البرغوثي: براميل متفجرة وأسلحة مسرطنة أطلقت على غزة

البرغوثي: براميل متفجرة وأسلحة مسرطنة أطلقت على غزة
رام الله - دنيا الوطن
قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب د. مصطفى البرغوثي، اليوم الخميس، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدمت البراميل المتفجرة في عدوانها الأخير على قطاع غزة، كما استخدمت قذائف انشطارية، وأخرى تسبب مرض السرطان للمصابين، واليورانيوم المنضب.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، عقده د. البرغوثي في مركز وطن للإعلام، وعرض خلاله توثيقه لمشاهد العدوان والدمار أثناء زيارته لقطاع غزة عبر معبر رفح خلال العدوان، حيث تمكن من توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بالأرقام والصور والفيديو والشهادات الحية للمواطنين هناك.

وقال د. البرغوثي: الطائرات الإسرائيلية كانت تلقي البراميل المتفجرة على المدن والأحياء السكنية بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من الدمار الشامل والضحايا بدون تمييز، لأن هذه البراميل تسقط في كل مكان، وأنا شخصياً رأيت هذه البراميل في خزاعة والشجاعية وبيت حانون وشوكة وخان يونس ورفح وشمال غزة، ففي كل المناطق استخدموا البراميل المتفجرة، وهو ما يشكل مخالفة واضحة للقوانين الدولية وقوانين الحرب.

وتابع د. البرغوثي: كما استخدم جيش الاحتلال خلال العدوان 21 ألف طن من المتفجرات، وهذا يعادل قنبلتين نوويتين، وفق تقديرات الخبراء، كما استعملت أسلحة محرمة دولياً، فيها مادة تنكستون التي تسبب السرطان ولها تأثير مسرطن على المصابين بها، إضافة لاستخدام اليورانيوم المنضب، ولذلك نحن نطالب بلجنة خبراء دولية لفحص مدى انتشار الإشعاع.

وقال إن من يرى قصف الأبراج السكنية في غزة، يتبادر إلى ذهنه قصف أبراج التجارة العالمية في أمريكا، التي قتل فيها 4 آلاف شخص وشنت أمريكا حروب حول العالم لأجلها، وأوضح أنه لو كان في غزة عدد سكان الولايات المتحدة لاصبح عدد الشهداء في غزة 400 الف شهيد و1934000 جريح.

وانتقد تجرؤ بعض الدول بوصف العدوان أنه حق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، فيما لم يتحدثوا عن حق الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم، وقال: هل ماتت الكرامة؟ من حق شعبنا أن يدافع عن نفسه وهو تحت الاحتلال، ويكفي المقاومة فخراً انها لم تستهدف المدنيين وقتلت 65 جندياً، وهم يعتدون على غزة داخل حدودها.

وأكد د. البرغوثي على ضرورة التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، لردع إسرائيل عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الذي تعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة.

وأوضح أن العدوان على القطاع خلّف 2143 شهيداً، 83% منهم من المدنيين، حيث استشهد 85% منهم داخل بيوتهم، من ضمنهم 577 طفلاً و260 امرأة و101 مسن، إضافة لإصابة 11100، 3000 منهم سيصابون بإعاقات دائمة، فضلاً عن إبادة 70 عائلة بالكامل، ما يؤكد أنه لا يوجد مكان آمن من القصف في غزة.

وأشار د. البرغوثي إلى أن 145 عائلة فقدت 3 من أفرادها على الأقل، بمجموع 755 شهيداً، فيما خلّف العدوان قرابة 3 آلاف مواطن تعرضوا لإعاقة دائمة.

ولفت إلى أن 31 جمعية تخدم 200 ألف مواطن تم تدميرها بالكامل، فيما تم تهجير 460 ألف مواطن من بيوتهم، خلال 51 يوماً من العدوان.

