ندوة حول الاستراتيجية الفلسطينية بعد حرب غزة

رام الله - دنيا الوطن

نظمت كلية الحقوق في جامعة الخليل، من خلال العيادة القانونية، بالتعاون مع المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية (مسارات) ندوة حول "التحديات والمخاطر والفرص بعد الحرب الإسرائيلية على غزة". بدأ اللقاء بكلمات ترحيبية قدمها كل من الأستاذ الدكتور أحمد العطاونة، رئيس جامعة الخليل، والأستاذ هاني المصري، مدير عام مركز مسارات، والأستاذ سلطان ياسين، ممثل مبادرة إدارة الأزمات الفنلندية. بدأت الندوة بكلمة ألقاها الدكتور الدكتور معتز قفيشة، أستاذ القانون الدولي وعميد كلية الحقوق في جامعة الخليل، حول "الحرب الإسرائيلية على غزة والمحكمة الجنائية الدولية". ومن ثم تحدث الأستاذ خليل شاهين، مدير البحوث والسياسات في مركز مسارات، عن "التحديات والفرص بعد العدوان الإسرائيلي".

 

طالب المتحدثون السلطة الوطنية الفلسطينية بضرورة الإسراع في الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية وبوضع خطة واضحة من أجل الحفاظ على المكتسبات التي قد تكون تحققت أثناء الحرب والإسراع في خطوات الوحدة بين فتح وحماس. وقالوا أنه من الضروري لنا كفلسطينيين الانضمام الفوري للمحكمة الجنائية الدولية مهما كان الثمن. حتى لو كان الثمن غاليا، فإن المكاسب لفلسطين ستكون أكبر من الخسائر. يكفي أننا سنحمي شعبنا من المزيد من الجرائم وسنواجه الاستيطان مواجهة جدية وسنساهم في إنصاف الضحايا وعائلاتهم. هذا حق للفلسطينيين وليس مخالفة ولا يمكن، أخلاقيا، لدول تدعي سيادة القانون وحقوق الإنسان أن تعاقبنا لأننا اخترنا مسارا قضائيا لاسترجاع حقوقنا.

 

التوجه للمحكمة الجنائية، وللقانون الدولي عموما، يحتاج إلى مجموعة من المتخصصين الفلسطينيين والمساندين الآخرين لكي تتابع الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ولكي ندافع عن الضحايا ونرد على الطرف الآخر بمهنية واحتراف. هذا يتطلب رصد الميزانيات الكافية وتجهيز وتدريب الكوادر الفلسطينية والتي يمكن إيجادها إن وجدت الإرادة السياسية. هذا يتطلب حتما استراتيجية وطنية. فوائد انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية تفوق بكثير التخوفات الموهومة. فيمكن من خلال المحكمة أن نرى مجرمين إسرائيليين كبار خلف القضبان في لاهاي قريبا. كما أن الحجة المتمثلة بالتخوف من ملاحقة المحكمة لمقاومين هي في غير مكانها كون معظم الجرائم المرتكبة في الحرب الأخيرة قد قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

 

شارك في الندوة أكثر من 200 شخص من الأكاديميين والباحثين والصحفيين ووزاء سابقين وممثلين عن الفصائل الفلسطيني ومؤسسات رسمية والمجتمع المدني وطلبة جامعيين. ودار في الندوة نقاش مستفيض وأسئلة حول المحاور التي تم طرحها.

 

التعليقات