بيان رقم (91) حول التصريحات الصادرة عن بعض الشخصيات الفلسطينية الطاعنة بالمقاومة

بيان رقم (91) حول التصريحات الصادرة عن بعض الشخصيات الفلسطينية الطاعنة بالمقاومة
رام الله - دنيا الوطن
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:
فقد تابعت هيئة علماء فلسطين في الخارج التصريحات الصادرة عن بعض الشخصيات الفلسطينية وعلى رأسهم رئيس السلطة محمود عباس الطاعنة بالمقاومة والمتهجمة على جهودها وجهادها.
وإننا في هيئة علماء فلسطين في الخارج إذ نشعر بالصدمة الكبيرة والاستغراب الشديد من هذه التصريحات من حيث توقيتها ومضامينها فإننا نؤكد على ما يلي:
أولاً: إنَّ الطعن بالمجاهدين وبجهادهم هو من الأمور الممنوعة شرعاً الدّالة على فسق صاحبها وإن كان يفعل ذلك انتصاراً لأعداء الله فهو داخل في موالاة الكافرين، بل إنَّه ضرب من الاستهزاء والسخرية بالمجاهدين وأعمالهم التي رفعت رأس الأمة عالياً وقد شنّع البيان الإلهي على من يطعن بالمتصدقين بأموالهم وذلك في قوله تعالى: " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ  سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " التوبة / 79
فكيف بالطعن والنيل ممن بذلوا أرواحهم ونفوسهم وأبناءهم لأجل عزة هذا الدين ورفعة راية لا إله إلا الله وكرامة الأمة كلها ؟!!
ثانياً: تستنكر الهيئة بشدة اعتقال خطباء المساجد الذين تحدثوا على المنابر عن انتصار غزة ومقاومتها وعودة الاعتقالات إلى الضفة الغربية من الأجهزة الأمنية والذي يدل على أن التنسيق الأمني لا يزال حاضراً بقوة لخدمة العدوّ الصهيوني وأهدافه ومشروعه وفي هذا خطرٌ عظيم لا بدَّ من الوقوف في وجهه والعمل على منعه، فلقد كان من المتوقع أن يخرج رئيس السلطة الفلسطينية في أول خطاب له بعد انتهاء العدوان على غزة وانتصار المقاومة ليشكر المقاومة التي دافعت عن البلاد ووقفت في وجه المعتدين ويَعِد بالوقوف إلى جانبها وعدم القبول بالنيل منها من أي جهة كانت.
ثالثاً: إن توقيت التصريحات التي يطلقها بعض مسؤولي السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم رئيسها محمود عباس توحي بأنَّ الحرب الصهيونية على قطاع غزة لم تنته وإنما أخذت شكلاً جديداً يمارسه بعض أبناء جلدتنا وإنَّ الهيئة تعدَّ هذه التصريحات موالاة لليهود والصهاينة ودعماً لهم في عدوانهم المتواصل وتحذر من خطر هذه التصريحات على تدمير المصالحة الفلسطينية وتخريب الوحدة والأخوة الفلسطينية وبالتالي على القضية الفلسطينية كلها وإننا ندعو السلطة الفلسطينية وعلى رأسها رئيسها محمود عباس إلى التوقف فوراً عن هذه التصريحات وتبني خيار الشعب الفلسطيني الذي ظهر للعالم كله جلياً واضحاً في الالتفاف حول المقاومة وأهلها.
رابعاً: إن الهيئة تدعو أهلنا في الضفة الغربية إلى استنكار ومواجهة أية محاولةٍ للالتفاف على نصر المقاومة في غزة وعدم الانصياع لأي أوامر تحول دون انطلاق شعبنا نحو حريته وتحرره من الاحتلال والطغيان.
خامساً: تؤكد الهيئة على حرمة بل جريمة أي حديث عن نزع سلاح المقاومة وهو ما أكده الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيانه الختامي لمؤتمره الأخير وترى أن هذه الدعوات إنما هي طعنة للشعب الفلسطيني في الخلف وتآمر على حقه في الدفاع عن النفس والعرض والأرض وأن مآسي عام 1948 و1967 لا يمكن أن تتكرر بنزع سلاح المقاومة الفلسطينية، وأن المطلوب من الدول العربية والإسلامية والسلطة الفلسطينية من باب أولى بذل أقصى الجهد في تسليح المقاومة وتطوير سلاحها الذي يثبت أنه الأنجح في رد كيد هذا الكيان الغاصب الذي لا تنفع معه لغة السلام والتنازلات ولا يخضعه إلا لغة الجهاد والمقاومة.
بل إن الهيئة لتدعو المقاومة إلى التفكير ملياً بأن لا تبقي العدو يستفرد بغزة وبقية مناطق الصراع تنتظر متى يأتيها دورها بعد نهاية إخوانهم – أكلت يوم أكل الثور الأبيض – وإنما أن تتحرك في كل مواقع وجودها.
 

التعليقات