كارتر حول وجود نقاش بين عطوفة المحافظ والجانب الاسرائيلي حوال هذه الأمور؟فأجابه عطوفته بأنه رفض لقائهم مرتين ولكنه عندما قابلتهم ادعى الضابط الاسرائيلي أنهم يقومون بتفتيش المنازل التي لها علاقة باختطاف المستوطنين فأجبته:هذا كلام غير صحيح فلقد زرت منازل قمتم بتفتيشها ليس لهم أي علاقة بالأمور السياسية ،امرأة مسنة اعتديتم عليها باستخدام الكلاب البوليسية،أنا أؤمن بأن هذا الضابط تأتيه القرارات السياسية من سلطته العليا.

وأضاف عطوفته بأن الاحتلال الإسرائيلي يغلق كافة الأبواب أمام الشعب الفلسطيني ،فقضيتنا قائمة منذ عشرات السنين ،والجميع يتحدث عنها في الصحف والتلفاز وكافة الوسائل وما النتيجة؟؟؟لاشيء ،ولا أية نتائج على أرض الواقع.اسرائيل ترفض الآن العودة على ماكانت عليه أيام الاتفاق مع رابين.

فسأل مدير مركز كارتر:كيف ترى وضع حماس في الضفة،حيث أن إسرائيل تتوقع انقلابا في الضفة الغربية؟

أجابه عطوفة المحافظ بأن حماس لاتستطيع فعل مافعلته في غزة هنا في الضفة حتى لو أرادت ذلك.

واسرائيل عندما تتحدث عن هذا الموضوع هي فقط تبحث عن ذرائع أولها هناك انقسام فمع من سوف أتحدث وأتفاوض؟؟وثانيها :كيف سأسلم الضفة الغربية للسلطة الوطنية الفلسطينية بينما تحكم حماس غزة؟؟

سلوك حركة فتح وسلوك السلطة أكبر من حماس ،فنحن ليس لدينا أي سلوك يشبه سلوكهم ،وأي أحد سيتجرأ لفعل شيء هنا في الضفة سيكون لنا إجراء فوري  بحقه.

وفي سؤاله حول آخر تطورات المنطقة الصناعية؟ أجاب عطوفة المحافظ بأن الموضوع قيد العمل لكن هناك بعض المشاكل مع الشركة التي قامت بشراء الأراضي . وبالنسبة لجنين نقوم الآن باصلاح ملعب بلدية جنين وقمنا لغاية هذه اللحظة بتجميع 300 الف دولار من بلدية جنين وغرفة تجارة وصناعة جنين من أجل هذا المشروع ونحتاج مثل هذا المبلغ لإتمامه.هناك الكثير من المشاريع قيد الدراسة وسنبحث عن مانحين لها.

التعليقات