ماذا بعد انتهاء حرب غزة !؟

ماذا بعد انتهاء حرب غزة !؟
غزة _ (خاص ) دنيا الوطن _ عبدالله فؤاد
تنتظر غزة المرحلة الاكثر اهمية فى هذه المرحلة ، وتحديدا بعد الانتهاء من العدوان الغاشم على غزة الذى استمر واحد وخمسون يوما خلف خلالها دمارا وشهداء وجرحى وتدمير للبنية التحتية .

وسجلت غزة رقما قياسيا امام العالم اجمع فى صبرها وثباتها وصمودها امام الة حرب كانت لا تفرق بين طفل وأمرأة وشيخ ، ولا تميز الشجر عن البشر لربما كان الكل فى قائمة الاستهداف ، لكن اصرار الشعب على مدار فترة من الزمن وهو تحت النيران ان يحقق جزء من شروطه واخضاع الاحتلال لمطالب المقاومة ، فيما كان الصفعة الكبيرة لدى الاحتلال الاسرائيلى فى تلك الحرب هى توحيد الوفد الفلسطينى ولاول مرة فى تاريخ القضية الفلسطينية.

غياب اقليمى..

القيادى البارز فى حركة حماس " د. يحيى موسى العبادلة " يقول : لو ان المحيط الاقليمى كان يمثل رافعة بجانب غزة لكان الانجاز اعظم واكبر ، لكن المقاومة اعطت جهدا مشرفا وكبيرا ونحن راضون عن نتائج ذلك فى ظل غياب الموقف الاقليمى.

واوضح " العبادلة  فى اتصال لمراسل " دنيا الوطن " ان الحالة التى تحكم الوضع اثبتت للاحتلال ان المقاومة حققت جزء من المرحلة ، مشيرا الى ان المقاومة لن تنتصر على اسرائيل فى جولة قاضية لكن كل مرحلة لها انتصار جديد .

المقاومة الضمان الوحيد لاعمار غزة ..

وحول التفاف القيادة الفلسطينية مع المقاومة ، أكد ان الوحدة الوطنية تشكل رافعة حقيقية ، وما شهدته المباحثات الاخيرة من توحيد للوفد الفلسطينى تحت مشروع دعم المقاومة فى تحقيق اهدافه كان لاول مرة منذ تاريخ القضية الفلسطينية ، مبيبنا ان ذلك يعتبر انجازا كبيرا .

وطالب القيادى بحماس المقاومة الفلسطينية  والقيادة السياسية بعدم اعطاء الاحتلال صورة من الراحة وخاصة فى الاطار الدبلوماسى ، سيما ان صورته اهتزت فى نظر العالم بعد صمود غزة على مدار شهر ونصف من العدوان .

واعتبر "العبادلة" انه لاضمان للاحتلال فيما يخص اعمار غزة من بعد ما دمره الاحتلال بالحرب  ، بالتالى الضمان الوحيد لذلك هو المقاومة لان الاحتلال لايحترم اى ضمانات ونموذج صفقة وفاء الاحرار وغيرها حاضرا بالذاكرة . 

الهدف وقف نزيف الدم ... 

أما عضو القيادة العليا لحركة فتح " د. يحيى رباح" أكد ان الهدف الاول والاساسى فلسطينيا من اعلان الرئيس الفلسطينى لوقف الحرب على غزة خلال مؤتمره امس هو وقف نزيف الدم ووقف حجم الدمار الغير عادى ، لان ذلك كان اساس المرحلة حتى نتجنب سقوط ضحايا اكثر ومن ثم التوجه لمناقشة المطالب الفلسطينية  وان يكون شكلها الاصلى هو انهاء الاحتلال بشكل كامل.

ودعا " رباح" فى اتصال لمراسل "دنيا الوطن" كافة الاطراف  الى الاستمرار فى ترسيخ والحفاظ على هذه التهدئة ، ربما جاءت فى ظل وجود وحدة فلسطينية ، مشيرا الى ان بالوحدة الوطنية نصل الى كل مكان .

واشار الى ان الاحتلال كان يهدف بالدرجة الاولى الى الحاق اكبر قدر من التدمير حتى تبقى غزة لفترة طويلة مشلولة ، من خلال مضاعفة  حجم التدمير .

