تضرر قطاع السياحة والفنادق بسبب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة

تضرر قطاع السياحة والفنادق بسبب العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة
رام الله - دنيا الوطن
زكريا المدهون تكبد عامر سلمي صاحب 'فندق الجزيرة' على شاطئ بحر مدينة غزة، خسائر فادحة أبرزها كما يقول 'ضرب موسم الصيف'، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من خمسين يوما.

جلس سلمي وحوله مجموعة من العمال على مدخل الفندق وهو يقول: 'خلال الشهر الجاري فقدنا حجوزات لحوالي 90 فرحا، وبالتالي خسرنا 150 ألف دولار.'

ويضم فندق الجزيرة الملاصق لشاطئ البحر ثلاث قاعات كبرى مخصصة للأفراح، وجرى إعادة بنائه من جديد بعد قصفه في عدوان 2008 وتسويته بالأرض.

وأضاف سلمي لـ'وفا'، 'غالبية الأفراح تم إلغاؤها بعد استشهاد أحد العرسان أو أقربائهما، كذلك آخرون اضطروا لتأجيل أفراحهم لعدة أشهر مراعاة للظروف الراهنة.'

وأشار إلى فقدان عشرات العمال لمصدر رزقهم خلال العدوان، منوها إلى أنهم تلقوا خسائر خلال شهر رمضان الذي يتخلله حجز القاعات للاحتفالات الدينية والإفطارات الجماعية التي تنظمها الشركات والمؤسسات.

ويقدّر رئيس هيئة الفنادق والمطاعم في غزة صلاح أبو حصيرة، حجم الخسائر الأولية للقطاع السياحي والفندقي في قطاع غزة بحوالي ثمانية ملايين دولار وهي مباشرة وغير مباشرة.

وقال أبو حصيرة لـ'وفا'، 'إن السياحة الداخلية تلقت ضربة موجعة جرّاء العدوان الإسرائيلي أبرزها توقف موسم السياحة خلال فصل الصيف'.

وأوضح أن الخسائر المباشرة تمثلت بأضرار جزئية وبالغة بالمرافق السياحية، وأيضا تلف المواد الغذائية والمشروبات، بينما الخسائر غير المباشرة عبارة عن إلغاء أو تأجيل مواعيد الأفراح واسترجاع أموالهم من أصحاب الفنادق.

وعن دور الهيئة في دعم المتضررين، قال أبو حصيرة: 'نحن نقوم بإحصاء وحصر الأضرار لتقديمها إلى الجهات المختصة لمحاولة دعمهم وتعويضهم.'

من ناحيته، قال أحمد النعسان الذي يعمل إداريا في 'فندق في': 'إن الموسم الحالي من أسوأ المواسم التي مرت علينا بسبب العدوان الإسرائيلي على القطاع.'

وأوضح النعسان 'أنهم تكبدوا خسائر كبيرة لا سيما حجوزات الأفراح خلال فصل الصيف والتي قدرها بـ 55 فرحا فقط خلال الشهر الحالي الذي يشهد ذروة الأفراح في القطاع سيما أنه يأتي بعد شهر رمضان.'

وأشار إلى أن خسائر حجوزات الأفراح حوالي 65 ألف دولار، منوها إلى تضرر العديد من نوافذ الفندق بسبب القصف الإسرائيلي.

وأضاف، غالبية الأفراح تم إلغاؤها بسبب استشهاد أحد أقارب العروسين أو أحداهما، أو تأجيلها لمواعيد لاحقة، متطرقا إلى خسائر عمال الفندق بسبب توقف العمل.

وطال العدوان الإسرائيلي 'فندق قصر جبريل' الملاصق لفندق فيينا، والذي تكبد هو الآخر خسائر كبيرة كما يقول العاملون فيه.

وأوضح أمير أبو ضلفة أحد الإداريين في الفندق لـ'وفا'،' القصف الإسرائيلي أدى إلى تحطيم النوافذ وتصدع الجدران واشتعال النيران وتضرر الأثاث.'

وقدّر أبو ضلفة خسائر الفندق المادية فقط بحوالي 50 ألف دولار، إضافة إلى الخسائر الناتجة عن سحب حجوزات الأفراح، مشيرا إلى فقدان 12 عاملا لمصدر دخلهم الوحيد خلال فترة العدوان.

ويؤكد الباحث والمتخصص في مجال السياحة المحلية الدكتور عبد القادر حماد، أن العدوان الإسرائيلي ألحق أضرارا فادحة بكافة مناحي الحياة الفلسطينية، حيث بلغت الخسائر الناجمة عن العدوان العسكري الهمجي ضد قطاع غزة عدة مليارات من الدولارات.

وقال حماد لـ'وفا'، استهدفت قوات الاحتلال الفنادق والمعالم الحضارية والسياحية سعيا منها لتدمير البنى التحتية ومقومات الحياة الفلسطينية بكافة مجالاتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية الثقافية.

وتعرضت البنية الثقافية الفلسطينية كسائر المجالات الحياتية الفلسطينية الى استهداف قوات الاحتلال، في محاولة لطمس معالم الثقافة الفلسطينية وشواهدها بهدف مسح الهوية الثقافية الفلسطينية.

واستهدف الاحتلال خلال عدوانه العديد من المكتبات والمؤسسات الثقافية والأماكن الأثرية والمتاحف، والحق بها أضرارا فادحة، ما يؤشر على مدى حقده على الثقافة الفلسطينية ورموزها ومدى خوفه ورعبه من وجودها وتجذرها.

وبحسب حماد أدى الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ ثمانية أعوام إلى إصابة القطاع السياحي بغزة بشلل كامل، كما أوشكت شركات ومكاتب السياحة والسفر البالغ عددها 39 شركة ومكتبا في القطاع على الإفلاس نتيجة إغلاق المعابر وعدم حرية السفر، وأصاب الضرر أصحاب الفنادق السياحية البالغ عددها 12 فندقا سياحيا تحتوي على أكثر من 423 غرفة جاهزة لاستقبال النزلاء وتدنت نسبة الإشغال إلى الصفر.'

ولفت حماد إلى تأثر المطاعم السياحية والبالغ عددها 35 مطعما سياحيا، وأصبحت جميعها مهددا بالإغلاق نتيجة إغلاقها وعدم تغطية المصاريف الجارية، ما أدى إلى فقدان أكثر من 500 عامل لعملهم في المنشآت السياحية.






التعليقات