بيان في الذكرى الثالثة لتأسيس تيار بناء الدولة السورية

رام الله - دنيا الوطن
يصادف في هذه الأيام الذكرى الثالثة لتأسيس تيار بناء الدولة السورية، الذي انطلق في خضم المظاهرات الشعبية العارمة في ذلك، والتي طالبت بإطلاق الحريات وتحقيق العدالة وبناء الدولة الديمقراطية.
تأسس التيار كوريث شرعي لمؤتمر السميراميس الذي كان أول مؤتمر معارض في البلاد طيلة عقود سابقة، وقد حافظ التيار طيلة وجوده على أسس هذا المؤتمر بمعارضة الاستبداد، والمحافظة على النضال داخل البلاد، ورفض الأساليب العنفية، واعتماد الأساليب السلمية، والدفاع عن الحريات السياسية والعامة، ودعم العمل المدني.
مر التيار خلال هذه السنوات الثلاث، مثله مثل جميع السوريين، بظروف غاية في الصعوبة والتعقيد، إذ فقد العديد من مؤسسيه بسبب الموت أو الهجرة أو الاعتقال، لكنه آثر الاستمرار بالاعتماد على الجيل الشاب الواعد، فضم العشرات منهم، وأشرف على تنمية وتدريب المئات، وتواصل مع الآلاف، معتبرا أن هؤلاء الذين سيحملون على أكتافهم مستقبل الوطن.
وخلال مسيرته آمن التيار بالعمل المدني وأهميته وخصص جزءا كبيراً من جهوده بهذا الاتجاه، حيث قام بتدريب وتأهيل كوادر وشباب حول أسس المواطنة وكيفية تفعيلهم في بناء مجتمع مدني سليم يؤسس لسوريا دولة المواطنة، وكان التيار رائدا بالعمل النسوي والعمل المدني والعمل الثقافي، فأطلق العديد من المنظمات المتخصصة بهذه المجالات، التي تمكنت من خلق حيز كبير في العمل الوطني البناء.
ومنذ نشوئه كان شعار التيار "الوحدة الوطنية، والعدالة الاجتماعية"، فقد كان حريصا على ضرورة عدم تمزيق البلاد أو تقسيمها.
لم يستطع التيار، كما الآخرين، على صون البلاد وحمايتها من الدمار والخراب، فقد كانت الظروف أكبر بكثير من قدراته الذاتية المتواضعة، لكنه رفض الخضوع للسير في مسارات الدمار، فلم يقبل بالممارسات العنفية من جميع الأطراف، ورفض جميع مبرراتها الواهية، ولم يقبل انتهاك حقوق الإنسان بحجة الخصومة أو وحشية الخصوم.
ورغم جميع الصعاب تمكن التيار من اكتساب احترام جميع الأطراف الرئيسية في الأزمة السور1ية، بدءا بأطراف المعارضة الرئيسية، ومرورا بالأطراف الدولية، وليس انتهاء بالنظام أيضاً، إذ أن التيار تعامل باحترام قواعد الصراع السياسي مع جميع الأطراف، وأثبت للجميع كيف يمكن العمل بوطنية سورية صادقة، وأثبت جدارته واحترامه بتواصله مع الأطراف الدولية عندما أظهر لها كيف يكون السوريون الغيورون على بلادهم وعلى مواطنيهم مهما بلغت معارضتهم للنظام الحاكم، فرفض التدخل الخارجي من جميع الأطراف، ولعب دورا مهما بثني بعض الأطراف عن الإفراط في تدخلهم هذا، وثبّت عند هؤلاء أن الفاعلية الأساسية هي للعمل على أرض البلاد وبين أبنائها، دون القبول بأن يبيع أو يساوم على حقوق أبناء شعبه.

التعليقات