غزة:عائلات فتحت بيوت عزاء وأخرى رفضت: حالة من القلق والخوف تسيطر على أسر مفقودي السفينة والأمل حاضر

غزة -خاص دنيا الوطن- تقرير عبدالهادي مسلم
ما زال المواطن جابر النباهين من مخيم البريج وسط قطاع غزة على أمل عودة نجله منهد 20 عاما المفقود في غرق القارب المتجه من الأسكندرية إلى ايطاليا بالرغم من نشر اسمه في كشف المفقودين التي نشرها المرصد الأورو متوسطي

المواطن النباهين الصابر المحتسب يرضى بحكم الله سواء أكان نجله مهند بخير أم أنه قد غرق وتوفي ولكن ما يقلق النباهين هو حالة عدم الدقة والمصداقية في تناول القضية من قبل وسائل الأعلام على اعتبار ان الأمر ما زال غامضا

وبالرغم من أن اسم نجله نشر عبر وسائل الأعلام عن فقدان نجله إلا أنه لم ييأس ولم يقم بفتح بيت للعزاء لحين استيضاح الأمر من الجهات التي يتواصل معها سواء الصليب الأحمر أو السفارة الفلسطينية ايطاليا أو من قبل الأصدقاء في بعض العواصم الأوروبية

أبو أدهم النباهين والذي يعمل منسقا لمركز الديمقراطية وحقوق العاملين في المحافظة الوسطى قال بكل عزيمة وصبر وتحمل أنه يرضى بحكم وأمر الله سواء كان ابنه حيا أو ميتا موضحا في نفس الوقت أنه ما زال على أمل أن يعود نجله خاصة وأنه لحتى الأن لم تقم جهة رسمية بنشر صورته عبر وسائل الأعلام وهذا يعطينا الأمل مرة أخرى بأن ابني ما زال حيا أو أنه يعالج في أحد المستشفيات الأيطالية

وعن السبب في اقدام نجله على الهجرة قال المواطن النباهين أن ابنه مهند والذي يدرس في جامعة القدس المفتوحة لديه طموح في الهجرة على اعتقاد أنها ستكون مستقبله القادم في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه الشباب في القطاع

ويضيف النباهين أنني حاولت اقناعه بالعدول عن هذه الفكرة إلا أنه أصر على ذلك لكني أخذت منه وعدا بالعودة مرة أخرى من أجل استكمال دراسته الجامعية مشيرا إلى أنه كان لديه الرغبة في الالتحاق بصديقه في السويد

وينوي المواطن النباهين تزويد الصليب الأحمر بصورة نجله مهند لكي يتم مطابقتها مع الجثث التي عتر عليها وما زالت في المستشفيات ولمعرفة أن كان نجله منهم أم لا وذلك حتى يقطع الشك باليقين

وكان المرصد الأورو متوسطي قد نشر القائمة الأولى بأسماء المفقودين من سكان قطاع غزة من القارب الذي انطلق من الاسكندرية فجر الأحد 7 سبتمبر

أما عائلة أبو شمالة والتي فقدت اثنين من شبابها فجزمت أمرها من خلال فتح بيت عزاء لهما في مخيم البريج بالرغم أنها لم تتأكد من أي جهة بمصيرهما لكنها بنت على أنها فقدت الأتصال بهما قبل خمسة أيام ورجحت غرقهما
العائلة المكلومة والتي فقدت فلذات أكبادها الشقيقين ابراهيم خليل أبو شمالة 28 المتزوج ولديه طفلان ومحمود 24 عاما أيضا ما زال يحذوها الأمل بأن شبابها ما زالا على قيد الحياة وهي تواصل الأتصالات مع كافة الجهات لمعرفة مصيرهما

أحد أقارب الشقيقين قال وعلامات الحزن بادية على وجه أن ابراهيم ومحمود خرجا قبل اسبوعين عبر نفق وبعد أن أطلق عليهما النار من قبل الأمن المصري تمكنا من المغادرة إلى الأسكندرية والتحقا بمجموعة المهاجرين وكان عددهم 6 باصات حيت تمكن عدد من الركوب في القارب والسير باتجاه ايطاليا واستطاعوا الوصول بأمان

وأضاف أما أقاربي فركبا بعدهم بيوم على قارب أخر والذي تعرض للغرق وسط البحر بفعل فاعل وبطريقة متعمدة حسب ما سمعناه من قبل وسائل الأعلام

ونفى أبو شمالة أن تكون وسائل الأعلام قد نشرت صورا لأقاربه المقودين مؤكدا أن العائلة بالرغم من فتح بيت عزاء لهما تواصل اتصالاتها مع كافة الجهات لمعرفة مصريهما خاصة خفر السواحل الأيطالية والذي أبلغهم بأن يعطوه وصفا للسفينة أو أية معلومة ولكن بدون جدوى بحكم أن المهاجرين ليس لديهم أوراقا تبوثية ويتمنى أبو شمالة أن يعودا أقاربه سالمين ولكن في نفس الوقت فأن العائلة ترضى بحكم الله

واعلنت مصادر رسمية فقدان اكثر من 400 شخص في اغراق قارب كان يقل مهاجرين جلهم من قطاع غزة قبل عشرة ايام حيث نجا من الحادث 8 اشخاص وصلوا لليونان ومالطا ولميتم العثور على اي ناج آخر .

وكانت السفيرة الفلسطينية في ليبيا مي كيلة قالت إن مبعوثون من سفارتهم بانتظار وصول عائلات فلسطينية مهاجرة في طريقها من جزيرة صقلية إلى ميلانو، مشيرةً إلى أن هذه العائلات خرجت من المستشفيات بعد نجاتهم من الغرق.

وأوضحت كيلة أن ثلاث سفن من بينها سفينة كبيرة خرجت من الاسكندرية تقل عددًا كبير من الفلسطينيين، غرقت على بعد 300 ميل من الاسكندرية.

وأكدت السفيرة في حديث صحفي خاص أن السفينة الكبيرة من بين الثلاثة تقل عوائل فلسطينية، معتقدةً أن غالبية من كان فيها قد فارقوا الحياة.

وأضافت كيلة: "ثلاثة سفن خرجت من ليبيا وغرقت في عرض البحر، وأغلبية من فيها فلسطينيين من بينهم سفينة تقل 15 فلسطيني، وأخرى عليها 250 راكبًا تحتوي منهم 50 فلسطيني.

ولفتت إلى أن السفارة الفلسطينية في ليبيا أرسلت 3 مندوبين، أحدهما لجزيرة صقلية التي يأتي إليها المهاجرين بكثرة وهي تابعة لإيطاليا، وآخر في أقصى جنوب جزيرة ميلانا، وثالث أقصى شمال الجزيرة التي تعد نقطة عبور المهاجرين إلى أوروبا، بغرض التأكد من الناجين الفلسطينيين وتقصى المعلومات بشأنهم.

وقالت إنه جرى إرسال مبعوثًا إلى جزيرة سيليرنا الإيطالية حيث يوجد فيها90 فلسطينيًا، مشيرةً إلى أن الجهود ما زالت مستمرة للتعرف على من تبقى حيًا من ضحايا الغرق.