رؤية استشرافية تقدمية للمقاومة الفلسطينية للعدوان الإسرائيلي لغزة

رام الله - دنيا الوطن
اجتمع  نفر من المثقفين التنويرين وممثلين عن الاحزاب والفصائل الوطنية ومؤسسات المجتمع الاهلي والمرأة والطلاب بدعوة من المنتدى التنويري الثقافي " تنوير "  للتباحث حول " محرقة غزة " العدوان البربري الصهيوني المستمرعلى شعبنا في قطاع غزة  تحت عنوان : " رؤية استشرافية تقدمية للمقاومة الفلسطينية للمحرقة الصهيونية لغزة "

الحضور كان متنوعا ومسلحا بمواقف فكرية تنويرية جذرية تدعو للتغيير لما فيه مصلحة شعب وقضية فلسطين، وناقشوا بصدق، وعمق، ومسؤولية عالية ما يجري في غزة المدينة والقطاع المجازر والمذابح التي تقترفها حكومة الاحتلال الاسرائيلي على مرأى العالم اجمع فارضة بذلك منطق الغاب والبربرية والارهاب والقرصنة والحرب والاجرام والقتل والعلاقات اللاانسانية في كوكبنا ضاربة بعرض الحائط كل القيم الانسانية والاعراف والقوانين الدولية وحقوق الانسان.

 

الورقة التي قدمها د. يوسف عبد الحق عن المنتدى التنويري

وقبل الشروع في النقاش قدم المنسق الثقافي في المنتدى التنويري د. يوسف عبد الحق ورقة باسم المنتدى التنويري مكونة من سبع نقاط  كمدخلا مقتضبا للحوار ، لخصها في؛

تعاظم الحقد العنصري الصهيوني الذي تجلى في جرائم الحرب والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة. وتزايد قوة الدعم الامبريالي الامريكي للعنصرية الصهيونية حيث فتحت مخازن السلاح الامريكية للعدو الصهيوني بلا حساب، وتصاعدت صيحات الحكومات الامبريالية والامين العام لهيئة الامم الذين ادانوا الضحية وتركوا المجرمين الصهاينة.

 وأشاد الحق بتعاظم القدرة الدفاعية للمقاومة الفلسطينية في غزة ميدانيا من حيث الكم  والنوع وقدرتها على الدفاع عن الحقوق الوطنية للحاضنة الجماهيرية في كل من القطاع والضفة وفلسطيني 48 مقابل ضعف الحركة السياسية للسلطة الفلسطينية في دعم المقاومة ودرئ العدوان خاصة في ظل استمرار التنسيق الامني.

وسجل المتحدث غياب الفعل العربي الرسمي بل تواطئه، اضافة الى انقسامه وشرذمته بسبب غرق الحكم العربي في صراعات داخلية. ولاحظ غياب الدور القتالي لحلف الممانعة " المقاومة " للمشروع الامبريالي في المنطقة.

وألمح الى تحسنا طفيفا في دعم الجماهير العربية للمقاومة وبنسب متفاوتة في كل من الاردن واليمن والجزائر  وتونس والسودان ولبنان.

ونقد بالايجاب الدور المميز لدول امريكا اللاتيني لتعاظم دعمها للمقاومة الفلسطينية وخاصة باستدعاء سفرائها من تل الربيع في الوقت الذي أبقى الاشقاء في مصر والاردن عليهم دونما احتجاج!.

وأخيرا، نوه المتحدث لتعاظم التأييد الشعبي العالمي للمقاومة ومن قلب عواصم الدول الامبريالية حيث تجاوز عدد المتظاهرين المشاركين لبعضها الربع مليون شخصا مطالبين بصوت واحد بوقف المحرقة على غزة باعتبارها جريمة حرب ضد مدنيين عزل، ومطالبين حكوماتهم بطرد السفراء ووقف بيع الاسلحة للكيان الصهيوني، فاتحين بذلك حربا اقتصادية لا هوادة فيها بمقاطعة ومحاصرة وسحب الاستثمارات من " اسرائيل ".

