بالصور: دنيا الوطن داخل أنفاق المقاومة .. حكايات صد العدوان بنكهة كتائب المجاهدين

بالصور: دنيا الوطن داخل أنفاق المقاومة .. حكايات صد العدوان بنكهة كتائب المجاهدين
رام الله - دنيا الوطن-أسامة الكحلوت

وصلة قصيرة لنفق على مفترق هام تحت الأرض يمتد لطول مئات الأمتار ، هذا ما سمح لنا بدخوله للوصول لأنفاق المقاومة ومرابض القذائف والصواريخ التي أطلقت حممها على بلداتنا المحتلة خلال حرب الخمسون يوما على قطاع غزة  .

وبإجراءات أمنية مشددة مررت بها قبل الوصول للنفق ، حيث تم تغيير وتأجيل موعد اللقاء عدة مرات ، ليتم تحديد مكان بدرم في مكان عام لمقابلتي ونقلى لأنفاق المقاومة ، دقائق بعد الرسالة التي وصلتني على هاتفي الخلوي بتحديد المكان ، وإذا بسيارة من نوع جيب رباعية الدفع تدخل المكان المذكور قبل أن انتهى من قراءة الرسالة ، ويترجل منها اثنين من المجاهدين ، ثم قاموا بوضع العصبة على عيني وادخالى في الجيب بهدوء، ثم انطلقوا مسرعين بعد مصادرة هاتفي الخلوي منى وتسليمه لآخرين كانوا في مركبة أخرى ، وبعد نصف ساعة من انطلاقنا من وسط غزة وصلنا لبداية نفق المقاومة .

طريق وعرة وطويلة وصولا للنفق ، تم انزالى الى النفق بوجود العصبة على العين ، ومن ثم اضطررت للنزول تدريجيا بدرجات بسيطة تحت الارض ، ليتم بعدها رفع العصبة عن عينى ، لاتفأجأ بنفق طويل وضيق يتواجد بداخله عشرات المقاومين الذين يتواجدون بداخله باستمرار .

التقيت بداية وصولى النفق بابو انس الناطق الرسمى باسم كتائب المجاهدين ، حيث اصطحبنى سريعا فى النفق الطويل يسيرة خلفنا مجموعة اخرى من المقاومين ، جدار من الطين يحيط بكل جوانب النفق ، وكتل من الباطون تغطى اسقف النفق الطويلة وينتهى النفق بنهاية مرتفعة بوجود قذائف الهاون والمدفع .

وقال ابو انس ان مجموعاته تمكنت من اسقاط طائرة استطلاع  شرقى مدينة غزة باستهداف مباشر ، واستهداف زوارق حربية واطلاق اكثر من 500 صاروخ وقذيفى على بلداتنا المحتلة وغلاف قطاع غزة  طول فترة الحرب ، مؤكدا استعدادهم للمرحلة المقبلة ، ولا زال المقاومين يتواجدون فى الانفاق الحدودية .

ومن كواليس الحرب التى عاشها المقاومين فى احد الايام خلال الحرب وصلتهم رسالة بوجود قائد عسكرى اسرائيلى فى احدى مستوطنات الغلاف ، وسرعان ما انهالوا عليه بالقذائف والصواريخ ، وقد حاول الطيران الاسرائيلى قصف عدة انفاق حدودية للمقاومة ، ولكن استراتيجات المقاومة والاخفاء والتمويه حالت دون ذلك ، سوى استهداف القليل منها .

وقال ابو انس لدنيا الوطن" يتمنى المقاومين استمرار هذه المعركة ضد الاحتلال لما قدموا خلالها من انجازات وبطولات ، وابلغنى احد المقاومين خلال صدهم لزورق حربى فى عرض بحر غزة ، انهلوا عليه بالقذائف والاسلحة الثقيلة ضمن خطة وصول وانسحاب ، ولكن هناك كانت الملائكة تحميهم من رصاص الزورق الحربى ، حيث كانت الطلقات النارية حول اجسادهم وفوق رؤوسهم ، وكان الملائكة كانت تحميهم لحظة الانسحاب " .

وشدد فى حديثه على ان امكانيات المقاومة قوية وما زالت هناك الكثير من المفأجئات لم تخرج على العلن حتى الان ، كما ان جعبة المقاومة مليئة بالذخائر والصواريخ ، وحرب الخمسون يوما لم تؤثر فى الصواريخ واعداداها وتصنيعها ..

واضاف " نظرا للظروف الامنية لم نعلن عن كل المفأجئات ، وقد اعلنا فى الحرب الماضية عن قاذف سعير وقد شاهدنا الاصابات تتوالى لحظة انطلاقه على الحدود الشرقية للقطاع ، وتم استهداف القطار الحديدى شرق بيت حانون بالقرب من سديروت  بداية الحرب على قطاع غزة ، وتم ايقاف عمله طوال فترة الحرب " .

وتابع " استهدفنا بقاذف السغير غرفة عمليات ناحل عوز ، وتفأجأ العدو من استهداف الموقع وتكتم على الاعلان عن ذلك ، وقال حينها الاحتلال الاسرائيلى كادت ان تكون هناك فاجعة على حدود قطاع غزة بداية الحرب ، ولم يعلن هذه المفاجئة والاستهداف لغرفة العمليات " .

