ما قصة "الحجة فتحية" في الحرب ؟
رام الله - دنيا الوطن-أسامة الكحلوت
سطرت المسنة فتحية خليل الأستاذ نموذجا في كفاح المرأة الفلسطينية منذ الهجرة عام 1948 حتى يومنا ، فمنذ بداية حياتها عملت جنبا إلى جنب مع والدها فى التجارة لتساعده فى الحياة ، ورحل اغلب افراد الاسرة فيما حافظت هى على مهنتها وعملها .
ففى وسط مدينة دير البلح يلفت انتباه المارة الجدد فى الشارع التجارى ، مشهد الحاجة فتحية وهى تجلس امام محالها التجارى طوال اليوم دون تحرك او مغادرة المكان ، وكانها اصبحت من احد معالم دير البلح ورموزه ، فلم تتغيب يوما او تتاخر عن افتتاح باب رزقها التى حافظت عليه ، فيما يتعامل معها سكان المنطقة كاحد الوجوه البارزة فى الشارع والتى اعتادوا مشاهدتها والاطمئنان عليها .
وقد اعتادت الحجة فتحية على افتتاح محالها التجارى الذى عشقت فن الخياطة والحياكة من خلاله صباح كل يوم فى نفس الموعد ، وتجلس على الباب تتأمل المارة دون تدخل فى احد ، بانتظار زبائنها المهتمين فى شراء الاغطية والفراش والاقمشة ، وبيع الاكفان ايضا .
ولم تغلق الاستاذ محالها التجارى طوال ايام الحرب على قطاع غزة والتى امتدت 51 يوما ، وحافظت على جدولها العملى دون تغيير ، وخاصة كثرة الطلب على الاكفان التى تبيعها نظرا لسقوط الكثير من الشهداء فى المنطقة ، وتنفرد الاستاذ ببيع الاكفان فى دير البلح ، فيما اغلقت جميع المحال التجارية ابوابها طوال فترة الحرب.
وفى تجاعيد وجهها تحمل اهات التشرد من اراضينا المحتلة ، فيما تحمل اعينها صرخات الغضب تجاه المحتل الاسرائيلى الذى قام يقتل شقيقها وجدتها ووالدتها لحظة هجرتهم من اراضينا المحتلة ، حيث قام الاحتلال الاسرائيلى باطلاق الصواريخ عليهم فى النكبة الفلسطينية ، وشاهدت بام عينها لحظة دفن شقيقها وجدتها احياء وردم الرمال عليهم داخل حفرة بالقرب من منزلهم .
فيما اصيبت والدتها بشظية فى رأسها ، وغادروا المنزل باتجاه قطاع غزة كباقى كل اللاجئين ، ولم تتذكر الاستاذ عمرها او تاريخ ميلادها ، سوى انها حينما خرجت من اراضينا المحتلة كانت فى باكورة مرحلة المشى على اقدامها ، ومشت برفقة والدتها واسرتها باتجاه قطاع غزة .
ولم تتمكن من الدراسة والتعليم لحظة وصولها مرحلة الشباب بقطاع غزة ، واتجهت لشراء محال تجارى برفقة والدها الذى عمل فى التجارة ايضا على بعد عدة امتار من محالها الخاص بها ، حيث توفى والدها قبل ما يقارب عشرة سنوات .
وحافظت الاستاذ على مكانتها فى الخياطة والحياكة فى المكان ، وبعدها قامت ببناء منزلها بيدها فى منطقة معسكر دير البلح ، حيث قامت بحمل الرمال من البحر لبناء المنزل ، ثم تركته لتقيم فى محلها التجارى ، وقالت الاستاذ انها تنام فى محلها التجارى وحيدة منذ ما يقارب 35 عاما .
واشارت لدنيا الوطن خلال حديثها ان رحمة الله ابعدت عنها سقوط الصواريخ فى منطقتها او قرب محلها التجارى ، مؤكدة انها كثفت الدعاء خلال المرحلة الاخيرة من الحرب ، وقد استجاب الله لدعائها بايقاف الة الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة .
