فقدت بيتها وأبيها.. حكاية فتاه من غزة

فقدت بيتها وأبيها.. حكاية فتاه من غزة
رام الله - دنيا الوطن
باسمة أبو شليح
تكررت الكتابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتعبر عن سخطهم ومعانتهم وآلامهم التي عاشوا خلال العدوان بنشر بعض المنشورات التي يكتبونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مما لفت انتباهي لقصه فتاه تحدثت عن حسرتها ومعاناتها جراء العدوان الإسرائيلي علي منزلها في خزاعة في شرق منطقة خانيوس في محافظة غزة. واستشهاد أبيها واثنين من أعمامها واثنين من أبناء عمها وإصابة العديد من عائلتها أثناء قصفهم لمنازلهم في خزاعة

   طلبت محادثتها للتعرف عليها أكثر ، ولنقل معاناتها التي يشاركها بها معظم الفتيات عبر كتابتها كقصة تشهد علي جرم الاحتلال  ، غدير رضوان فتاه تبلغ من العمر "18" عاما كانت تعيش في أسرة آمنة كباقي فتيات العالم ولكن غدر جيش الاحتلال سلب منها سعادتها وشتت عائلتها وفرق بين أحبتها.

 بصوت خافت وعيون دامعة تقول غدير"أعيش في بلدة لا أدري إن كانت بلدة أم قرية سلب منها كل شيء سوى الكرامة... "

وبنبرة قوة تحمل ألما تقول أناشد الأقلام والأوراق بإرسال مأسآتي ومراسيل وجعي إلي مدن النسيان فقد تعبت من الاستيقاظ فزعة على صوت صواريخ الحقد لتنشر الموت لمن حولي  وأقوم بتفقدهم هل فقدت عزيزا اليوم أم لا.

اخبروني يا من أنتم في الخارج هل أنتم بخير مثلنا؟ أتشعرون بألمنا ؟! أتحسون بمعاناتنا .. أين أنتم ؟!

تتحدث غدير عن أول أيام نزوحها قائلاً:" في ليلة سمراء كاحلهٌ كنت أجلس مع عائلتي في أمان الله، نأكل طعامنا بسلام إلا وإذا بمحتل يهددننا بالقتل،أجل لا زلت أذكر تلك المكالمة الهاتفية وذاك الصوت! دقائق وسيتم نسف المكان بالكامل بساكنيه فأخلوا بأرواحكم إن شئتم العيش.

كان ذلك صوت احد جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يبلغون البيوت اذا ما أرادوا قصفها.

خرجنا مسرعين من المنزل لا حول لنا ولا قوة لم نأخذ شيئاً من منزلناً الكل يجري ولكن فُجئنا بالصاروخ الأول الذي نال من أبي وأعمامي قصفوا المنزل قبل مغادرتهم منه، وأصيب العديد من عائلتي الفارين إلينا من شبح وهول الدمار ولكنهم لم ينجوا كما تمنوا، فأصابهم ما أُصابنا وأُصيب العديد منهم بشظايا وجروح .نزحنا باكين حاملين الهم وألم ما يبقي لنا للعيش من أجله أب واستشهد ،عائلة وأُبيدت، ومنزل دمر وأصبح رماد، علي ماذا نبكي لا ادري على ماذا وماذا؟؟

 وبعيونها الحائرة  تضيف كل شيء من حولي بات رماد ذاكرة ، لا بل وتشردنا إلي مدارس اللجوء لرُبما يقال بأن هنالك أمن يسود  المكان. 

 في لهجتها ، ما يدل على أنها اغتربت داخل حدود الوطن " فتاة بعمري تجلس منطوية في زاوية  هكذا دون ساتر أو أمان، مكان مفتوح ومكشوف للجميع لا يوجد حياء أو حرمه فيه أكثر من "80" فردا بالغرفة منهم الأطفال والنساء والرجال قولوا لي أين سأنام؟ ومتى وكيف؟ لا استطيع أن افعل شيء سوى الجلوس والتسمر في وجهه الآخرين كاظمة ألمي وجراحي من أين ألتقيها من استشهاد أبي أو من صعوبة الوضع الذي وضعت فيه.

 تكمل حديثها انظر إلي عائلتي المشردة وأبكي وأبكي بحسرة علي منزلي الذي كنت فيه مثل هذا الوقت أجلس بمكتبي أخرج قلمي وأبوح عن فرحتي أما الآن فأنا بلا شيء كل أوراقي الرسمية حرقت كل  ثيابي الساترة مزقت كل صورة تذكارية دمرت كل الأساس في بيتي بات سراب .

  تكمل غدير حديثها بعد أيام من مكوثنا في المدرسة ونحن نجلس بين زوايا الفصل الدراسي إذ وبصوت قاس ومريب  وضجيج ، وخرجت أنظر ماذا حصل هناك ..إذ بجثث متناثرة بالمكان و دماءُ تكسو الأرض تقتل الوجدان عن أي أمان تتحدثون ها قد رحلنا من بيتنا إلي مكانٌ الدماءً  واللجوء ها هو جيش الاحتلال الصهيوني يقصف باب المدرسة من أين سأشتري الأمان إن كان مسلوب 0 وبحرقه دم تقول أنظر هكذا بين الجثث قلبي ينبض بحرقة وألم حقاً وجع  قلبي قد عاد، تذكرت لحظة وداع والدي الذي بات شهيد ولم أري سوا قطعٌ من جسده الطاهر الذي لم يبقي لي سوا قدماه  والأذنين لأقبله قبله الوداع ، حقا وصلني الخوف والقلق والاضطراب إلي حاله اللاوعي فأنا لم أعد كما أنا، أصبح كل شيء بداخلي ممزق، كل يوم ٌ من عمري يضيع وكأنه ذكري .

وفقدت غدير السيطرة علي نفسها وبكت بكاء شديدة قائلاً :" لا يا سادة حكايتي لم تنتهي بعد بل من هنا تبدأ حكاية فتاة لا حياة لها .

مطالبا أرجو كل من سمع حكايتي  وحكاية أبناء شعبي أن يوصل رسالتنا إلي   شعوب العالم عسي بمشاعرهم المتحجرة أن تفيض قليلا بالألم ويساعدوا فلسطين لتصل إلي أول حقوقها وهو الأمن والأمان.

التعليقات