ومن ضمن الاسلحة التى استخدمها المقاومين فى صد الحرب على قطاع غزة اسلحة بر بحر وصواريخ ارض جو وارض ارض وقذائف قوسية .

واشار ابو انس لدنيا الوطن الى ان المقاومة استشعرت بقرب حدوث مواجهات وحرب على القطاع فقامت بالتواجد فى هذه الانفاق الحدودوية قبل ايام من نشوب الحرب على غزة ، وقام المقاومين بمهامهم كاملا وفق خطط واستراتيجيات عسكرية ، ولم ينسحبوا من نقاطهم المتقدمة خلال الهدن الانسانية الى حصل عليها الشعب بغزة خلال الحرب تجنبا لاصطيادهم .

وخلال حديثنا بدقة عن المسافة التى تفصلنا عن السياج الفاصل ، اجابنى ان المسافة لا تتعدى امتار قليلة معدودة ، وحينما كشفت عن راس النفق المغطى باقليل من الاشجار شاهدت سواتر ترابية على يمين وشمال راس النفق ، لتجنب اصطياده ومعرفة اماكن انطلاق القذائف والصواريخ ، ونظرا لاقتراب النفق من الحدود فيتم العمل داخل هذا النفق فقط لاطلاق الصواريخ والمغادرة نظرا لاعتبار المكان هو وصلة قصيرة لنفق رئيسى يوصل المقاومين لقلب مدينة غزة .

وقد تواجد المقاومين داخل النفق الرئيسى المغذى للوصلات الخاصة بانفاق الصواريخ والقذائف والمواجهات المباشرة طيلة 51 يوما خلال الحرب على قطاع غزة ، بدعم معنوى من القيادة  وتنفيذ العمل بالتخطيط والتسليح والتفيذ والمتابعة ، ويتم ضبط الاتصال بالجميع بعد فقدانه عدة مرات .

وفى احد المواقف المؤثرة قال احد المقاومين لابو انس انه شاهد ملائكة تقاتل معهم ، وفى سرده للتفاصيل قال له " حينما كنت اضرب قذائف الهاون شاهدت ثلاثة من الملائكة يلبسون الابيض على مقربة منا وعلى الارض بدون اخفاء او تمويه ، وكنا ننظر اليهم باستغراب نظرا للثقة التى لديهم مع وجود عشرات طائرات الاستطلاع فى المنطقة لحظة ضربهم للهاون ".

ويتوفر فى النفق كل وسائل الراحة للمقاومين من المأكل والمشرب وكل سبل الراحة والاستحمام ، وكانهم يجلسون فى بيوتهم لرفع الروح المعنوية لديهم .

وتضرب المقاومة الهاون على كل مستوطنات غلاف غزة مع وجود طائرات الاستطلاع وفق تكتيك امنى خاص برجال المقاومة ، وقال ابو انس ان الجميع يعرف ان طائرات الاستطلاع لم تغادر سماء قطاع غزة طوال ايام الحرب وخاصة المناطق الشرقية والحدودية ، ورغم ذلك كانت تنطلق القذائف بشكل مستمر على مدار الساعة  .

واشار ابو انس ان التعامل فى هذه المعركة كان بحسب ما تفرضه عليهم ارض المعركة وبحسب اوامر القيادة ، حتى قبل اعلان الهدنة الاخيرة بدقائق معدودة معدودة دكت كتائل المجاهدين كما كل الفصائل مستوطنات غلاف غزة بعشرات الصواريخ ، وانسحب بعدها المقاومين من الوصلات والانفاق الحدودوية لداخل مدينة غزة عبر الانفاق الرئيسية .

مؤكدا ان هناك انفاق تمتد اكثر من كيلو متر وبامكانها توفير الامان للمجاهدين فى ارض المعركة ، كما رفض وصولنا لمرابض وانفاق حدودية للصواريخ التى تنطلق على بلداتنا المحتلة نظرا لحساسيتها وخطورة المكان الذى نتواجد فيه فجأة .

كما ارسل رسالة صمود وشكر للشعب الفلسطينى الذى احتضن المقاومة والمقاومين ، مؤكدا على المقاومة وكل الفصائل ما زالت بخير وعلى استعداد لصد اى عدوان على قطاع غزة .

وخرجنا من النفق سريعا بعدما لاحظنا طائرات استطلاع تحوم فى المكان ، وبعدما امرنا احد الرجال بالانحساب نظرا لوجود حركة غريبة على الحدود شرق المنطقة التى تواجدنا فيها ، وكعادة رجال المقاومة يعرفون الاوقات التى يقوم فيها جنود الاحتلال بتغيير دوامهم وتسليم مواقعهم لجنود اخرون ، لكن هذه المرة نتيجة الحركة المريبة غادرنا المكان بنفس الطريقة التى جئنا بعدها ، وتم وضع العصبة على العين قبل الخروج من النفق .
ويبقى هذا الفصيل جزء من الفصائل التى شاركت فى صد العدوان على قطاع غزة  ، ويبقى هذا النفق هو احد الانفاق البسيطة التى سمح لنا بدخلوها مع الحديث عن كثير من الانفاق التى منعنا ومنعت الصحافة من دخولها لحساسيتها الامنية والعسكرية وقربها من الحدود ، وما زالت المقاومة تجهز العديد من الانفاق وترمم بعضها بعد قصفه .


















التعليقات