غزة تحت الحماية الدولية مثل كوسوفو

غزة تحت الحماية الدولية مثل كوسوفو
بقلم : عبدالله عيسى

حديث الرئيس أبو مازن عن وضع قطاع غزة تحت الحماية الدولية عندما قال :" "التطمين الوحيد لأهل غزة أن هناك حل سياسي والى حين ذلك حماية دولية مثل كوسوفو" في غاية الأهمية ولكن الظروف تختلف بين كوسوفو وقطاع غزة .

هنالك نماذج متعددة شهدها العالم كحل سياسي وحاول الفلسطينيون تطبيقها ولكن هذه التوجهات فشلت لسبب واحد أننا نتعامل مع إسرائيل والتي تحظى بتأييد مطلق من أمريكا تحديدا .

فقد استبشر الفلسطينيون بزوال النظام العنصري في جنوب إفريقيا وتولي الزعيم نيلسون مانديلا رئاسة دولة جنوب إفريقيا ولكن لم يكن باستطاعة الفلسطينيين تطبيق هذا النموذج مطلقا للرفض الإسرائيلي –الأمريكي في حين كانت أمريكا داعمة قوية لإزالة نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا .

واحتفل العالم بزوال الاستعمار من كافة أنحاء العالم وبقيت إسرائيل الاستعمار الاخير وتجاهلها العالم وتحدثوا بكلام خجول عن القضية الفلسطينية .

وفي كوسوفو ارتكب الصرب مجازر كما ارتكبت إسرائيل مجازر في قطاع غزة ولكن أمريكا قادت الحرب الجوية ضد الصرب بقرار من مجلس الأمن ودحرت الصرب ثم وضعت قوات دولية في كوسوفو تعدادها 17 ألف جندي لحماية كوسوفو .. فهل تفعل أمريكا والمجتمع الدولي لحماية قطاع غزة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل كما فعلت مع كوسوفو .

المشكلة هي ذاتها دائما أن مشكلتنا مع إسرائيل وعندها الكل يتوقف .. ومن هنا تستطيع السلطة التوجه للأمم المتحدة لطلب الحماية الدولية لقطاع غزة ولكنها ستواجه بلوبي أمريكي - إسرائيلي رافض للقرار الاممي والتنفيذ يحتاج لقرار مجلس الأمن وهناك استحالة أن توافق أمريكا صاحبة الفيتو .

الذي سيتحقق من هذا التوجه هو وسيلة ضغط على أمريكا وإسرائيل تحقق بعض المكاسب السياسية أو تعهد أمريكي بان لا تعيد إسرائيل عدوانها على غزة مقابل تراجع السلطة عن توجهها وستضع أمريكا شروطا إسرائيلية بالمقابل وهي نزع سلاح المقاومة أي سنعود للمربع الأول .

هذه الخطوة التي تحدث عنها الرئيس أبو مازن يمكن أن تكون ايجابية في حال جاءت بإطار خطة فلسطينية شاملة بالتوجه لمحكمة الجنايات الدولية وخطوات سياسية أخرى من شانها إدانة إسرائيل .
هذه الحقائق في السياسة الدولية لاتغيب عن الرئيس ولكن اعتقد ان المقصود هو ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الاسرائيلية .

التعليقات