انهيار المحادثات بشان حكومة وحدة في افغانستان

انهيار المحادثات بشان حكومة وحدة في افغانستان
رام الله - دنيا الوطن
قال سياسي أفغاني بارز يوم الاثنين إن المحادثات بشأن التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة بين المرشحين المتنافسين في انتخابات الرئاسة في افغانستان أشرف عبد الغني وعبد الله عبد الله انهارت وهو ما أجج المخاوف من اندلاع اضطرابات عرقية في البلاد.

وينص الاتفاق الذي توصل إليه الفريقان بوساطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على أن يعين صاحب المركز الثاني في الانتخابات المتنازع عليها "رئيسا للسلطة التنفيذية" في حكومة الوحدة التي اتفق الطرفان على تشكيلها لاحتواء التوترات السياسية.

وقال محمد محقق -وهو أحد المرشحين لتولي منصب نائب الرئيس مع عبد الله- لرويترز إن الجانبين لم يتمكنا من الاتفاق على صلاحيات رئيس السلطة التنفيذية ملقيا باللوم على فريق عبد الغني المفاوض وتصلبه في مواقفه.

وقال محقق -وهو زعيم أقلية الهازار العرقية- في مقابلة مع رويترز في كابول إن "المحادثات انهارت قبل يومين والعملية السياسية وصلت حاليا إلى مأزق لا نرى مخرجا منه."

وقالت حملة عبد الله في وقت لاحق انها ستنسحب من العملية الانتخابية اذا لم يتم تلبية مطالبها بحلول غد الثلاثاء. وحث عطا محمد نور الحليف القوي لعبد الله وحاكم اقليم بلخ الشمالي انصاره على الاستعداد لاحتجاجات في الشوارع.

ولا يلوح في الأفق أي حل للصراع على السلطة المستمر منذ عدة أشهر للتوصل إلى خلف للرئيس الأفغاني المنتهية ولايته حامد كرزاي.

وجاء انهيار المحادثات بشان اتفاق سياسي بعد يوم من انسحاب فريق عبد الله من عملية تدقيق تشرف عليها الأمم المتحدة في اصوات الناخبين التي أدلوا بها في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في يوليو تموز الماضي مبررا الخطوة بعدم رضاه عن الطريقة التي يتبعها المسؤولون في التعامل مع الأصوات "المزورة".

وفاز عبد الله بأكثرية الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات في أبريل نيسان الماضي غير أنه لم يحصل على نسبة 50 بالمئة التي تخوله الفوز بكرسي الرئاسة.

وبعد إعلان لجنة الانتخابات المستقلة فوز منافسه في النتائج الأولية للانتخابات في الجولة الثانية هدد عبد الله بتشكيل حكومة موازية متهما خصمه بتزوير الأصوات.

وتأمل الأمم المتحدة أن تنهي التدقيق في ثمانية ملايين صوت بحلول العاشر من سبتمبر أيلول الجاري مفسحة المجال أمام أول انتقال ديمقراطي مفترض للسلطة في أفغانستان.

ويخشى مسؤولون ودبلوماسيون أن يؤدي انهيار الاتصالات بين المرشحين الرئاسيين وصناع القرار السياسي في أفغانستان إلى نشوب صراع على أساس الحدود العرقية في البلاد فضلا عن التمرد الذي تقوده حركة طالبان.

وينتمي عبد الغني -وهو وزير مالية سابق وخبير اقتصادي بالبنك الدولي- إلى الباشتون وهي أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان ويشكلون غالبية السكان في جنوب وشرق البلاد.

وتتركز شعبية عبد الله بين الطاجيك والهازار وغيرهما من المجموعات العرقية الأصغر التي تتمركز بشكل أساسي في وسط وشمال البلاد.

وقال محقق إن حملة عبد الله ستعود إلى الناخبين وتترك لهم القرار بشأن الخطوات المقبلة إذا أعلن فوز عبد الغني بالانتخابات الرئاسية.

وقال "اعلان النتائج بناء على (اقتراع حصل) عبر التزوير يعرض العملية بأكملها للخطر ويغرق البلاد أكثر في الأزمة. وهذا لا يصب في مصلحة أحد بل سيقسم أفغانستان."

وأشار إلى أن حملة عبد الغني تتصرف وكأن مرشحها فاز بالانتخابات وهم يحاولون افشال اتفاق تقاسم السلطة الذي وقع عليه المرشحان المتنافسان اثناء زيارة كيري لأفغانستان في الشهر الماضي.

التعليقات