وحول ملف الاعمار ، قال ان هذا الملف هو مركزى ويجب ان يتم بنجاح  ، مبينا ان القيادة الفلسطينية امام اختبار حقيقى فى ظل وجود الوحدة ، داعيا بالوقت ذاته الحفاظ عليها حتى تتمكن اللجان التى ستشكل من كافة الشرائح من اعمار ما خلفه الاحتلال .

كما طالب ان يتم ملف الاعمار بمشاركة وطنية وشفافية ، معتبرا ان الاعمار هو تحدى وصفعة جديدة للاحتلال فى ظل غطرسته وعدوانه الذى خلف ذلك فى عدوانه على غزة

حالة من الاحباط ...

بدوره اعتبر الناشط السياسى " صبحى الجديلى " ان الاتفاق هزيل جدا اذا ما تم مقارنته بحجم التضحيات التى قدمها شعبنا واذا ماتم مقارنتها بتصريحات بعض قادة حماس .

واوضح "الجديلى " فى اتصال لمراسل " دنيا الوطن "  انه لن يتم التوقيع على اى اتفاق لا يشمل الميناء والمطار " ، هذا الاتفاق وغيره من التفاقات السابقة التى ابرمتها حماس هزيلة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان كل مايجرى التفاوض عليه ما كان موجود من البداية .

اما عن نجاح الوفد  بين ان هذا يعتمد على  مدى تماسكه وتوحده فى وجه الضغوط والتجاذبات ويعتمد على اليات عمله وخاصة فيما يتعلق بتواصله مع المجتمع الدولى ومؤسساته المختلفة بما فى ذلك التوقيع على وثيقة روما

اما عن اعمار غزة استبعد ان يكون هناك سرعة فى الاعمار قائلا :  لست متفائل كثيرا وخاصة فى ظل عدم وجود ضمانات قوية.

الى ذلك اعتبر المحامى " لؤى المدهون " القيادى البارز فى حزب فدا ان اتفاق  وقف إطلاق النار الذي تم برعاية مصرية هو اتفاق يلبي الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني ، خاصة فيما يتعلق برفع الحصار وفتح المعابر التي عانى منها سكان قطاع غزة أكثر من سبع سنوات والسماح بإدخال مواد البناء وإعادة الاعمار ،  ونتطلع أن تلتزم إسرائيل بما ورد في الاتفاق . 

وحول نجاح  الوفد  الفلسطينى في تحقيق مطالبه قال المدهون فى حديث لمراسل " دنيا الوطن " فى غزة : نحن نعتبر رضوخ حكومة الاحتلال الإسرائيلي لمطالب الوفد الفلسطيني وتأجيل التفاوض  على بعض المطالب المتعلقة بالمطار والميناء والأسرى بعد شهر من وقف إطلاق النار يعتبر هو نجاح فعلي للوفد الفلسطيني ، الذي يعتبر أول وفد فلسطيني موحد يضم إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية حركتي حماس والجهاد خاصة.

واوضح ان  هذا النجاح يقارن بالمعادلة التالية أن الجانب الإسرائيلي كان يشترط نزع سلاح المقاومة ثم تراجع عن ذلك وبدأ يتحدث عن هدوء مقابل هدوء ، دون تلبية مطالب الوفد الفلسطيني ولكنه تراجع وقبل بالمطالب الفلسطينية في حين ان الوفد الفلسطيني رفض كافة المطالب والشروط الإسرائيلية وهذا لا يعتبر نجاحاً فقط للوفد الفلسطيني بل انتصاراً للوفد الفلسطيني في معركته السياسية . 

وعن اعمار القطاع بين " المدهون " ان اعمار غزة سيكون على سلم أولويات الحكومة الفلسطينية والقيادة الفلسطينية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بل والأمم المتحدة ، خاصة ان اعمار غزة احد البنود التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار .

وكشف ان الحكومة الفلسطينية تعمل على قدم وساق وتسخر كل إمكانياتها عبر اللجنة الحكومية لإعادة الأعمار  للتحضير الجيد لضمان نجاح مؤتمر المانحين لأعمار غزة الذي سيعقد في جمهورية مصر العربية الشهر المقبل .

