معاناة هجرة النكبة تتكرر

رام الله - دنيا الوطن
تتكرر المشاهد والعبارات في فلسطين فالاحتلال الإسرائيلي يستبيح فلسطين منذ عام 1948 فلم يتركوا حجر ولا بيتا إلا وقلبوه ولم يصادفوا مواطنا إلا وقتلوه أو أسروه ، وكان الشعب الفلسطيني يظن أن الهجرة ماتت ولكنها سرعان ما عادت تغزو قطاع غزة مرة آخري ، ولكن هذه المرة بأسلحة متطورة وفتاكة وأجيال ومعاناة جديدة .

فما حدث في قطاع غزة عام 2014 ما هو إلا تكرار لنكبة 1948 التي هجرت الكثير من بلادهم و في حديث مع المسنة صبحية الصلوي مهاجرة من أراضى السوافير ، الحاجة صبحية في بداية حديثها اكتفت بالقول " آخ يا أمي لو فيني أرجع على بلادي ودياري " ، وفي حديث معها عن الهجرة قالت صبحية بعد انتهاء زوجي من العمل كالعادة سمعنا صوت إنفجارات وإطلاق نيران ودخان كثيف ارتعبنا كثيرا ، انتقالا من حالة الانفجارات إلى الهجمات الهمجية على منازل المواطنين في البلاد لم يكتفوا من التدمير والسرقة فلم يتركوا شيئا على حالهُ ، وسادة قلوب الفلسطينيين عذابات من الخوف والحسرة على ما يحصل لهم ، قاموا بترك ديارهم وأرواحهم معلقة فيها خوفا من طائرات الاحتلال والقوة العسكرية التي كانت تملكها إسرائيل في ذاك الوقت ،هربا من السوافير إلى الفالوجة ليذوقوا مرارة الخوف والألم مرة آخري في الفالوجة بعد اقتحامها وتدميرها والسيطرة عليها .

انتقلوا من منطقة إلى آخري وصولا إلى قطاع غزة علما أنهم سوف يمكثوا فيها أيام قليلة ثم يعودوا إلى أراضيهم ، ثم تحولت هذه الأيام القليلة إلى شهور وسنوات وبدأت معاناة جديدة في القطاع فلم يجدوا مأوى لهم يحميهم من غزارة الأمطار سوى الخيام في ذاك الوقت ، هذه بعض الشهادات الحية التي عانت منها صبحية وما زال يعانون منها كل الفلسطينيين .

تفاصيل الهجرة تكررت مع المسنه ملكه الأزرق التي خرجت من بيتها هاربة من راشقات الرصاص تاركه بيتها وكل ما فيه وحتى زوجه المقعد منذ 4 سنوات تركته لأنها لم تجد أحد يحمله معها وجلست في مدارس الإغاثة في قطاع غزة لكي تحتمي وتشعر بالأمان ولكنها لم تشعر بأي شي سوا القلق وتأنيب الضمير لأنها تركت بيتها للأعداء كلا من صبحيه و ملكه هما الاثنين يرون لنا تفاصيل مكررة ولكن بمعالم جديدة وبأسلحة جديدة وبمعاناة نكاد أن نقول عنها تتطور .

نظرات ملكه يوجد فيها قليل من الأمل وتقول "بيتي قريب من هان بعد ما تخلص الحرب رح أرجع " ولكن لاجئه صبحيه فاقد الأمل بالعودة إلي أرض السوافير التي عبرت عن فقدانها للأمل بقليل من الدموع والنظر لصور زوجها الذي مات قبل أن يشم رائحة وطنه .

"البركة فيكو إن شاء الله أنتو بتشوف الأرض وترجعوها "بعد حديث مطول مع صبحيه عن مقاومة اليوم تفاءلت بعودة فلسطين لأهلها ولكنها لم تتفاءل بعودتها لفلسطين لأن سنها قد تقدم وحسب اعتقادها أنها حان موعد موتها ,الأزرق تختلف كل الاختلاف عنها تعيش تفاصيل الأخبار وتحلم في نومها بأنها تعود في صباح يوم الغد لبيتها وتعيش كما كانت تعيش هيا وزوجها قبل العدوان علي قطاع غزة قائله "والله كل يوم بدعي وبنام وانأ بدعي انو تخلص الحرب وارجع علي بيتي وبحلم كمان " معاناة الفلسطينيين لا تنتهي في انتظار فرج من الله يخفف ما يتعرضون لهُ في هذه الأيام ، والسؤال يبقي هل سيضرب العمق الإسرائيلي وتكسر قواعد اللعبة وتعود حيفا ويافا والرملة والقدس ؟

التعليقات