الأمانة العامة للنقابة المستقلة للصحافيين المغاربة: خلوة ابن كيران في إفران ... !

رام الله - دنيا الوطن
نص البيان:
لا يمكن للمواطن الذي يريد من حكومة وطنه النجاح في تدبيرها للشأن العام، وفي سياستها العمومية، إلا أن يكون لهذه "الخلوة" لرئيس الحكومة مع وزراء تحالفه في مدينة إفران،

مايمكنها من استرجاع زمام المبادرة في التعاطي مع مشاكل البلد، التي لا تزال تراوح مكانها على أروقة المصالح الحكومية، في انتظار معالجتها، واتخاذ القرارات التي يتطلبها تنوعها وتعددها المتجدد باستمرار

بالفعل، من جانبنا كجزء من مواطني هذا البلد، نتمنى كأعضاء في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن تكلل هذه "الخلوة" بالنجاح، وأن يكون رئيس حكومتنا قد تمكن من تحقيق الانسجام بين أطراف هذا التحالف الحكومي في إفران، وأن يستجيب لتطلعات المواطنين المغاربة المؤجلة في انتظار القرارات الحكومية المتعلقة بهؤلاء، بدل القرارات التي لا زالت غير مفعلة، والتي لم تتحرر من بصمات السياسات الحكومية المتعاقبة، التي تراهن على التأجيل لامتصاص الغضب والاحتقان الشعبي، وعلى لغة التسويف، التي لا تضيف جديدا إلى ما ينتظره المواطنون لمواجهة المشاكل العالقة في جميع القطاعات.

هل ب."الخلوة" في منتجع إفران يمكن أن يتوفر للحكومة الأكسجين والهواء، الذي تحتاج إليه، بعيدا عن العاصمة الرباط ..؟ وهل المشاركون في التحالف الحكومي يرغبون فعلا في هذه "الخلوة" من أجل توفير المناخ الطبيعي للحسم في جميع الخلافات، واتخاذ القرارات المدعمة لقوة التحالف الحكومي، في التنمية والعقلنة والديمقراطية ..؟ قد يخالفنا السيد رئيس الحكومة الرأي، ويعتبر الاجتماع الحكومي في إفران محطة ضرورية للحوار بين أطراف التحالف، حتى تتمكن الحكومة من مواجهة ما ينتظرها من المعارضة، والرأي العام الوطني، والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين في الدخول السياسي والاجتماعي الجديد، وفي هذا الإطار، لسنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على نقيض مع مشاعر رئيس الحكومة المتفائلة، إذا كانت هذه "الخلوة" فعلا في إفران ستساعد على تقليص متاعب الحكومة، وخلافات أطرافها في الملفات الكبرى، التي يجب الحسم فيها، كالتقاعد والمقاصة، والنظام الضريبي، والانتخابات الجماعية والجهوية، وتنزيل الدستور، والقضية الوطنية، انطلاقا من كون هذه الحكومة معنية بالفصل في هذه الملفات، أو الشروع في ذلك خلال

ما تبقى من عمرها الانتخابي، ومنها أيضا، ملف البطالة، الذي أنجز فيه وزير التشغيل مشروعا لإيجاد أكثر من مليون فرصة عمل للعاطلين، والأخذ بعين الاعتبار ملف التغطية الصحية، وإيصال ما تبقى من القرى بالماء والكهرباء، وحتى تتمكن هذه الحكومة من امتلاك الأجوبة والحلول، حول هذه الملفات جميعها، ومن أجل أن نشارك رئيس حكومتنا في اختياره لهذه "الخلوة" في إفران، حتى يتمكن من تصليب تحالفه الحكومي الهش في تركيبته اتجاه الموقف من هذه الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الشائكة.

إذن، حتى يكون عنوان هذا المقال، حول "خلوة" إفران لصالح ابن كيران، وتحالفه الحكومي، لا نجد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، إلا انتظار خلاصات وقرارات هذه "الخلوة" الحكومية في إفران، انسجاما مع قناعتنا في المساندة النقدية، دون تهويل أو مزايدة أو تغليط في متابعاتنا وتحليلاتنا ومواقفنا، وسنكون سعداء، إذا تمكنت هذه الحكومة من ترجمة ما تم الاتفاق عليه، ولما لا يتمكن ابن كيران من استرجاع قدرته على الإقناع .. خصوصا، بعد أن اتضحت نواياه الوطنية الصادقة، اتجاه مؤسسات الدولة، وقيم الوطن، ولا تنقصه في إبراز مقومات الزعامة إلا ما يشكله الآخرون من تراكم للتجربة، ومعرفة بالثقافة السياسية الحزبية والإيديولوجية، التي اعتادوا عليها عبر تجارب الحكومات السابقة.

إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نملك الحق في محاسبة رئيس الحكومة على اختياره الثقافي والسياسي والعقائدي، فذلك شأن شخصي وخاص، إنما نختلف معه ونعارضه في نوعية أدائه وقراراته ومواقفه، التي يلجأ إليها بتسرع انفعالي، تضيع فيه ملامح قيمة، ووزن ما يجب أن يعبر عنه المسؤول في مثل موقعه .. وحبذا، لو خرج عن المألوف، كما يفعل دائما، وأعلن عن الشفافية في التعاطي مع خصومه وأنصاره في جميع القضايا، والتزم بالحوار الذي يحترم فيه الرأي الآخر، الذي لا ينسجم مع توجهه الحزبي والسياسي والثقافي، حينها، سنقول لرئيس حكومتنا ( برافو ) على اجتهادك وشجاعتك في تحمل النقد والموقف المعارض، ونشعر بالأمل تجاه هذه "الخلوة" التي تذكرنا بسلوك المتصوفة والفلاسفة والعلماء وصفوة الأدباء والفنانين والمفكرين، في أن يتمكن رئيس الحكومة المغربية من استرجاع توازنه النفسي والجسدي، حتى يواصل العمل من أجل ترجمة كل نواياه الوطنية الصادقة لصالح هذا الوطن، الذي نؤمن بتطوره وتقدمه، مهما كانت الظروف والتحديات والحواجز، وهذا في متناول جميع المغاربة، كيفما كانت ألوانهم الحزبية والنقابية، وتوجهاتهم السياسية والثقافية والروحية.

ما نختم به هذه المقاربة، هو الإحساس بالأمل في أن يكون لهذه "الخلوة" في مدينة إفران تأثير على المشاركين فيها، يحفزهم على تجاوز الخلافات، ووضع مصالح الوطن والمواطنين على رأس الأولويات، التي سيعملون عليها بعد العودة إلى مكاتبهم الحكومية، وأن يخرج علينا السيد رئيس الحكومة مرة أخرى بالإعلان عن نتائج "الخلوة" التي تنسجم مع تطلعاتنا في تحسين وتطور الأداء الحكومي في بلادنا، ولو لمدة انتداب هذه الحكومة فقط

التعليقات