وعملت الاستاذ فى بداية حياتها داخل المحل الذى تتواجد بداخله منذ اكثر من 50 عاما ، حيث بدات حياتها ببيع تجهيزات الافراح وجمعت اموال طائلة من هذه التجارة ، انفقتها فى بناء منزلها ، وكانت تقوم بشراء الاعلام الفلسطينية وتبيعها لرجال المقاومة فى الانتفاضة الاولى والثانية ، لتقتصر عملها فى الخياطة والحياطة وبيع الاكفان فيما بعد ، ولم تنسى اى مبلغ مستحق لها على المواطنين الذين لم يدفعوا منذ عشرات السنوات ، وما زالت تحفظ اسمائهم جيدا .
وقالت الاستاذ لدنيا الوطن ان الطلب على الاكفان خلال فترة الحرب كان كثيرا ، ونظرا لانفرادها ببيع الاكفان لم تتأخر فى توفير اى كفن للشهداء ، وتقوم بتجهيز العطور والحناء لمن يرغب من الزبائن بجانب الكفن ، وترفض ترك هذه المهنة رغم كبرها فى السن .
وتسأل الاستاذ اهل الميت اذا كان الميت ذكرا او انثى ، ويختلف تجهيز الكفن للاثنين ، حيث يتم تجهيز كفن الذكر مضافا بحطة رأس اضافية ، واذا كانت انثى يتم وضع شاش لتغطية رأسها ، ويبلغ سعر الكفن الذى تبيعه 180 شيكل حسبما افادت .
وتبلغ مساحة القماش الذى يغطى به الميت عشرة امتار ، ويكفن الميت ثلاثة مرات بطرق شرعية ، وفى بداية غسل الميت يكون بطريقة الوضوء ، ومن ثم الغسل كاملا ، ومن ثم الوضوء مرة اخرى ، ويكفن داخل القماش ثلاثة مرات ، ويشترط على مغسل الميت الطهارة والوضوء .
وتمنت الاستاذ فى نهاية حديثها النصر للشعب الفلسطينى ، وان تعود الى بيتها الذى تهجرت منه ، وان لا تعود الحرب على قطاع غزة ، مسطرة بذلك نموذج يحتدى به للمرأة الفلسطينية للنضال والكفاح .
سطرت المسنة فتحية خليل الأستاذ نموذجا في كفاح المرأة الفلسطينية منذ الهجرة عام 1948 حتى يومنا ، فمنذ بداية حياتها عملت جنبا إلى جنب مع والدها فى التجارة لتساعده فى الحياة ، ورحل اغلب افراد الاسرة فيما حافظت هى على مهنتها وعملها .
ففى وسط مدينة دير البلح يلفت انتباه المارة الجدد فى الشارع التجارى ، مشهد الحاجة فتحية وهى تجلس امام محالها التجارى طوال اليوم دون تحرك او مغادرة المكان ، وكانها اصبحت من احد معالم دير البلح ورموزه ، فلم تتغيب يوما او تتاخر عن افتتاح باب رزقها التى حافظت عليه ، فيما يتعامل معها سكان المنطقة كاحد الوجوه البارزة فى الشارع والتى اعتادوا مشاهدتها والاطمئنان عليها .
وقد اعتادت الحجة فتحية على افتتاح محالها التجارى الذى عشقت فن الخياطة والحياكة من خلاله صباح كل يوم فى نفس الموعد ، وتجلس على الباب تتأمل المارة دون تدخل فى احد ، بانتظار زبائنها المهتمين فى شراء الاغطية والفراش والاقمشة ، وبيع الاكفان ايضا .
ولم تغلق الاستاذ محالها التجارى طوال ايام الحرب على قطاع غزة والتى امتدت 51 يوما ، وحافظت على جدولها العملى دون تغيير ، وخاصة كثرة الطلب على الاكفان التى تبيعها نظرا لسقوط الكثير من الشهداء فى المنطقة ، وتنفرد الاستاذ ببيع الاكفان فى دير البلح ، فيما اغلقت جميع المحال التجارية ابوابها طوال فترة الحرب.