وفيما يتعلق أن ينضم اعمار غزة إلى وعودات كما كان في الحربيين الماضيين اعتقد أن لا يكون ذلك ، وذلك ان الحالة الفلسطينية في الحربيين الماضيين كان يسودها الانقسام الفلسطيني الذي شتت الجهد وجعل وعودات المانحين في مهب الريح مع الأخذ بعين الاعتبار أن كان هناك وعودات مالية بقيمة 7.4 مليار دور لأعمار غزة في الحربيين الماضيين من الدول المانحة ولكنها لم تحول هذه الأموال من قبل المانحين نتيجة هذا الانقسام ، ولكن اليوم لنا حكومة واحدة هي حكومة التوافق الوطني الكل يجمع عليها وهي العنوان الرسمي والشرعي للإشراف على عملية إعادة الاعمار ، لذلك اجزم وبكل قوة أن عملية الاعمار ستكون جديدة وستبدأ مباشرة بعد الانتهاء من مؤتمر المانحيين لأن الجميع يريد ان تكون غزة في المرحلة القادمة عامل استقرار للمنطقة .

من ناحيتها قالت الكاتبة والمحلل السياسية " ريهام عودة "  ان  قطاع غزة وسكانه بأشد حاجة الأن الي مساعدات انسانية عاجلة  تتمثل في تقديم مساعدات طبية عاجلة للجرحى و المصابين وتحويل الحالات الحرجة الي الخارج بأسرع وقت وتقديم دعم نفسي اجتماعي لسكان القطاع خاصة الذين تأثروا بأضرار الحرب بشكل مباشر .

ودعت  "عودة " فى حديث لـ" دنيا الوطن " الى ضرورة ايجاد حل سريع ومؤقت  لمشكلة النازحين الذين فقدوا بيوتهم أثناء الحرب الاسرائيلية  عن طريق  توفير لهم سكن كريم مؤقت لحين اعادة بناء بيوتهم المدمرة ضمن مشاريع اعمار غزة.

 أما من الناحية السياسية قالت  : ان هناك حاجة كبيرة لإعادة تقييم الوضع  السياسي  لقطاع غزة  من قبل القادة الفلسطينيين  بحيث يجب أن يتم ايجاد  حل سياسي عادل  يجنب سكان قطاع غزة ويلات الحروب  في المستقبل و يجب على حكومة الوفاق الوطني أن تعمل على تحسين الأوضاع الانسانية و الاقتصادية و السياسية في قطاع غزة و أن يتم استخلاص الدروس المستفادة  من  تجربة الحرب  من أجل  عدم تكرار سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في المستقبل و تجنب أية خسائر مادية و اقتصادية في المستقبل.

ترحيب حول توحيد القيادة...

يشار الى ان منذ توحيد الوفد الفلسطينى فى التفاوض مع الجانب الاسرائيلى بطريقة غير مباشرة عقدت  الفصائل والقوى الوطنية والإسلامي اليوم الأربعاء، اجتماعاً بمقر مكتب العلاقات الخارجية لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة غزة.

وشارك في الاجتماع كافة القوى الوطنية والإسلامية، بينهم الشيخ خضر حبيب القيادي في الجهاد، والقيادي بفتح فيصل أبو شهلا، والقيادي بحماس د. سامي أبو زهري.

وفى السياق ذاته توقع المعلق العسكري الاسرائيلى،  عاموس هرئيل، أن تصمد التهدئة، وأن يتم التوصل إلى اتفاق طويل الأمد «إذا ما لينت حماس» مطالبها في القضايا الخلافية، وأشار إلى أن التنسيق الوثيق مع مصر من شأنه أن يمنع القاومة من تجديد ترسانتها العسكرية.

وقال كانت إسرائيل تفضل إنهاء الحرب قبل ثلاثة أسابيع، بعد أن استكملت تدمير الأنفاق ، ومنذ ذلك الوقت تآكل الشعور بالإنجاز العسكري وساد الغضب المبرر على القيادة السياسية  والأمنية، لا سيما لدى سكان محيط غزة ".

وكان سكان قطاع غزة  آفاق اليوم الأربعاء, وهو اليوم الأول من اعلان وقف الحرب على غزة  " بوساطة مصرية وبشروط المقاومة , على واقع مرير,  محاولين  لملمة جراحهم بعد حرب ضروس عاشوا فيها  استمرت لـ" 51" يوما.

التعليقات