رامي الحمد الله ومكائد السلطة

رامي الحمد الله ومكائد السلطة
بقلم : عبدالله عيسى

لا يوجد دولة في العالم تقوم بعملها على أكمل وجه ثم تتفرغ في عطلة نهاية الأسبوع للمكائد والدسائس والصراعات السياسية الداخلية وإذا لم يتسع الوقت ينتهز الوزير فرصة إجازة العيد أو الإجازة السنوية ليأخذ راحته في الرد على المكائد الداخلية أما وقت العمل الرسمي فلا مكائد ولا صراعات والوقت كله مكرس لخدمة الموطن وتامين راحته وسبل الحياة الكريمة .

طبعا هذا كلام غير صحيح على الإطلاق ولا أساس له من الصحة فالصراعات والمكائد والدسائس إن وصلت إلى حد معين ستأخذ من وقت الوزير وتنعكس على الغفير وتقضي الحكومة معظم وقتها وليس جزءا منه في محاربة الدسائس والصراعات الداخلية ويصبح وقت العمل المخصص لتسيير دواليب الحكومة في خبر كان .

في عهد رئيس وزراء تونس محمد مزالي في الثمانينات ابتليت الحكومة بصراعات ودسائس من مستوزرين فعلوا ما لم يفعله المماليك في صراعاتهم الداخلية من اجل الوزارة . وبعد إقالة مزالي قال كلمة ذات معاني كثيرة :" كنت اقضي 80% من وقتي في الصراعات الداخلية و20% من وقتي لتسيير دواليب الحكومة ".انتهى الاقتباس .

وفي هذه الحالة كانت حصة الشعب 20 % من وقت الحكومة .. وقد أوردت هذا المثال لأفند مقولات خاطئة أنها "صراعات الناس اللي فوق وإحنا مالنا " .. إنها مقولة خاطئة بل أنها تمس حياتنا جميعا ومن يخترعون الإشاعات الكاذبة وصراعات وهمية تستهدف الحياة والخدمات التي يتطلع إليها المواطن قبل مصالح مروجي الإشاعات .

لدينا حكومة وفاق وطني ارتضاها الشعب الفلسطيني وكافة القوى والفصائل بإجماع شعبي وفصائلي وعلى راسها فتح وحماس  وتحظى بثقة الرئيس ابو مازن وخبرنا مصداقية ونزاهة ووطنية د. رامي الحمد الله وحكومته فلماذا تتعمد صحيفة إسرائيلية تلفيق قصص لا أساس لها من الصحة حول انقلاب مزعوم على السلطة وان د . رامي الحمد الله كشف المؤامرة .. فإذا كان د . رامي الحمد الله قد كشف المؤامرة فأين أجهزة السلطة وما هي المعلومات التي يمكن للحمد الله أن يعرفها ولا تعرفها أجهزة السلطة ؟!!.

وهل الدكتور سلام فياض الذي استقال طواعية وترك كل شيء خلف ظهره يريد الآن أن يتآمر عبر المعونات إلى غزة المنكوبة .. قصص ملفقة لو دققنا قليلا في رواية الصحيفة الإسرائيلية لوجدناها متناقضة في كل محاورها .

روايات إسرائيلية متعددة خرجت في نفس الوقت وجميعها تريد إحداث بلبلة على مستوى السلطة وستظهر روايات أخرى لنفس الهدف وهو إدخال السلطة في صراعات داخلية وإحباط حكومة الوفاق الوطني .

إن وسائل الإعلام والمواطن والقوى الوطنية معنية بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وسد الطريق على الصراعات التي إن وجدت ستكون على حساب تطلعات الموطن لحياة أفضل وعلى الخدمات التي تقدمها الحكومة للشعب ولا سيما أن أمام حكومة الحمد الله مهام جسيمة في المرحلة القادمة تتعلق بإعادة اعمار غزة وتوفير المأوى لعشرات آلالاف من العائلات الفلسطينية بغزة والتي تعيش الآن في مراكز إيواء وفي المدارس ومهام كبيرة تتعلق بحياة المواطن في الضفة ومثل هذه المهام تحتاج إلى ضعف عدد الوزراء الحاليين .

إن حكومة الحمد الله بحاجة إلى مزيد من المؤازرة الشعبية لتقوم بواجباتها تجاه أهلنا بغزة وهي أهم بكثير من إشاعات تنشر هنا أو هناك وأي عائلة غزية مشردة في مركز إيواء تنتظر من حكومة الحمدالله العون العاجل ولا يهمها خزعبلات إعلامية ومن يستطيع مساعدة اهلنا بغزة سواء فياض أو غيره سيجد الشكر من شعبنا وفي هذا فليتنافس المتنافسون .. كل الطاقات والإمكانات يجب أن تتوجه لإغاثة أهلنا بغزة  بعد أن وضعت الحرب أوزارها.

التعليقات