 

أهم الافكار التي جاءت في مداخلات الحضور،

لم نسقط أيا منها لاهميتها وهي مشاهدات مهمة تؤسس لرؤية فلسطينية موحدة:

أشاد بعض الحضور  بالاداء النوعي الفلسطيني المقاوم وتأثيره على الاعلام العالمي بحيث انقلبت الصورة فغدا الاعلام الفلسطيني مصدر الخبر والمعلومة.  وأوصى المتحدث بالاستفادة المهنية القصوى من الحدث وأرشفة المجازر بالصوت والفلم والصورة لاستخدامها عند ذهابنا لمحكمة الجنايات الدولية، والتركيز على رواية فلسطينية متكاملة تروي الصراع الفلسطيني مع الحركة الصهيونية من الجذور مركزين على السياق التاريخي للقضية واغتصاب فلسطين من العصابات الصهيونية التي ارتكبت أفظع المجازر في القرن الماضي. وطالب بفصل الاعلام الرسمي عن الشعبي كونه لا يرقى ابدا لحجم التضحيات الفلسطينية الهائلة، ولم يوازي الاعلام الشعبي الذي اثبت نجاعته وسرعته ومهنيته ومسؤوليته في استخدام تكنولوجيا المعلومات في فضح الفظائع الاسرائيلية دقيقة بدقيقة وساعة اثر ساعة.

وانتقد بعض الحضورالفضائية الفلسطينية التي لم تنقل العدوان منذ البداية ولعبت دورا غير جادا في التأثير على الرأي العالمي، وتجنبت في البداية استخدام صور الاطفال الشهداء بأجسادهم المحروقة والممزقة .. وطالب بالاستخدام الراقي والمحترف للاعلام  الشعبي بغياب دور الاعلام الرسمي.

لفت بعض المتحدثين الى الاعلام الصهيوني الذي يصر ويصور الاعتداء على غزة وكأنه صراع مع حماس، ونبه الى هذا الفخ بأن ما يجري في غزة هو عدوانا همجيا بل محرقة متكاملة الابعاد، وأبان أن الحرب غالبا ما تجري بين قوتين متكافئتين، وما الفخ الآخر الا اصرار الاعلام الصهيوني بتصوير الصراع بين اسرائيل وحماس وليس بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني ومقاومته. وذكر بعضا من فضائل المقاومة الفلسطينية التي عززت المصالحة الفلسطينية وارتقت ميدانيا من زواج المصلحة الى وحدة الدم الفلسطيني وتوجت بوفد تفاوضي موحد، ثم صهرت وحدة الموقف بين القيادة العسكرية في الميدان والموقف الجماهيري الذي خرج بمظاهرات عارمة دعما للمقاومة ووقفا المفاوضات والتنسيق الامني. وتساءل فيما اذا كان المطلوب من قوى الممانعة الدخول في المعركة مباشرة علما بأن هذه القوى قدمت كل الدعم اللوجستي وسلحت ودربت فصائل المقاومة باعتراف الناطقين الاعلاميين لهذه الفصائل وخاصة ايران وسوريا وحزب الله.

متحدث آخر ركز على تعاظم الحقد الصهيوني وعدم التفريق بين يسار ويمين لان المجتمع الصهيوني توحد بيمينه ويساره حول قيادته كونه يعيش تاريخيا قلقا وجوديا ولانه لاول مرة يُضرب في عمقه وصميمه ويعتبر نفسه يخوض حرب وجود او لاوجود. ثم دعا بعدم الركون الى الرعاية الامريكية والرباعية والمؤتمر الدولي وهيئة الامم لان مواقفها منحازة بالمطلق مع القاتل الاسرائيلي والرواية الصهيونية، وتقوم الادارة بتسليح الجيش الصهيوني مباشرة، وماكنتها الاعلامية تعمل على غسل دماغ شعوبها وفبركة رواية أن الكيان الصهيوني " اسرائيل "  يدافع عن نفسه ومدنه ومواطنيه مقابلعن الارهاب الفلسطيني. ثم تطرق الى دور الشباب الفلسطيني الذي ولد وعاش وتطبع في فترة اوسلو بأنه لا يمكن تدجينه وكي وعيه بقبول الاحتلال ومستوطنيه وأنه لو اتيح له الفرصة يستطيع القيام بسهولة بالانتفاضة والمقاومة الشعبية وخلق البدائل عندما يطلق العنان له وأنه يعمل على رواية المحرقة الفلسطينية كبديل للمحرقة اليهودية التي يستغلها الكيان ويبتز الشباب والشعوب في اوروبا وأمريكا ويستدر عطفهم.

بعض المداخلات تطرقت الى فاتورة العدوان المغطاة من دول الاستعمار وبعض الدول العربية والاسلامية، وربط بين العدوان على غزة واعلان الدولة الداعشية والخلافة في العراق معتبرا العدوان على غزة وجرائم داعش وجهان لعملة امريكية لاجهاض المقاومة وتفتيت الامة العربية واخضاعها للهيمنة الاستعمارية. وشرح بعضا من سمات المحرقة الصهيونية بغزة كونها طالت جرائم بحق المدنيين والمستشفيات والمدارس ودور الرعاية والعبادة المنازل والصحفيين .. باعتبارها احدثت زلزالا وكوارث انسانية.

التعليقات