افتتاح ورشة عن الادارة الحديثة لمؤسسات الضمان الاجتماعي

افتتاح ورشة عن الادارة الحديثة لمؤسسات الضمان الاجتماعي
رام الله - دنيا الوطن - محمد ع.درويش
افتتحت الجمعية العربية للضمان الاجتماعي، اليوم، ورشة عمل متخصصة عن "الادارة الحديثة لمؤسسات الضمان الاجتماعي"، برعاية وزير العمل سجعان القزي، في الكورال بيتش بمشاركة وفود يمثلون عدد من مؤسسات الضمان الاجتماعي في لبنان والعالم العربي.

حضر حفل الافتتاح رئيس المكتب التنفيذي للجمعية العربية للضمان الاجتماعي محمد كركي، ممثل المدير العام لمنظمة العمل العربية مدير المركز العربي للتأمينات الاجتماعية خالد ياسين، وزير العمل الفلسطيني احمد مجدلاني، رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي روجيه نسناس، محمد لمع ممثلا رئيس غرفة التجارة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن، وممثلون عن دول تونس، السودان، موريتانيا، فلسطين واليمن، اضافة الى عدد من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والنقابية ورؤساء المصالح والدوائر في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وعدد من المهتمين.

بداية، النشيد الوطني ثم كلمة لعريف الحفل جمال بري.
وتحدث راعي الحفل الوزير قزي فقال: "منذ ثلاثة اشهر افتتحنا مركز الجمعية العربية للضمان الاجتماعي في بيروت ، انها بادرة تجسد دور لبنان في قيادة تأمين حقوق الانسان في هذه المنطقة المشرقية والعربية، وحقوق الانسان لا تكون بالحرية فقط لانه اذا لم يواكب الحرية مشروع اجتماعي يرفع كرامة الانسان ويوفر له التظاهر والضمانات الاجتماعية والصحية تبقى الحرية اغنية وقصيدة ولا قيمة للحرية من دون خدمات اجتماعية. واليوم من يتابع التطورات الدولية يجد ان استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا تكشف ان 87 بالمئة يعطون الاولوية للضمانات الاجتماعية كمعيار لاختيار رئيس في تلك الدول، بينما في لبنان المعيار هو الضمانات الخارجية وهذا أمر مؤسف لانتخاب رئيس جمهورية في لبنان".

اضاف قزي: "ان الذين يظنون اليوم ان حلولا عسكرية او سلمية تنقذ المجتمعات العربية يخطئون، فالحل الحقيقي هو الحل الاجتماعي لان الكثير من الثورات والانقلابات وموجات العنف التي تجتاح عالمنا العربي ما كانت لتحصل لو كان هناك نظام اجتماعي للضمان الاجتماعي لكل الشعوب العربية".

وأعلن ان "لبنان رغم صغر حجمه ورغم عدم وجود ثروات وغنى كان السباق في وضع نظام الضمان الاجتماعي عام 1963، ولذلك علينا حماية هذه المؤسسة، مؤسسة الضمان الاجتماعي. وهذه الحماية تبدأ بأن تلتزم هذه المؤسسة خدمة المواطنين وان تعطي صورة جيدة عن نفسها امام الرأي العام والاعلام وان تؤدي الخدمات التي يوجبها القانون وهي تسعى لذلك رغم امكاناتها الحالية".

وقال: "نحن اليوم في هذه الورشة نريد ان نجدد الايمان بالضمان الاجتماعي وان يعمم هذا المفهوم على كل الشعوب العربية، وحضوركم اليوم بيننا في لبنان هو تأكيد على ان كل العواصف التي تضرب المنطقة تقف عند حدود لبنان وذلك بحكم وجود ارادة وطنية للحفاظ على هذا البلد واحدا بكيانه، بدولته، بدستوره، بنسيج شعبه، بعاداته، بتقاليده. وحضوركم اليوم هو شهادة ليس للضمان الاجتماعي فقط انما للبنان، بدوره وهويته".

وأشار الى ان "لبنان اليوم يقود حملة الرعاية الاجتماعية، وقد عقدنا في الضمان الاجتماعي ووزارة العمل خلوة منذ ثلاثة اسابيع واتخذنا توصيات وقرارات هامة جدا منها ما يهم المواطن في حياته اليومية، وبدأنا في تنفيذها ومنها ما يعود الى الاستراتيجية القريبة والبعيدة المدى ونحن بصدد اعدادها، فلنحافظ على هذا المشروع الريادي من خلال وحدة العمل، من خلال المحبة، والتعاون بأخلاق ونبل".

