بيان صادر عن الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية

رام الله - دنيا الوطن
تتوجه الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية بالتهنئة والتبريك لأهلنا في غزة ولأبطال المقاومة الفلسطينية بجميع فصائلها التي توحّدت على أرض المعركة، وخاضت مواجهة بطولية ضدّ العدو الصهيوني فهزمته وأسقطت جميع أهدافه
وفرضت هي شروطها، بوقف العمليات العدوانية ورفع الحصار والإبقاء على سلاح المقاومة.

وتؤكد الأمانة العامة أنه ما كان لهذا النصر المبين ان يتحقق لولا توفر العوامل الآتية:

أولاً: الإرادة الفولاذية والصبر الذي تمتع بها الفلسطينيون في غزة الذين وقفوا إلى جانب المقاومة، بكلّ صلابة، وكلما سقط منهم الشهداء تعملقوا وقدّموا المزيد من التضحيات الجسام دفاعاً عن الأرض والكرامة.

ثانياً: الوحدة الميدانية لجميع فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي شكلت نموذجاً يُحتذى وحصناً منيعاً هزم ترسانة الحرب الصهيونية، وهزّ معنويات جيش العدو وجبروته، وهذا إنجاز يُستفاد منه في تحويل الوحدة الميدانية الفلسطينية إلى وحدة سياسية شاملة.

ثالثاً: شكلت وحدة الموقف الفلسطيني في مفاوضات القاهرة، والإجماع الوطني الفلسطيني عاملاً مساعداً على وقف العدون بشروط المقاومة.

رابعاً: إنّ هذا الانتصار أثبت أنّ خيار المقاومة هو الوحيد القادر على صنع المتغيّرات، وتحقيق المطالب، وإنّ الرهان على المفاوضات والتسويات والاتفاقيات هو رهان خاسر، لذا فإننا ندعو جميع القوى إلى التمسك بخيار المقاومة.

خامساً: إننا إذ نحيّي قوى المواجهة والمقاومة في المنطقة ونخص بالذكر سوريا وإيران التي كانت شريكة في هذا الانتصار بفضل الدعم الذي قدّمته للمقاومة في فلسطين، نحيّي الدول التي دعمت أهل غزة ومجاهديها لتمكينهم من صنع هذا الإنجاز، وفي الوقت عينه ندين جميع الدول، وخصوصاً العربية منها، التي تآمرت وتواطأت مع العدو لإسقاط المقاومة ولتصفية قضية فلسطين.

سادساً: إنّ معركتنا مع العدو الصهيوني هي معركة مستمرة، والمقاومة ربحت هذه الجولة، لكن الحرب لم تنته بعد، لذا فإنّ المطلوب هو إبقاء اليد على الزناد، وأن تقوم القوى الشعبية العربية بتحركات وسعي دؤوب لتوفير الدعم لشعبنا في
فلسطين، وإرسال القوافل الغذائية والطبية ومواد البناء لإعادة إعمار غزة من جديد، فغزة التي قدّمت آلاف الشداء والجرحى، والتي تعرّضت بفعل همجية العدوان ووحشيته إلى الكثير من الدمار والخراب والخسائر، تستحق كلّ الدعم والمؤازرة
والمساندة.

سابعاً: إننا نتوجه إلى جميع القوى والأحزاب العربية للبدء بحملة على الأنظمة العربية التي تقيم معاهدات واتفاقيات مع العدو ولا تزال تتبادل معه الممثليات والسفارات والقنصليات، والضغط في اتجاه إلغاء هذه الاتفاقيات وإغلاق السفارات والممثليات... وهذا أضعف الأيمان.

ثامناً: إنّ مقاطعة العدو الصهيوني اقتصادياً هو أمر مطلوب ومُلحّ، لقد كبّدت المقاطعة الاقتصادية للبضائع الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحرّرة خسائر جسيمة أضيفت إلى الخسائر التي أوقعتها صواريخ المقاومة التي شلّت الحركة الاقتصادية في الكيان الغاصب، لذا فإنّ المطلوب تفعيل المقاطعة في جميع الدول
العربية، وندعو الأحزاب إلى الانخراط في اللجان القائمة وإنشاء لجان جديدة في دولها.

إنّ الأمانة العامة للأحزاب العربية تعلن اعتزازها بالنصر المؤزّر الذي حققته المقاومة في فلسطين، وتدعو الأحزاب المنضوية في المؤتمر إلى القيام بما يمليه عليها الواجب الوطني والقومي للحفاظ على هذا الإنجاز والبناء عليه لاستكمال مسيرة تحرير جميع الأراضي المحتلة، ولمواجهة مشاريع الارهاب والتطرف والإلغاء
التي تتعرّض لها البلاد العربية.
 

التعليقات