عاجل

  • قصف مدفعي وجوي إسرائيلي في محيط برج الشفاء غربي مدينة غزة

  • (حزب الله): استهدفنا مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصواريخ بركان وحققنا إصابة مباشرة

  • ثمانية شهداء بينهم خمسة أطفال وسيدتان في قصف إسرائيلي استهدف سيارة على شارع صلاح الدين شرقي مدينة غزة

ابراج التجارة .. وغزة !

ابراج التجارة .. وغزة !
رام الله - دنيا الوطن-متابعة محـمد الخالدي

في ذكرى سقوط برجي التجارة العالمي في نيويورك بأمريكا  بعد عملية نفذها تنظيم القاعدة  في الـ11 من سبتمبر 2001م، من خلال توجيها ثلاث طائرات اختطفتها لتضرب كلا البرجين.

يأخذنا الزمن إلى الوراء لأسبوعين فقط,  لنستذكر مشاهد استهداف طيران الاحتلال الإسرائيلي الأبراج السكنية  كـ برج "الظافر 4 و" برج الإيطالي و" برج "الباشا"  و برج "السلام" وأبراج "الندى " وبرج "زعرب" خلال عدوانها الأخير الذي استمر 51 يوماً على أهل قطاع غزة , والذي راح ضحيته 2145 شهيد و 11100 جريح , كبد فيه الاحتلال خسائر اقتصادية قدرت بـ6 مليار دولار بشكل تقديري.

وبحسب خبراء ومتابعين، فإن إسرائيل استخدمت في قصف الأبراج بغزة صواريخ تدميرية من طراز GBU-28 أمريكية الصنع, والتي طورت خصيصا لتدمير المباني الضخمة.

لكن  السؤال الذي يدور هنا, ما الفرق بين كلا الحدثين ؟

في أول ردة فعل أمريكية عقب الاستهداف قال الرئيس السابق جورج بوش نصاً : "هذه الحملة الصليبية...هذه الحرب على الإرهاب ستستغرق فترة من الوقت"

وبعد مواجهة أمريكا حالة من القلق أصابت العالم بسبب هذا التصريح أعلن البيت الأبيض في وقت لاحق أن بوش يشعر بالأسف لاستخدامه هذا التعبير.

لكن بعد أسفه هذا، عاد ليستخدم تعبيره مجدداً للمرة الثانية حين أشار إلى حربه ضد الإرهاب بأنها "حملة صليبية" لجمع تمويل حملته الانتخابية .

فبعد 11 من سبتمبر حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين, حيث خرجت أمريكا من العراق بلا محاسبة بذريعة البحث عن أسلحة نووية لم تكن لها أساس من الوجود، مخلفةً ورائها  ما بين 97461 و106348 قتيل عراقي , بحسب "هيئة إحصاء القتلى العراقيين"  منذ بداية الحرب حتى 2010، بالإضافة إلى تهجير أكثر من 1.6 مليون عراقي وفق تقدير المنظمة العالمية للهجرة..

وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث، أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أي دولة عضو في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول التسع عشرة الأعضاء. وكان لهول العملية أثر على حشد الدعم الحكومي لمعظم دول العالم للولايات المتحدة ونسي الحزبان الرئيسيان في الكونغرس ومجلس الشيوخ خلافاتهما الداخلية. أما في الدول العربية والإسلامية، فقد كان هناك تباين شاسع في المواقف الرسمية الحكومية مع الرأي العام السائد على الشارع الذي كان أما لا مباليا أو على قناعة بأن الضربة كانت نتيجة ما وصفه البعض بـ"التدخل الأمريكي في شؤون العالم".

فبعد تلك الحادثة بدأت تأخذ أمريكا سياسة العنصرية ضد المسلمين المقيمين فيها وتأجيج الشارع الأمريكي بالاعتداء عليهم والمضايقة على النساء لمن يرتدن الحجاب واعتقال الكثير على خلفية الشكل لمن كان يرتدي ثوباً أو يطلق لحيته أو يمسك بمسبحة وسرعان ما انتشرت هذه السياسة في دول أوروبية عدة.

لم تتخذ هيئات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان أي مواقف أو قرارات تكبح وتلجم تلك الممارسات التي طالت الكثير من مسلمي العالم, فإذا كان ضرب البرجين كونه "إرهاب" هو السبب في التغاضي أو التقاعس أو حتى العجز عن الوقوف أمام تلك الممارسات، فما حال الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر أبراج غزة و قتل وشرد أهلها.

أليس هذا إرهاب؟

هل سيحاكم قادتهم على جرائم حرب؟

هل سيكون لهم "جوانتانامو" ؟

لماذا يكون قرار الحرب والعقوبات سريعاً على العرب والمسلمين من مجلس الأمن  بينما يكون معدوماً على "إسرائيل" ؟

لماذا تكون الإدانة من المنظمات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان سريعة ملتهبة على العرب والمسلمين بينما تكون بطيئة متقاعسة أمام "إسرائيل" ؟

إذ لم تنصفنا تلك الأجسام الدولية التي انخرط فيها العرب والمسلمين كالأمم المتحدة فما فائدة استمرار البقاء فيها ؟
















التعليقات