عودة "القاتل الصامت" إلى السعودية .. صور

عودة "القاتل الصامت" إلى السعودية .. صور
رام الله - دنيا الوطن
بعد فترة على غياب قضية الفوسفين من حديث السعوديين هاهو يعود بقضية جديدة و5 إصابات تم نقلهم إلى المشفى بعد أن تكرر استخدام المادة السامة ذاتها التي قتلت السعوديين بصمت. الخبر تم التأكد منه بعد أن أكدت مديرية الدفاع المدني بالرياض إخلاء فرقها منزلا مكونا من ثلاث وحدات سكنية، وذلك بعد ورود بلاغ يفيد بحدوث حالات اختناق لخمسة أشخاص، ونقلهم للمستشفى؛ وذلك بعد استخدام مبيد حشري بإحدى الشقق

وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية منطقة الرياض الرائد محمد الحمادي بأنه وعلى الفور هرعت فرق التدخل في حوادث المواد الخطرة وفرقتي إنقاذ وسيارة إسعاف للموقع بحي النسيم؛ لتباشر الفرق أعمالها، حيث تم إخلاء بقية السكان وتطهير وحرز المادة، وأخذ قراءات للغازات المنبعثة من كامل المنزل، والتي اتضح وجود نسبة عالية التركيز لمادة فوسفيد الألمنيوم الخطرة، ليتم على ضوئها التحفظ على الأفراد الذين قاموا بعملية الرش حتى الانتهاء من الإجراءات النظامية لمثل هذه الحالات.

وعادت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الرياض لتكرر تحذيرها من استخدام هذه المواد الخطرة، والتي تنطلق منها غازات خانقة عديمة اللون عند تعرضها للرطوبة، مما يسبب الوفاة، كما حذر الدفاع المدني أيضاً من التعامل مع أفراد مجهولين في عمليات رش المبيدات الحشرية، موضحاً أن الشركات النظامية والمتخصصة هي أكثر أماناً من أفراد يتواصلون بأرقام الجوال فقط.

وكان "القاتل الصامت" الذي عصف بأرواح أطفال سعوديين، لفظوا أنفاسهم دون أي سبب، فيما تركوا خلفهم عائلاتهم تتساءل إلى هذه اللحظة ماذا حصل؟، وإلى متى التقصير في محاسبة المتسببين في وفاتهم.. ولعل ذكر أسماء مسرة وميسرة ورزان الذي ظهر في تحقيق مصور على شكل فيلم وثائقي بعنوان "فوسفين" كفيل بإيقاظ المجتمع السعودي على أبشع حالات وفاة طالت الأطفال في السعودية.

الأختان مسرة وميسرة إحدى أشهر ضحايا استنشاق مادة "الفوسفين" التي يستعملها البعض داخل المنازل كمبيدات للحشرات والقوارض. حيث تسربت هذه المادة إلى داخل منزلهم، ورغم محاولات الأب عمر عطية لإسعافهم إلى المستشفى إلى أن ذلك لم يجد نفعا، فقوة المادة وتغلغلها داخل أجسام طفلتيه كانت أقوى من الإسعافات وحالت دون وفاتهم.

في حادثة مسرة وميسرة كان الجار هو المتسبب الرئيسي حيث استخدم هذه المادة جهلا منه ما أدى إلى تسرب الغاز السام إلى شقة مسرة وميسرة ووفاتهما.

بالطبع لم تكن ميسرة ومسرة وحدهما ضحايا هذا القاتل الصامت بل سجلت في كثير من مدن المملكة وقبل سبع سنوات وفاة 25 شخصا على مدار عام واحد معظمهم من الأطفال بسبب سوء الاتجار والاستعمال بهذا المبيد.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لوقف هذا المنتج من التداول في المناطق السكنية إلا أن المشكلة عادت للظهور مجددا وتحديدا في أكتوبر لعام 2011، حيث أصابت هذه المأساة هذه المرة "رزان وريان."

رزان كانت في الثانية من عمرها وريان في الرابعة من عمره وقد ولدت رزان في المركز الطبي الدولي في يوليو لعام 2009م، وبينما والدتها في المستشفى شاء الله لها أن تقرأ قصة مسرة وميسرة في الكتيبات الموجودة في كل أنحاء المستشفى ضمن برنامج التثقيف الصحي وتمر الأيام وتكبر رزان لتصبح عامين وريان أربعة أعوام.

أما قصتهم فبدأت عندما دخل الوالد بيته وشم رائحة غريبة ولكنه ظن أنها رائحة طبخ أو ما شابه ذلك، وبعد ساعات بدأت بعض الأعراض تظهر عند الطفلين من غثيان وقيء فحملاهما إلى الطوارئ وبالطبع لم يشك أحد في بادئ الأمر، حيث إن أعراض التسمم بهذا المبيد الحشري مشابهة للتسمم الغذائي من غثيان وقيء وضعف عام، وهو ما أدى إلى إرسالهما إلى البيت مع طلب مراقبتهما وإحضارهما مرة أخرى في حالة استمرار الأعراض.

وبعد يوم ظهرت الأعراض على والدة الأطفال وهنا شكت الأم بتفاصيل قصة ميسرة ومسرة ذاتها. وتذكرت أنها رأت الجيران يخرجون أثاثهم من الشقة خلال أيام الأسبوع فاتصلت فورا بزوجها وطلبت منه أن يسأل جارهم إذا استخدم أو رش أي مبيد في منزله وبالفعل كان الذي خشيت منه وفي خلال ساعة كانت العائلة في العناية المركزة تحت مراقبة دقيقة وبتنبيه الأم والأب للجار توجه هو كذلك للمستشفى حيث إن ابنته بدت عليها أعراض التسمم مثلها مثل ريان ورزان فالجار كان كذلك ضحية الذي باعه هذا المنتج الممنوع.

وللأسف الشديد لم تستطع رزان البالغة من العمر سنتين مقاومة آثار السموم مما أدى إلى وفاتها.. ولطف الله بأخيها ريان وأمهما.

وفي حادثة مماثلة، توفيت زوجة وابنة المواطن مصطفى قرموطة إثر استنشاقهم للفوسفين وبلطف من الله والعناية الطبية تمكن أخوتها من البقاء على قيد الحياة وتمكن الأطباء من اسعافهم.

التعليقات