غزة : "ام محمد" .. طلّقها زوجها منذ 22 عاماً دون أن يخبرها فكشفت صواريخ الاحتلال "السر" !

غزة : "ام محمد" .. طلّقها زوجها منذ 22 عاماً دون أن يخبرها فكشفت صواريخ الاحتلال "السر" !
غزة - دنيا الوطن-توفيق حميد
"أم محمد" إمرأة فلسطينية بلغت من العمر 58 عاماً، حالها كالكثير ممن هدمت بيوتهم وشردوا منها وضاعت معهم أوراقهم الثبوتية، هذه الأوراق التي كشف ضايعها بالنسبة لها سر أخفي عنها لمدة 22 عاماً، "أنها طلقت ولم تدري".

فالحكاية تبدأ عندما ذهب إبنها "سعيد" لاستخراج هوية بديلة لوالدته بعد أن فقدتها جراء استهداف منزلهم في بلدة بيت حانون خلال العدوان الأخير، لتكون الكلمة الصادمة، في زاوية الحالة الشخصية أمك كانت "مطلقة".

فقبل 22 عاماً تمامًا في 1992، عندما وقعت الإشكالية بين أم محمد التي تبلغ من العمر حالياً 58 عام وزوجها أبو محمد نصير – اسم العائلة الحقيقي - الذي يبلغ من العمر 60 عاماً، فهجرها ولم يعد يقترب منها أو حتى يُنفق عليها.

وتبقى قضية استخراج الأوراق الثبوتية لمن فقدوها تحت أنقاض منازلهم تشكل معضلة تحتاج للكثير من العمل من جانب الجهات المختصة، فالكثير من المواطنين فقد كل ما يدل على وجوده من أوراق ثبوتية.

وبقي حال "أم محمد" كما هو طيلة هذه المدة، حتى الأبناء اعتادوا، كون أباهم قد ابتعد عن أمهم، لكنهم لم يدروا ان الابتعاد كان بسبب "الطلاق" لا "الهجر".

بحسب ما نقلت وكالة الراي الحكومية , كان الزوج أبو محمد قد توجه للمحكمة الشرعية وطلقها دون أن يُعلمها أو حتى يعلم أبنائها، أو حتى أن يشطبها من الشؤون الاجتماعية أو المعونة التي يتلقها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ليتقاضى المساعدات على أنه شخص متزوج.

وظل الأبناء منذ تلك الفترة وحتى قبل العدوان الأخير يظنون ظناً حسناً فيه، ويعتقدون أنه باقٍ على عشرة تمنعه من اعتبار والدتهم طليقته.

وبعد أن فقدت هويتها ذهب ابنها لوزارة الداخلية لاستخراج هوية جديدة لوالدته بدل التي فقدتها خلال قصف منزلهم الذي يقع ببلدة بيت حانون في العدوان الأخير على قطاع غزة.

وبعد أن حصل على الهوية البديلة تفاجأ بكلمة مطلقة في خانة الحالة الشخصية، مما دفعه للتوجه للمحكمة الشرعية للتأكد من الأمر وهو ما أكدته ورقة الطلاق التي وجدها في المحكمة، ليصطدم بأن والدته مطلقة منذ 22 عام.

وطيلة تلك الفترة كانت الزوجة تسكن في منزل ولدها الكبير دون أن تتلقى أي أموال من زوجها أو حتى يشعرها بما فعل.

وحاول ابنها سعيد أن يستعيد حق والدته من خلال التوجه للشؤون الاجتماعية لإعلامها وتغير سجل والدته في الوزارة.

مراسل "الرأي" علم بالقصة من أحد أبناء أم محمد وتأكد منها من خلال بعض الجيران في تلك المنطقة، الذين لم يكونوا على علم بقضية طلاقها كما البقية.

وكانت أم محمد وأبناءها قد فجعوا لمعرفتهم بالأمر، فهذه الصابرة على الهجر طيلة هذه المدة لم يعد يعنيها منه شيء سوى البقاء على أمل أن يكون زوجها قد قدر لها معروفها، لتكتشف في النهاية أنها بقيت على أمل كاذب منذ 22 عاماً.

التعليقات