ودعا الى المحافظة "على صورة الضمان وعلى وحدة مجلس الادارة وعلى خدمات الضمان"، وقال: "نريد ان نبقى معا في مسيرة وطنية واجتماعية لان نجاح الضمان الاجتماعي في لبنان يوفر عليه الكثير من الانتفاضات البادية في أفق الوضع اللبناني".

بعدها تحدث الدكتور ياسين باسم منظمة العمل العربية، مؤكدا "دعم المنظمة للجمعية العربية للضمان الاجتماعي التي تشكل اضافة حقيقية لاهتمام المنظمة بالتأمينات والضمان الاجتماعي"، ومشددا على "اهتمام منظمة العمل العربية بمسألة الحماية الاجتماعية، وضرورة تبادل الخبرات بين الدول العربية"، لافتا الى ان "المنظمة ستكون داعمة لفعاليات هذه الجمعية". وناشد "كل منظمات التأمينات الاجتماعية للاشتراك في هذه الجمعية وتفعيل نشاطاتها لتحقيق اهدافها".

بعد ذلك، تحدث كركي شاكرا وزير العمل القزي "على تشريفنا بحضوره وبرعايته الكريمة لورشة العمل هذه، وعلى اهتمامه الدائم بشؤون الحماية الاجتماعية بشكل عام وبشؤون الجمعية العربية للضمان الاجتماعي بشكل خاص، ومتابعة مسيرتها منذ تاريخ افتتاح مقرها الرسمي في بيروت حتى هذا اليوم الذي تطلق فيه أول أعمالها بإقامة ورشة عمل متخصصة تحت عنوان "الإدارة الحديثة لمؤسسات الضمان الاجتماعي. كما توجه بالشكر إلى منظمة العمل العربية على دعمها واهتمامها بإنجاح نشاطات هذه الجمعية. ورحب بالوفود المشاركة من مؤسسات الضمان الاجتماعي في العالم العربي وبجميع الحاضرين بيننا اليوم.
وقال كركي: "ان دور الجمعية العربية للضمان الاجتماعي يتمحور حول تعزيز وتطوير أنظمة الضمان الاجتماعي في الدول العربية من خلال التطوير التشريعي والفني والاداري وتبادل الخبرات والمعلومات بين اعضاء الجمعية واعداد الدراسات والابحاث اللازمة، كما تهدف إلى تفعيل دور التدريب من خلال انشاء مركز تدريب دائم في مقر الجمعية". 

وأعلن "ان أهمية هذه الجمعية تكمن في توحيد جهود العمل العربي المشترك وتحقيق التنسيق والتعاون على صعيد التأمينات الاجتماعية والضمان الاجتماعي في إطار عمل الجمعية من خلال وضع خطط واستقراء آفاق مستقبل أنظمة التأمينات والضمان الاجتماعي في بلادنا العربية، للتمكن من تحديد المسار الرامي إلى توفير الحياة الكريمة للمواطن العربي ودرء المخاطر الاجتماعية عنه وعن افراد عائلته، وتحقيق الأهداف التي وجدت الجمعية من أجلها".

وقال: "في هذا السياق، تطلق اليوم الجمعية العربية للضمان الاجتماعي أولى أعمالها، بإقامة ورشة عمل بعنوان "الإدارة الحديثة لمؤسسات الضمان الاجتماعي"، بهدف التعرف على الاساليب الحديثة في الادارة لتطوير مؤسسات الضمان الاجتماعي في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه البلدان العربية واقتراح التوصيات التي من شأنها أن تؤدي إلى تحسين الأداء الاداري وتطبيق نظام الجودة في هذه المؤسسات".

