وماذا بعد أن غيرت المقاومة قواعد الاشتباك مع العدو الاسرائيلي

وماذا بعد أن غيرت المقاومة قواعد الاشتباك مع العدو الاسرائيلي
د.محمد بسيسو

كاتب ومحلل سياسي مختص بالشأن الصهيوني

 

لعمري أنت يا غزة الصمود ما بقيت ...واحتضن شعبك المقاومة وبدلا من انكسارها كما أراد العدو... كسرت المقاومة نظرية تحقيق التوازن الاستراتيجي كشرط للانتصار على العدو..

وتسائلنا جميعا هل يكفي تحقيق توازن الرعب والردع؟ هل فرضت المقاومة معادلات جديدة لم يأخذها عدونا في الحسبان..واستهان واستخف بالمقاومة...فسقطت عناصر النخبة من قواته فى كمائن المقاومة المحكمة جدا...واستدرجت المقاومة نخبة النخبة منها وضباطه بالأخص لمضجع موتها من مسافة صفر...

سلمت تلك الأيادي وخسئت كل الأصوات المرتجفة المرتعشة المتخوفة من هالة الجيش الاسرائيلي الكاذبة...فأخرست المقاومة النخبة ومن قبلها تلك الأصوات المزعجة سواء الفلسطينية منها والعربية والدولية... ونستثني من ذلك شعوب وحكومات أمريكا اللاتينية التي دعمت الحق الفلسطيني...والحكومات العربية التى وقفت معنا...

وماذا بعد...ان الرؤية الاستراتيجية يجب أن تستلهم من ذوي الخبرات العلمية...وكفانا مواقف ارتجالية ...خطة تحرير الارادة وتقرير المصير وقيام الدولة تفرض ذلك بقوة...هما خطان متوازيان ولكن في أهدافهما يلتقيان ..المقاومة بجميع أشكالها وعلى رأسها العسكرية....والثاني الهجوم السياسي بهدف اجترار جميع القرارات الدولية الخاصة بفلسطين من 194 قرار التقسيم 1948 إلى 2014 حتى يومنا هذا...باستخدام رجال القانون الدوليين من فلسطينين أو دوليين من أحرار العالم...



وإن كانت روية العقول المدبرة...المتدبرة...المتوضئة... الصابرة قد نجحت بإدارة المعركة العسكرية...باحتضان الشعب والتفافه حول مقاومته والدفاع عنها بكل ما امتلكنا من نفس...مال... الأب والابن والاخ والزوج وأساسيات معاشنا كالمسكن والمصنع بما يمثل من اقتصاد وامتداد لاستمرارية البقاء...

1.      لقد كسرت المقاومة نظرية الأمن القومي الصهيوني التي كان العدو يبرر بها حصوله على السلاح النووي والسلاح المتطور.

2.      فرضت المقاومة وأضافت إلى مفردات بالية دأب العدو استخدامها  مثل  " هدوء مقابل هدوء " إلى " معادلة الحصار مقابل الحصار"...وإلى نزوحنا المتكرر من 1948 إلى يومنا هذا في 2014 " معادلة النزوح مقابل النزوح"  وهو ما تجلى بنزوح سكان المستوطنات  وفرض حظرا للطيران كما هو يفرض ذلك على سماء غزة والضفة...وفرض حظر للتجوال كما يفرض علينا منذ 1967 وإلى يومنا هذا وتحديدا حرية السفر من وإلي داخل أراضينا المحتلة كما يفرضه علينا...

3.      اذا فالعين بالعين والسن بالسن والبادىء اظلم...

نريد التاكد من تحديد ما يلي لضمان نجاحنا 100%...

أولا: أن يكن أسلوبنا للمفاوض الجديد سباقا ، وأن نبدأ المساعي السياسية المخطط لها وتحديد ما هي النهاية التي سنصل اليها، وكذلك الأداة والامكانيات مع امكانية التعديل لو ثبت عدم مطابقته للواقع والتنفيذ...وذلك بوضع سلم الأولويات وفق مصلحتنا الوطنية العليا.

ثانيا: أن ناخذ في الاعتبار أن نربح تلك المفاوضات ولكن بثمن دفعناه من نضالنا بأرواحنا وممتلكاتنا، ولن يكون هناك ثمن جديد فنحن نفهم ماذا يريد العدو منا وماذا يرغب أن يسلبنا..وكما نحن نفهم عدونا علينا أن نفهم بعضنا البعض...دون أنانية أو أدني استئثار .

ثالثا: ولكي يتحقق ذلك علينا شحذ الهمم والتلاحم مع كل فئات شعبنا فصائل وغيرها فى الوطن وفى الشتات؛  بمعني استدراك الهمم حتى لا يضيع الجهد والاستماع الجيد بصوت هاديء وخطى محسوبة....

أدام الله المقاومة التي جعلت من دمائها مدادا لكلمات كل صادق ومحب لفلسطين، والقدس هي عنوان المرحلة ، واستراتيجياتنا مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام ورجاؤنا هو تحرير الأقصى أن يدنسه اليهود...اللهم هل بلغت ...اللهم فاشهد..

التعليقات