معارك جرود القلمون.. كر وفر دون حسم وشيك

رام الله - دنيا الوطن
تتزامن التطورات في لبنان مع تواصل المعارك في جرود القلمون بين المعارضة السورية المسلحة وحزب الله، لاسيما في منطقة وادي الرعيان في جرود عرسال التي تشهد اشتباكات بين الطرفين وقصفاً كثيفاً على المنطقة.

ووفق المؤشرات تبدو معركة القلمون بعيدة عن أي حسم وشيك, رغم الحرب البرية والجوية التي يشنها النظام مدعوماً بحزب الله اللبناني.

ولا شك أن اللاعب الرئيس في هذه المعركة هو العنصر الجغرافي، فالمنطقة كبيرة جداً ومتعرجة وتضم مغاور وكهوفا.

وقد دفعت معارك الكر والفر بين الجيشين قوات المعارضة إلى الالتجاء إلى جرود القلمون، في منطقة ضيقة تبدأ من الزبداني وصولاً إلى عسال الورد ورنكوس وغيرهما من القرى الصغيرة التي تقع جنوب يبرود.

الطبيعة الجغرافية لمنطقة القلمون، فضلا عن محاصرة حزب الله والنظام للمسلحين في القلمون من الجانب السوري، تجعل من مواقعهم في الجبال بحكم المنتهية عسكرياً، ما دفع المسلحين إلى الاعتماد على الإمداد من عرسال.

ولأن مساحة المنطقة التي تنتقل فيها المعارضة تتجاوز المئتين وخمسين كيلومترا مربعا، تحتاج إلى خزان بشري لا يملكه النظام، لهذا اعتمد أساساً على ما يعرف بسياسة القضم.

ولحسم المعركة يحتاج الحزب إلى أكثر من آلاف مقاتل مع دعم جوي مستمر لأربع وعشرين ساعة، وهو ما يصعب على النظام والحزب توفيرهما، إضافة إلى أن المعارضة تعتمد في معاركها على الاستراتيجية القتالية ذاتها التي اعتمدها "حزب الله" في جنوب لبنان، عبر حفر الأنفاق والخنادق تحت الأرض.

ويعتقد خبراء عسكريون أن المعركة سيتأجل حسمها مع قدوم فصل الشتاء، إذ ستضطر قوات النظام إلى التراجع، وسيُجبر حزب الله على التخلي عن مواقعه المتقدمة، حال المعارضة التي ستنسحب من مرتفعات القلمون الباردة شتاء.

التعليقات