تلة رملية احتضنت طفلة طارت 50متر.الناجي الوحيد من مجزرة ضهير:صلاة الفجرانقذته من الالتحاق باسرته.صور

تلة رملية احتضنت طفلة طارت 50متر.الناجي الوحيد من مجزرة ضهير:صلاة الفجرانقذته من الالتحاق باسرته.صور
رام الله - دنيا الوطن-أسامة الكحلوت
أطفال عائلة ظهير في مدينة رفح هي صورة لآلاف الصور من الأطفال والرضع والنساء الذين قضوا في مجازر ارتكبتها قوات الاحتلال بحق المدنيين منذ بدء العملية العسكرية العدوانية على قطاع غزة.

قتل الأطفال في  مجزرة هي الأبشع في رفح بداية العدوان على القطاع ، حيث قضت الأسرة برفقة 19 من العائلة في قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلتها المكون من ثلاثة طوابق بطائرة من نوع أف 16 بمنطقة حي الزهور بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

رحلت الأسرة بكاملها سوى القليل منهم بعد عناية الله بهم ، حيث بدأ على ظهير احد أفراد هذه الأسرة والذي يعمل في مصلحة مياه بلديات الساحل في منطقة رفح بالتوجه للمسجد لصلاة الفجر، لينوى العودة بعدها إلى المنزل بعد انتهاء فترة عمله طوال الليل لخدمة المواطنين وإصلاح الأعطال في الشبكة .

عناية الله قدر للأسرة المكونة من 21 شخص أطفال ونساء ومسنين وفتيات بالاستشهاد ، ونجاة على  الذي استقبل الفاجعة لحظة صلاة الفجر ، وسندس التي خرجت من قلب الموت والدمار وحضن والدتها بعد قوة الانفجار الذي استهدف المنزل ، لتطير من نافذة المنزل على بعد 50 متر لتستقر على تلة ترابية احتضنتها ، وعثر عليها بعد ساعات من عملية القصف خلال بكائها ، بالإضافة لطفلين آخرين قدر لهم أن يكونوا شهود على المجزرة بحق أسرتهم .

على ظهير " 34 عاما "  الناجي الوحيد يتواجد في منزله شقيقته المتزوجة في مدينة خانيونس ،  بألم وحرقة يتذكر أسرته وزوجته وأبنائه ، حيث قال " تفاجئت باتصال من احد الأقارب حول منزلنا بعد انتهائي من صلاة الفجر مباشرة يبلغني باستهداف بجانب منزلنا ، وعلى الفور أدركت أن الاستهداف لمنزلي وقلت " عوضنا الله خيرا بالأسرة والمنزل " ،  وقد أنذرت اسرتى عدة مرات بضرورة إخلاء المنزل نتيجة الاستهدافات المتكررة في المكان ، واغتيال أقارب لنا بداية الحرب في نفس الشارع " .

ونجت الأسرة من استهداف سابق محيط المنزل بقذائف المدفعية ، مما دفع الأسرة للاتصال بالهلال الأحمر وتم إخلائهم من المنطقة بعدة سيارات للهلال الأحمر الذي نقلهم لمكان امن .

لم يتمكن على من الذهاب لمنزله الواقع في منطقة خطيرة وتحت نيران قذائف المدفعية الإسرائيلية حسبما افاد لدنيا الوطن، فاضطر للذهاب للمستشفى ليتابعهم عن قرب ، وفور وصوله للمستشفى شاهد أطفاله الاثنين صهيب ومنة ملقون على الأسرة بصحة جيدة ، بعد نجاتهم من الاستهداف ، ثم وصلت زوجته وأبلغته الطواقم الطبية بحالتها المستقرة ، ونظرا لحملها في أشهرها الأخيرة ، تم نقلها لقسم الولادة في المستشفى الاوروبى ، ليتم إبلاغه بعد ساعات أن زوجته استشهدت نتيجة إصابتها إصابة مباشرة بحجارة من المنزل في ظهرها .

واستشهد أيضا في المنزل والدته تركية خليل ظهير " 67 عاما " ، وشقيقه الصحفي عزت ظهير " 24 عاما " ، وياسمين احمد ظهير " 24 عاما " ، وابنتها تسنيم محمد ظهير " 3 أعوام " ، ووفاء عبد الرازق ظهير " 24 عاما" ، وعمر سلامة ظهير " 38 عاما " ، وابنته مارى " 13 عاما " ، وعمر " 5 أعوام " ،وحمادة " 11 عاما" ، ومؤمن عمر ظهير " 10 أعوام " ، وغيداء عمر ظهير " 7 أعوام ، وريما عبد العزيز ظهير " 32 عاما " ، ومحمود ظهير " 48 عاما " ، وزوجته جمالات " 38 عاما " ، وبناته شروق " 21 عاما ، وعلا " 19 عاما " ، واروي " 17 عاما " ، وسلامة " 13 عاما" ، ومحمد محمود ظهير " 8 أعوام "

وتابع على لدنيا الوطن " وخلال تواجدي في المستشفى حضر أول الشهداء الذين تطايروا خارج المنزل من شدة الانفجار والصواريخ التي سقطت على المنزل ما يقارب عشرة من اسرتى  ، وتم تشييعهم ودفنهم في المقبرة مع ساعات الظهيرة ، واستمرينا بالبحث عن الناجين حتى ساعات المساء من اليوم الثاني ، وانسحبنا من المكان وابتعدنا برفقة الجرافات والآليات الثقيلة بعد إنذار منزل احد الأقارب في نفس الشارع بالقصف ، وبعد قصفه عدنا للمكان لنبحث من جديد عن الناجين " .

حكاية مأساة امتدت يومين كاملين في العثور عن الناجين والشهداء أيضا من تحت ركام المنزل المكون من ثلاث طوابق ، حيث عاد فريق من شبان العائلة تناوبوا في البحث عن الناجين داخل المنزل ، حتى ساعات فجر اليوم التالي ، حيث يصل عدد أفراد عائلة ظهير في مدينة رفح ما يقارب 10 ألاف نسمة .

وعثر على بقية الشهداء في اليوم الثاني من البحث وتم تشييعهم من جديد في جولة جديدة ودفنهم بجانب أفراد الأسرة الذين تم دفنهم في اليوم السابق .

وبذلك نجا على خلال صلاة الفجر برفقة ابنيه الاثنين وابنة أخيه سندس ، التي ستبقى شاهدة على مجازر الاحتلال بعد أن دخل الصاروخ منزلهم وطارت من يد أمها التي استشهدت لتنظر لهم من بعيد على سفوح تلة رملية قريبة من المنزل ، حيت تم اكتشافها بعد ساعات من البحث عليها داخل المنزل ، بعدما أجهشت بالبكاء.

كما نجا محمود " 11 عاما " ابن شقيقه الأكبر بعدما قام والده بإرساله إلى منزل جده وسط مدينة رفح ، حاملا ذكرياته الأخيرة من المنزل ، ولم يدرى الطفل انه لن يعود للمنزل ولن يرى أسرته بعد اليوم ، ليأخذ بثأرهم حيث يكبر .

شعور لم يشعر به إلا المصاب نفسه بعد فقدان الأسرة والمنزل بالكامل ، هكذا انهي على حديثه مع مراسل دنيا الوطن حيث ما زال يصر على إعادة تحديه للضربة التي تلقاها في أسرته ، وسيقوم بممارسة حياته من جديد ويعود لعمله ، وسيتزوج لينجب أطفال يعمرون المنزل ويأخذوا بثأر الأسرة .

















التعليقات