وفى تجاعيد وجهها تحمل اهات التشرد من اراضينا المحتلة ، فيما تحمل اعينها صرخات الغضب تجاه المحتل الاسرائيلى الذى قام يقتل شقيقها وجدتها ووالدتها لحظة هجرتهم من اراضينا المحتلة ، حيث قام الاحتلال الاسرائيلى باطلاق الصواريخ عليهم فى النكبة الفلسطينية ، وشاهدت بام عينها لحظة دفن شقيقها وجدتها احياء وردم الرمال عليهم داخل حفرة بالقرب من منزلهم .
فيما اصيبت والدتها بشظية فى رأسها ، وغادروا المنزل باتجاه قطاع غزة كباقى كل اللاجئين ، ولم تتذكر الاستاذ عمرها او تاريخ ميلادها ، سوى انها حينما خرجت من اراضينا المحتلة كانت فى باكورة مرحلة المشى على اقدامها ، ومشت برفقة والدتها واسرتها باتجاه قطاع غزة .
ولم تتمكن من الدراسة والتعليم لحظة وصولها مرحلة الشباب بقطاع غزة ، واتجهت لشراء محال تجارى برفقة والدها الذى عمل فى التجارة ايضا على بعد عدة امتار من محالها الخاص بها ، حيث توفى والدها قبل ما يقارب عشرة سنوات .
وحافظت الاستاذ على مكانتها فى الخياطة والحياكة فى المكان ، وبعدها قامت ببناء منزلها بيدها فى منطقة معسكر دير البلح ، حيث قامت بحمل الرمال من البحر لبناء المنزل ، ثم تركته لتقيم فى محلها التجارى ، وقالت الاستاذ انها تنام فى محلها التجارى وحيدة منذ ما يقارب 35 عاما .
واشارت لدنيا الوطن خلال حديثها ان رحمة الله ابعدت عنها سقوط الصواريخ فى منطقتها او قرب محلها التجارى ، مؤكدة انها كثفت الدعاء خلال المرحلة الاخيرة من الحرب ، وقد استجاب الله لدعائها بايقاف الة الحرب الاسرائيلية ضد قطاع غزة .
وعملت الاستاذ فى بداية حياتها داخل المحل الذى تتواجد بداخله منذ اكثر من 50 عاما ، حيث بدات حياتها ببيع تجهيزات الافراح وجمعت اموال طائلة من هذه التجارة ، انفقتها فى بناء منزلها ، وكانت تقوم بشراء الاعلام الفلسطينية وتبيعها لرجال المقاومة فى الانتفاضة الاولى والثانية ، لتقتصر عملها فى الخياطة والحياطة وبيع الاكفان فيما بعد ، ولم تنسى اى مبلغ مستحق لها على المواطنين الذين لم يدفعوا منذ عشرات السنوات ، وما زالت تحفظ اسمائهم جيدا .
وقالت الاستاذ لدنيا الوطن ان الطلب على الاكفان خلال فترة الحرب كان كثيرا ، ونظرا لانفرادها ببيع الاكفان لم تتأخر فى توفير اى كفن للشهداء ، وتقوم بتجهيز العطور والحناء لمن يرغب من الزبائن بجانب الكفن ، وترفض ترك هذه المهنة رغم كبرها فى السن .
وتسأل الاستاذ اهل الميت اذا كان الميت ذكرا او انثى ، ويختلف تجهيز الكفن للاثنين ، حيث يتم تجهيز كفن الذكر مضافا بحطة رأس اضافية ، واذا كانت انثى يتم وضع شاش لتغطية رأسها ، ويبلغ سعر الكفن الذى تبيعه 180 شيكل حسبما افادت .
وتبلغ مساحة القماش الذى يغطى به الميت عشرة امتار ، ويكفن الميت ثلاثة مرات بطرق شرعية ، وفى بداية غسل الميت يكون بطريقة الوضوء ، ومن ثم الغسل كاملا ، ومن ثم الوضوء مرة اخرى ، ويكفن داخل القماش ثلاثة مرات ، ويشترط على مغسل الميت الطهارة والوضوء .
وتمنت الاستاذ فى نهاية حديثها النصر للشعب الفلسطينى ، وان تعود الى بيتها الذى تهجرت منه ، وان لا تعود الحرب على قطاع غزة ، مسطرة بذلك نموذج يحتدى به للمرأة الفلسطينية للنضال والكفاح .
التعليقات