أحد الناجين من مجزرة قاعدة سبايكر في ضيافة النائب الحكيم لسماع شهادته

رام الله - دنيا الوطن
استضاف النائب المستقل الدكتورعبد الهادي الحكيم احد الناجين من قاعدة سبايكر للحديث عن المجزرة وتدوين شهادته بعد ان نجا من المذبحة المروعة التي تداخلت فيها الأحقاد الطائفية والاستخفاف والاستهانة بالأنفس البريئة والإنسانية والمباديء الحقة وقيم الأخلاق وكل ما يمت بصلة الى الدين والأعراف
والتقاليد .

الناجي  ( ثائر كريم جياد ) وهو من أهالي ناحية القادسية
نحو 50 كم جنوب النجف الاشرف سرد وبمرارة والرعب رحلته المضنية من بين مشاهد الموت الجماعي بجميع أدوات القتل للمئات وربما الآلاف من زملائه بعد الفصل بينهم على أساس
طائفي بحت حيث تم سؤالهم عن انتمائهم الطائفي هل ( أنت شيعي أو سني ) ، وما ان يعلن الأسير انتماءه لمذهب أهل البيت ( ع ) حتى يصدر قرار التصفية والقتل بشراسة وغلظة بحق
هذا البريء لأنه ( رافضي ) على حد تعبيرهم ، حيث يتم بعد ذلك سوقهم للاصطفاف المصحوب بالضرب العنيف والركل الشرس والكلام البذيء إلى حيث موقع الإعدام الجماعي.

شهادة الناجي (ثائر) لا تختلف معظم تفاصيلها عن العدد الضئيل ممن نجا من المجزرة إلا أنها تختلف في مكان وطريقة الإعدام
الجماعي لضيوف قاعدة سبايكر من الجنود والمراتب الذين غادروها مجبرين بعد أن انتزعت أسلحتهم وسرحوا إلى العراء بلا دليل ولا سيارة نقل ولا حتى حماية توصلهم الى حيث نهاية الخطر الذي داهم تكريت بعد الانهيار في الموصل فأصبحوا تحت رحمة عصابات داعش التي اجتاحت المنطقة ، فيما كانوا قد سرحوا من قبل قادتهم من قاعدتهم العسكرية بدعوى   ( الإجازة ) .

تردد في كلامه كثيرا ضابط برتبة ( عقيد ركن) مسؤول الدورة والذي اجتمع بهم قبيل إخراجهم من القاعدة وابلغهم بانهم منحوا (
إجازة ) وان سيارات جاهزة عند بوابة القاعدة سوف تقلهم الى سامراء الامر الذي رسم علامات استفهام كثيرة لديهم – بحسب قوله – ابتدأت من سحب الموبايلات الى سحب السلاح الى عملية إخراجهم من القاعدة وسط أجواء انسحاب قطعات عسكرية من الموصل الى القاعدة العسكرية في تكريت والتي بدأت علائم انهيارها الأمني وسقوطها بيد الدواعش شيئا فشيئا ، إلى ان عملية  ( بيعهم ) – حسب تعبيره – تكشفت بعدما تبيّن ان السيارات التي بانتظارهم هي سيارات داعش التي أقلتهم إلى حيث المجزرة الدموية والتي لم يشهد لها تاريخ العراق الحديث تفاصيل
كتفاصيلها.

أرغموا بعدها على صعود الشاحنات  وهم على ريبة رغم ان نداء القوم أنها ستقلهم الى سامراء – وهو نفس الوعد الذي قطع لهم من قبل العقيد الركن (الذي نتحفظ على ذكر اسمه لحين انتهاء التحقيق) قبيل خروجهم من معسكرهم صباح يوم الخميس 12/6/2014 م .

دخلنا القصور الرئاسية – يقول ثائر – وإذا برايات
داعش تملأ المكان ووجوه كالحة تعج بأسلحتها وهمسهم فيما بينهم ( كلهم روافض ) في إشارة
الى قوافل العجلات التي تقل المغدورين عندها تبدأ مرحلة أخرى من الرعب والوحشية
والغدر والهمجية حيث افتتح سوق الطائفية بغير لثام .

تم عزل أبناء الطائفة السنية لإعلان توبتهم ومن ثم قبولها من قبل زعيم داعش أبو بكر البغدادي بينما فجرت آلة القتل انهار الدم
بحق أتباع أهل البيت ( عليهم السلام ) قتلا وتمثيلا ووزعت أشلاؤهم في أماكن متعددة منهم من قضى نحبه بالقرب من القصور الرئاسية ومنهم من تم ترحيله إلى الأودية والفيافي
ومنهم من كان النهر قبره المحتوم ، والصور التي نشرها إعلام داعش للتباهي يحكي جزءا يسيرا من المأساة التي حلت بالفتية المغدورين من أتباع شيعة أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) .

استطاع شاهدنا الناجي الهرب بعد ان أرخى الليل سدوله من بين أشلاء أخوته المغدورين وانهر الدم التي تجري من خلفه بعد ان
أعيّا عديد القتلى جلاده – حيث امتدت عمليات القتل من بعد ظهر يوم الخميس الى المساء - وانشغل الإرهابي الحارس باصطفاف المغدورين من أبنائنا على مقصلة الذبح الجماعي عندها انتهز شاهدنا الفرصة لائذا بجنح الليل إلى البساتين القريبة، ومنها
الى بعض المناطق التي كان يشعر انها خارج نطاق الذبح الطائفي، ومنها بات ليلته الدموية قبل ان تمتد اليه يد العون وبمساعدة بعض الخيرين هناك بركوب عجلة النجاة التي أقلته إلى قضاء بلد حيث التقط أنفاسه وصور الموت ورائحة الدماء تصطف امام عينيه قائلة ( لقد كتب الله لك عمر جديد ).

هذا وكان النائب الحكيم كان قد التقى جموعا من ذوي شهداء ومفقودي قاعدة سبايكر المتظاهرين أمام مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء ببغداد يوم الاثنين الماضي 26 /8/2014 م  .

واستقبل السيد النائب المتظاهرين عند مدخل المنطقة الخضراء برفقة عدد من النواب واستمع لمأساتهم وأبدى  تعاطفه مع مطالبهم وقد النواب المسقبلون لأهالي المغدورين إلى الجموع
باختيار ممثليين عنهم من اجل سماع طلباتهم وشهاداتهم حول القضية داخل مجلس النواب وبحضور عدد من النواب للوقوف على المعلومات التي يحملها ذوي المنكوبين والمغدورين في قاعدة سبايكر وقد تم اللقاء بالفعل من السيد رئيس مجلس النواب وأعضائه واستمع الى شهاداتهم حيث وعد بمتابعة التحقيق وكشف ملابساته  .
 
كما ونتحفظ على أسماء بعض العشائر في تكريت التي
وردت في حديث الشاهد واشار اليها بدائرة الاتهام لحين إكمال التحقيقات الجارية 

التعليقات