هجرة الفلسطينيين من الموت المحقق إلى احتمال الموت

رام الله - دنيا الوطن
طالب منتدى شارك الشبابي أصحاب الضمير والجهات المسؤولية، التدخل العاجل من اجل وضع حد للمأساة التي يتعرض لها الفلسطيني منذ قرن، والتي جوبهت بصمت الجميع عنها، داعيا اياهم للصمت اليوم، ووان يتركوا ابناء شعبنا يواجهون أقدارهم!.


يرى "شارك الشبابي" في بيان صدر عنه اليوم، أن هجرة الفلسطينيين من الموت المحقق ستعرضهم إلى احتمال الموت من الوطن إلى الشتات... ومن الشتات إلى الشتات، مؤكدا ان هجرة الفلسطينيين هربا من الموت، أو التماسا لظروف معيشية أفضل لم تبدأ اليوم، لكنها في السنوات الأخيرة اكتسبت مشهدا أكثر مأساوية، يفتح بعمق جرح اللجوء الذي بدأ مع النكبة، ولا نظنه ينتهي إلا بوطن حر من كل ظروف القهر والاستبداد والاستلاب.


ويشير "شارك"الى اختلاف وجوه المهاجرين من لبنان، أو سوريا، أو غزة، أو وجهات هجرتهم ووسائلها، لكنه يؤكد ان ظروفهم تكاد تتطابق، فالموت والدمار وفقدان الأحبة، والأمل بحياة كريمة، مع تفاقم الفقر مرة، والحصار والعزلة مرة أخرى، تدفع الفلسطينيين لطرق أبواب طالما أوصدت في وجوههم.


ويوضح "شارك" قد تقلهم مراكب تعبر البحر مخاطرة بمن فيها، أو قد يضطرون لعبور حدود دول شتى للوصول إلى مقصدهم، لكن هنا أيضا يعود التطابق، ليقول هذه المرة، أنهم باتوا أبعد فأبعد عن وطنهم فلسطين، والأهم أنهم في كل خطوة يبتعدون بها يغادرون ذكرياتهم، وتاريخهم، ويخلفون جزءا كبيرا من ذاتهم ورائهم.


ويؤكد "شارك" ان غزة المحاصرة والمعزولة عن كل شيء إلا الموت والفقر والمرض، تبدو اليوم، وكأنها تقدم أولادها للموت، واحدا فآخر، فمن ينجو من آلة الحرب الإسرائيلية، يلاحقه الفقر والعوز، ومن ينجو من هذا وذاك، تأخذه الهجرة إلى مجاهيلها، حتى من ينجو دروب هجرته، ليحط رحاله في بلد ما، فإن الجروح الغائرة في روحه ووجدانه ستبقى مفتوحة.


ويقول المدير التنفيذي لمنتدى شارك بدر زماعرة، "تماما كما تركت غزة وحيدة تواجه الحصار والحرب، ليتسابق كثيرون على التباكي على أطلالها، أو الفخر بصمودها، ستترك وحيدة أمام بحر يبتلع أبناءها... متسائلا ألم تكن تلك الأمنية التي راودت رابين يوما... ألم يتمنى أن يبتلع البحر غزة! فماذا ننتظر؟

ويتابع قائلا، "لو عدنا للوراء قليلا، لرأينا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يتقاطرون إلى شتات آخر، بعدما ضيقت عليهم ظروف الحرب والمعيشة، كلاهما حملا أدوات الموت ومعانيه، ثم اللاجئين في سوريا، الذين استكثر عليهم تجار الموت، أن يحيوا في أزقتهم الضيقة، لنصل إلى غزة، التي لم يبق فيها إلا قليل من الشواهد على أنها كانت يوما ما صالحة لحياة الجنس البشري".

التعليقات