قراءة غير متأنية في خطاب الأجنحة العسكرية للمقاومة

قراءة غير متأنية في خطاب الأجنحة العسكرية للمقاومة
بقلم / المهندس نهاد الخطيب                                          

مهندس وباحث في العلاقات الدولية 

استرعى انتباهي  خطاب الأجنحة العسكرية للمقاومة  والذي عقد فوق الركام في منطقة الشجاعية فالخطاب ليس عسكريا محترفا فقط بل سياسيا  محترفا  وبإمتياز أيضا بل لا أبالغ إذا ما قلت أن هذا الخطاب يتضمن خارطة طريق وطنية  تصلح للبناء عليها وهو خطاب وطني قوي لاهو فصائلي ولا هو فوق قومي من النوع الذي يرسل اشارات معينة الى الاقليم على حساب الهم الفلسطيني بل على حساب الدم الفلسطيني وقد لمحت فيه ثلاث محاور ليست مرتبة ترتيبا زمنيا  بل ترتيبا يعكس الأولوية ودرجة الإلحاحية وذلك كالأتي   أولا  ... تكريس وتعزيز وتجذير الوحدة الوطنية الفائمة حاليا على مستوى المشاعر وكذلك على مستوى الفعل السياسي والعمل على مأسستها من  خلال  إعادة توحيد المؤسسات على أرضية توافقية لا تستثني أحدا من الكل الفلسطيني   وثانيا ..... مراجعة أساليب العمل الوطنى القديمة وتصويبها بإتجاه كفاحي تنموي  وعدم ترك ثغرات فيها تكون مثارا للإختلافات  البغيضة الذي قد يؤدي الى انقسامات أبغض منها وذلك على أرضية استيعاب الكل الفلسطيني في بوتقة وطنية واحدة  تحت شعار شركاء في القرار  شركاء في المسئولية شركاء في المصير وثالثا ..... وضع استراتيجيات وطنية واضحة غير منعزلة عن قراءة دقيقة وواقعية للمشهد الفلسطيني الداخلي وليست  بعيدة عن معادلات القوة  والصراع والنفود الدوليين بما لا يمس المصالح الوطنية الفلسطينية العليا للشعب الفلسطيني وثوابته في حدها الأدني والذي يمثله برنامج منظمة التحرير الفلسطينية  وإظهار مرونة كافية في التعامل مع حقائق السياسة الدولية وحتى وإن لم تكن دائما مستساغة بالنسبة لنا وذلك في إطار المرحلية الكفاحية  التى وافق عليها الشعب الفلسطيني منذ عقود  فلا فائدة مطلقا من  الاتفاق الفلسطيني على برنامج   غير واقعي   لا يأخذ بالحسبان  موازين القوى الدولية حاليا و لا يلقى حماسة عربية ولا تشجيع اقليمي ويقودنا الى حصار جديد يقفل تماما أي أفق أمامنا لتحصيل حقوقنا  ولو جزئيا سلما أو حربا . أعتقد بعد أن سمعت الخطاب أن الأجنحة العسكرية للمقاومة في غزة  وتحديدا قيادة القسام أكثر وعيا ونضجا  واستقامة من القيادة السياسية لحركة حماس وأنا أعتدر لصراحتي ولكن هذا رأيي والله المستعان فلقد رأيت في الخطاب أدبا  في اللغة  مع  الداخل الفلسطينيي  شركاء المسيرة وتجاهلا لأي مشاعر سلبية من قبل الجوار العربي  وهذا نضج سياسي وفكري  ورأيت أكثر من ذلك الاصرار على الوحدة الوطنية التي هي شرطا موضوعيا لتحقيق أي إنجاز وطني فلا  يظنن أحدا أنه يمكن تحقيق أية انجازات وطنية بدون وحدة وطنية بل أن العكس هو الصحيح بمعنى أن عدم الوحدة هي البوابة لضياع ما تم تحقيقه من انجازات  .

يمثل هذا الخطاب  , ان صدقت النوايا وأدعو الله أن تكون صادقة تطورا نوعيا بل انقلابا حميدا في الفكر الحمساوي  بعيدا عن سياسة رفض الأخر والتكفير والتخوين  والتهميش والإقصاء على المستوى الداخلي وكذلك بعيدا عن سياسة المحاور والتعاضد الأيدلوجي مع بعض قوى الاقليم ما يضر بمصالح الشعب الفلسطيني وذلك على المستوى الخارجي وعليه فإن هذا الخطاب قد يكون انطلاقة جديدة للعمل الكفاحي الفلسطيني بشقيه السياسي والعسكري  شرط ألا يمارس أحدا التقية السياسية   ويا أبا عبيدة الفلسطيني  لك مني سلام     يرحمكم الله

 

التعليقات