وأعلن ان هذه الورشة التي يحاضر فيها نخبة من أهل العلم والإختصاص تتناول ثمانية محاور هي:
1- أهمية الضمان الاجتماعي على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
2- تأثير تكنولوجيا المعلومات على أداء مؤسسات الضمان الاجتماعي.
3- أساليب الادارة الحديثة.
4- أهمية التواصل بين الوحدات الإدارية داخل مؤسسات الضمان الاجتماعي.
5- الإدارة الحديثة للموارد البشرية.
6- أهمية الدراسات المالية والاكتوارية في عملية اتخاذ القرارات في مؤسسات الضمان الاجتماعي.
7- أهمية تطبيق برامج الجودة في مؤسسات الضمان الاجتماعي.
8- دور المنظمات العربية والدولية في تعزيز أنظمة الضمان الاجتماعي.
واشار الى ان هذه المحاور تهدف إلى تطوير أداء مؤسسات الضمان الاجتماعي في العالم العربي لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على صعيد تحسين جودة ونوعية الخدمات المقدمة للمضمونين وأصحاب العمل. كما أننا نعتقد وفي ضوء التجارب العالمية بأن الإدارة الكفوءة لمؤسسات الضمان الاجتماعي تساعد بشكل فعال في مد مظلة الحماية الاجتماعية".
وقال: "في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها معظم البلدان العربية على الصعد كافة، تأتي الجمعية العربية للضمان الاجتماعي كبارقة أمل تحث على تطوير أداء مؤسسات الضمان الاجتماعي وزيادة برامجها وشموليتها كونها تشكل العمود الفقري للحماية الاجتماعية والعامل الأساسي لإرساء السلم والاستقرار الاجتماعي".
اضاف: "إننا من على هذا المنبر ندعو الدول العربية الى العمل على توسيع شمولية أنظمة الضمان أفقيا وعموديا، وصولا إلى تأمين الضمان الاجتماعي لكل مواطن عربي، وذلك تماشيا مع الاعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي كرس الحق بالضمان الاجتماعي لكل مواطن بوصفه عضوا فاعلا في المجتمع، ولإننا نعتبر بأن تعميم أنظمة الضمان الاجتماعي في عالمنا العربي يلعب دورا هاما في تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة".
وفي الختام، أعلن كركي إطلاق الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بالجمعية العربية للضمان الاجتماعي تحت اسم النطاق www.arabss.org .
وبعد استراحة، بدأت الجلسة الاولى بمداخلة لرئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في لبنان روجيه نسناس عن دور الضمان الاقتصادي والاجتماعي، تلاه مداخلات لرئيس مؤسسة البحوث والمعلومات الدكتور كمال حمدان ثم رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن عن وجهة نظر اصحاب الاعمال كما تحدث مدير المعلوماتية في مصرف لبنان علي نحلة عن تكنولوجيا المعلومات "تجربة مصرف لبنان".
وكانت مداخلة لرئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان محمد شقير عن "رؤية اصحاب العمل حول الدور الاقتصادي والاجتماعي لنظام الضمان الاجتماعي"، قال فيها: "في كل مرة يثار فيها موضوع الضمان الاجتماعي يتبادر الى الذهن تلقائيا، الموضوع الاقتصادي. ذلك ان جذور الضمان الاجتماعي نبتت، اساسا، في بيئة الثورة الصناعية الكبرى وفي حركة بزوغ المبادئ والافكار التي تطالب بحقوق العمال الاجتماعية والاقتصادية.
على ان تقارب هذين الموضوعين لا ينفي ان يكون لكل منهما اهدافه ووسائل عمله لتحقيق تلك الاهداف".
أضاف: "ان نجاح الضمان الاجتماعي يتطلب امرين اساسين:
1-وجود اقتصاد متين ومتنامٍ، قادر باستمرار على تمويل تقديمات الحماية الاجتماعية
2- وجود ادارة كفؤة وقادرة على تحقيق اهداف الضمان الاجتماعي بأقل كلفة ممكنة وعلى خلق قيادة لادارة المخاطر وادارة التطوير وادارة التغيير.
واذ تطرق الى بعض الاثار الايجابية او السلبية للضمان الاجتماعي على الاقتصاد، قال: "ان المصالح المشتركة لأطراف الانتاج تفرض المحافظة على ديمومة نظام الضمان الاجتماعي. اما الوسيلة الفضلى لتحقيق ذلك فهي في اقامة حوار موضوعي ومستمر بين هؤلاء الاطراف لخلق توازن بين المصالح المختلفة، ولايجاد الحلول اللازمة للمشاكل التي تعترض مسيرة الضمان الاجتماعي". وختم: "ان المكان الطبيعي لهذا الحوار هو المجلس الاقتصادي والاجتماعي الذي نطالب بإعادة تفعيله".
وفي الجلسة الثانية تحدث مدير عام الضمان الاجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية في تونس منصف السيالة والدكتور علي الحاج عن اساليب الادارة الحديثة، ثم مستشار المكننة في الصندوق الوطني للضمان الدكتور محمد ياسين عن دور تكنولوجيا المعلومات في تحسين اداء مؤسسات الضمان الاجتماعي.
وتواصل الورشة عملها يوم غد الثلاثاء على ان تصدر التقرير الختامي والتوصيات.

التعليقات