بعد إغراق القطاع بالمساعدات الغذائية : التجار يشتكون قلة المبيعات

بعد إغراق القطاع بالمساعدات الغذائية : التجار يشتكون قلة المبيعات
رام الله - دنيا الوطن-وكالات
شهدت الأسابيع القليلة الماضية، تدفق كميات كبيرة من المساعدات الغذائية المتنوعة إلى قطاع غزة، لاسيما المعلبات والبقوليات، حيث تم توزيعها على عشرات آلاف الأسر المتضررة، وعوائل الشهداء اللذين سقطوا خلال العدوان.

فعشرات الجمعيات الخيرية، وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية، وزعت كميات كبيرة من الأغذية في كوبونات، طالت معظم الأسر التي تضررت أو تلك التي استشهد أحد منها، ما خلق حالة من التشبع الغذائي غير المسبوقة لدى تلك الأسر، التي استغنت عن شراء قائمة طويلة من السلع الغذائية.

البائع محمود عيسى، يمتلك بسطة لبيع بعض الأنواع من المواد الغذائية في سوق رفح الأسبوعية، أكد أن ثمة تراجع كبير في الإقبال على شراء السلع، فالكوبونات التي تم توزيعها مؤخرا، تحوي مواد غذائية أساسية، تكفي العائلات لأسابيع طويلة ولربما أشهر.

وبين عيسى أن حالة التشبع تدفع بعض العوائل، خاصة تلك التي تعاني حالة فقر، لعرض المعلبات والبقوليات على التجار لبيعها، فيوميا يصله العديد من المواطنين يعرضون عليه شراء سلع غذائية متنوعة، فأحيانا يشتري وتارة يعتذر.

ولفت عيسى إلى أن الوضع الحالي أضر به وبالتجار من أمثاله، وتسبب في تراجع دخلهم بصورة كبيرة، ولا خيار أمامهم سوى الانتظار، حتى تعود الأمور وفق ما كانت عليه قبل العدوان.

وبدا أصحاب البقالات والمتاجر الصغيرة، الأكثر تضررا، فمعظم مبيعاتهم تتركز على السلع الغذائية والمعلبات وغيرها.

المواطن حازم خليل، يمتلك بقالة شرق مدينة رفح، أكد أنه ومنذ بداية الحرب والعائلات المهجرة والمتضررة تتلقى معونات غذائية بكميات كبيرة، سواء من قبل وكالة الغوث الدولية، أو مؤسسات إغاثية، أو حتى من وزارة الشؤون الاجتماعية.

وبين خليل أن المعونات لم تستثن شيئا، سواء مواد غذائية أو منظفات، أو حتى مواد للعناية بالجسم، وهذا ما ألحق به وبأمثاله ضرر بليغ.

ولفت إلى أنه يحاول التعايش مع الظروف الحالية، عبر المتاجرة في أنواع من السلع لم تشملها المساعدات، مثل المياه الغازية، والمشروبات الباردة، والمكسرات، إضافة إلى الدواجن، رغم أن سوق الأخيرة تراجع.

من جانبه، أكد الشاب محمد أبو جزر، وفقد كلا والديه خلال العدوان، وتضرر منزل عائلته جراء القصف الإسرائيلي، أنه وأشقائه تلقوا كميات من المساعدات الغذائية والعينية تكفيهم لأشهر طويلة.

وبين أبو جزر أن المساعدات شملت كل أصناف المعلبات، إضافة إلى البقوليات والسكر والشاي، ومواد أخرى، وهذا خلق لديهم اكتفاء في أصناف عديدة، وباتت مصروفاتهم شبه مقتصرة على شراء الخضار واللحوم، وقائمة محدودة من السلع.

وبين أبو جزر أن حالهم حال عشرات الآلاف من العائلات، متمنيا لو كان الدعم شمل حاجيات أخرى غير المواد الغذائية، كمساعدة العائلات في إصلاح الأضرار التي لحقت بمنازلها، وتخصيص برامج رعاية ودعم نفسي للأطفال، خاصة ممن فقدوا آباءهم أو أمهاتهم.

التعليقات