غنيم يحذر من استمرار الأوضاع التي أدت إلى الهجرة المتصاعدة من غزة

رام الله - دنيا الوطن
     حذر نافذ غنيم عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني من استمرار الأوضاع الداخلية التي أدت إلى هجرة الآلاف من أبناء قطاع غزة للخارج عبر وسائل وطرق غير شرعية، ورحلات محفوفة بالمخاطر والموت، مشيرا إلى الكارثة السياسية التي تعكسها هذه الظاهرة التي ابتدأت من قبل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة لكنها تضاعفت كثيرا بعده، مخطأ ًمن يقول بان السبب المباشر وراء ذلك العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وان كان ظاهريا كذلك 

. وعن ذلك يقول موضحا " لقد مر شعبنا بالعديد من المراحل الصعبة والعدوان الإسرائيلي الفاشي الذي استهدف كل مقدراته، وقد كان ولا زال مستعدا للصمود ودفع التضحيات في سبيل تحرره وتحقيق أهدافه الوطنية، لكنه لم يهجر أرضه بهذه الطريقة، لكن واقع الحال هذه المرة مختلف، فقبل العدوان كان للانقسام وتداعياته دورا مباشرا في إحباط الناس وزيادة معدلات الفقر والبطالة بينهم، وانسداد الأفق والمستقبل أمامهم، وتنامي العديد من الظواهر المجتمعية الخطيرة، وقد ذهبنا إلى المواجهة الأخيرة مع الإسرائيليين وحالنا الداخلي يرثى له, أي بجبهة مفككة وبمقومات صمود ضعيفة، إضافة إلى إحساس عامة الناس بان الجبهة الداخلية تركت بلا حماية حتى بات مستوى الفتك بالمدنين من قبل الطائرات الإسرائيلية والمدافع بما لا يمكن وصفه، هذا إضافة إلى إدراك المواطنين، وبرغم بعض الانجازات في عمليات المقاومة، أن هذه المعركة لم تكن معركة الشعب الفلسطيني وبأنه ورط بها عن عمد ودون حسابات وطنية حكيمة ودقيقة، وبأنها لم تكن واضحة الأهداف فلسطينيا حتى بعد مرور أكثر من أسبوع عليها، وحتى فيما بعد صارت الأهداف المعلنة ذات طابع إنساني لم تأخذنا إلى جذر المشكلة المتمثل بإنهاء الاحتلال، وصار الإحساس الشعبي بان المطالب المقدمة لا توازي حجم التضحيات والدمار والنزوح المهول، وفوق هذا كله لم يتحقق أي شيء من هذه الأهداف التي أعلناها حتى الآن، ورغم الحديث عن المفاوضات الغير مباشرة مع الإسرائيليين التي بات غالبية شعبنا لا يؤمن بها وفق المعادلة القائمة، فالإحساس يتصاعد بأنها لن تُثمر عن شيء، واحتمالات تجدد العدوان قائمة، هذا كله إلى جانب ألاف المشاكل التي يعانيها الآن أبناء شعبنا في غزة الآن، وما ينتظرونه في الأيام القادمة، كل ذلك اوجد حالة من اليأس وعدم الثقة بالمستقبل، وكذلك عدم الإحساس بالأمن على كافة المستويات، والشعور بان قطاع غزة بات مقبرة لساكنيه الذين باتوا يتعرضون للمصائب من كل حذب وصوب" .

وأضاف غنيم " إن اخطر ما في الأمر هو الدلالات السياسية التي تعكسها مضامين هذه الهجرة، والمتمثلة في تماهيها مع أهداف الاحتلال التي دأب دوما على تهجير أبناء شعبنا عن فلسطين بكافة الوسائل، وتوطينهم في الخارج لتحقيق حلمه الصهيوني المعروف، وقد باتت الآن الفرصة مواتية لذلك بكل أسف، فبدل من أن تُبذل الجهود الوطنية الحقيقية للتصدي لكل هذه المخططات العنصرية، وان نسعى لسد الثغرات التي ينفذ منها الاحتلال، للأسف نواصل الهرب إلى الأمام ولا نواجه حقيقة الأمر، ونصطنع مبررات هدفها عدم الإقرار بالمسئولية، والوقوف بجدية أمام هذه الكارثة لعالجها ، والعمل على تعزيز ما يشجع أبناء شعبنا للعودة للوطن لا العكس " .

وتسال غنيم عن سبب غض طرف الجهات المسئولة في قطاع غزة عن ما يجرى، الأمر الذي يسهل عمليات الهجرة، حيث أن مافيا التهريب معروفة للجميع، كما يتحدث البعض عن تسهيل بعض الجهات مهمة الخروج للراغبين بالهجرة، مؤكدا على أهمية علاج جذر ودوافع هذه الظاهرة الخطيرة، وفي مقدمة ذلك تحمل القيادة الفلسطينية لمسئولياتها، وكذلك مراجعة الأخوة في حركة حماس لسياساتهم في قطاع غزة بما يؤمن تحقيق هدف الوحدة العملي والسريع، وتامين فتح المعابر وبخاصة المعبر الفلسطيني المصري، والكفاح المشترك لفتح باقي المعابر، كجزء من خطة وإستراتيجية فلسطينية مشتركة وملزمة للجميع يجب التوافق عليها تضع الإنسان الفلسطيني ومصالحه هدفا لا وسيلة، وتؤمن اشتباكا حقيقيا وفاعلا ومجديا مع الاحتلال الإسرائيلي يأخذ شعبنا إلى تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة .

التعليقات