وقال د. البرغوثي إن ما تراه العين المجردة في غزة لا يمكن أن تظهره الكاميرا، ولا يمكن وصفه بحجم ما حصل في الحرب العالمية الثانية، بسبب فظاعة وحجم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي، ما جعل من الدمار مشهداً عامّا في غزة.

وأشار إلى أن إسرائيل قصفت أبراجاً وعمارات سكنية بصواريخ وبراميل متفجرة، ما جعلها ركاماً.

وقال د. البرغوثي إنه وثق قصف بيت مكون من خمس طبقات ما أدى لانهياره تحت الأرض بعشرة أمتار بسبب شدة القصف الذي استهدفه.

وأكد أنه استناداً إلى إحصائية نشرها جيش الاحتلال عن عدد القذائف التي تم استهداف قطاع غزة بها، تظهر بأن كل ثانية على مدار 51 يوماً من العدوان شهدت سقوط قذيفة على غزة.

وأوضح د. البرغوثي أن المناطق التي تعرضت للقصف، فُرشت بالشظايا الحادة التي تحتوي على مادة سامة ومسرطنة تسمى "تنجستون"، كما تم استخدام القنابل المسمارية واليورانيوم المنضب، فيما بقيت القنابل التي لم تنفجر مثل الألغام وتسببت باستشهاد 7 مواطنين بينهم صحافيين.

وأظهر صوراً ومقاطع فيديو تظهر دماراً هائلاً في شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ما تسبب بانتشار الأمراض المعدية منها 15 حالة إصابة بمرض السحايا، وفق ما أظهرت فحوصات 12 فريقا طبيا من الإغاثة الطبية خلال زيارات نفذوها لمراكز الإيواء.

وأشار د. البرغوثي إلى أن القصف الإسرائيلي طال طواقم الإسعاف والصحافيين ومراكز إيواء النازحين، حيث قصفت 8 مستشفيات، منها مستشفى الوفاء الذي تمت تسويته بالأرض، وتعرضت 36 سيارة إسعاف للقصف، واستشهد 22 مسعفا، و18 صحافيا، فيما تم قصف 7 مراكز إيواء للنازحين في مدارس وكالة الأونروا، ما تسبب باستشهاد 80 مواطنا فيها.

وأوضح أن 450 مصنعا تعرضوا للتدمير بشكل كامل منها مصنع العودة الذي يعود تأسيسه لسبعينيات القرن الماضي، ما تسبب بخسارة قدرها 36 مليون دولار.

وفي تعليقه على الأهداف الإسرائيلية السياسية والعسكرية وراء العدوان، أكد د. البرغوثي أنها فشلت بسبب احتضان الشعب للمقاومة وبسالة المقاومة.

وقال إن إسرائيل وضعت أربعة أهداف للعدوان، وهي إعادة احتلال قطاع غزة واقتلاع المقاومة، وكسر الإرادة السياسية الفلسطينية، وفك العزلة السياسية الدولية عنها وضرب الوحدة الوطنية، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك.

ولفت إلى ارتفاع العزلة السياسية على إسرائيل خلال العدوان والى نجاح حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية في الاراضي المحتلة، كما أن إنتاج مصانعها انخفض بنسبة 50%، مقابل ارتفاع إنتاج المصانع الفلسطينية بنسبة 40%.

وبين د. البرغوثي أن العدوان والصراع لم ينتهِ ضد إسرائيل، إذ إنه لا يزال مفتوحاً في كل أنحاء الوطن من اجل ازالة الاحتلال وضد نظام الفصل العنصري الذي بناه.

وأظهر مقطع فيديو نشره د. البرغوثي استهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلي المسعفين والمواطنين بـ12 قذيفة، أثناء محاولتهم انقاذ عائلة السلك التي تعرض منزلها للقصف، ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى، مؤكداً أن قوات الاحتلال كانت تقصف المناطق المدنية، وفي أعقاب تجمع سيارات الإسعاف والصحفيين والمواطنين لإجلاء الجرحى والشهداء، كانت تقوم بقصف المنطقة بقوة لإيقاع أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوف المدنيين.

التعليقات